راقب طفلك (2).. "ألعاب حمودى" قناة على اليوتيوب تقدم محتوى يعتمد على ترهيب الأطفال من العفاريت والشرطة.. القائمون على القناة يستخدمون الألعاب لسرد قصص لا يدركون خطورتها.. والقناة يشاهدها الملايين..فيديو وصور

الخميس، 04 أبريل 2019 02:35 م
راقب طفلك (2).. "ألعاب حمودى" قناة على اليوتيوب تقدم محتوى يعتمد على ترهيب الأطفال من العفاريت والشرطة.. القائمون على القناة يستخدمون الألعاب لسرد قصص لا يدركون خطورتها.. والقناة يشاهدها الملايين..فيديو وصور قناة ألعاب حمودى على اليوتيوب تثب محتوى مخيف للأطفال
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

راقب طفلك إذا ما رأيت أن ابنك يستيقظ من النوم فزعا فى منتصف الليل، فاعلم أن الأمر ليس محض صدفة، وأن هناك سبب وراء هذا، وهنا فعليك أن تحدد وجهتك وأنت تفتش وراء أسباب خوفه وفزعه فى النوم.

إذا ما كان ابنك يشاهد أفلاما كرتونية، أو يتابع قنوات مخصصة لتقديم محتوى للأطفال على موقع "اليوتيوب" فاعلم أنها تشكل جزءا كبيرا من خوفه هذا، لأنه بالطبع يتأثر جدا بما يشاهده.

قناة ألعاب حمودى على اليوتيوب
قناة ألعاب حمودى على اليوتيوب

 

من بين هذه القنوات، قناة Hamodi toys أو ألعاب حمودى، وهى قناة تزعم أن أهدافها تتمثل فى تعليم الأطفال عدة أشياء، منها: الحروف الأبجدية للغة الإنجليزية، والألوان، وذلك من خلال استخدام الألعاب فى تقديم قصص خيالية، إلا أن ما يغيب عن بعض هذه القنوات، هو أسس المنهج التربوى، الذى يعتمد فى شق منه على الجانب النفسى والخاص بالمراحل العمرية، وبما يجب أن يتم تعليمه للأطفال، ولا يجب أيضًا.

ولأن للأطفال فيما يعشقون مذاهب وألعاب، فمنهم من يفضل الحيوانات، على الشخصيات الكرتونية المتخيلة، مثل "سنفور"، وسوبر مان، وغير ذلك من الألعاب، لكن الضرر الذى تحدثه بعض هذه القنوات، يحدث لأن من يقوم بتأليف سيناريو الحلقة، لا يفقه فى كثير من الأمور المتعلقة بالنواحى التربوية والنفسية فى التعامل مع الأطفال.

فى تقرير نشرته مجلة "إلترن" الألمانية حول أسباب الخوف عند الأطفال فى عام 2015، ذكرت أنه مع بداية العام الثالث من العمر، يدخل الطفل فى مرحلة الخوف من اللص الذى سيقفز من النافذة أو من العفريت تحت السرير. ويبدأ الطفل فى هذه المرحلة بالخلط بين ما يراه فى التلفزيون أو ما يسمعه فى الحكايات.

ولهذا نصح الخبراء فى هذه المرحلة، بعدم السماح للطفل بمشاهدة الأفلام أو المشاهد المرعبة، وكذلك تعزيز فكرة الرسم أو الحكى لدى الطفل ليجد طريقة يخرج بها مخاوفه.

تقرير مثل لا شك أنه يغيب عن وعى مؤسسى قنوات الأطفال، التى تعد أحد الأبواب المفتوحة على مصراعيها لجنى الأموال والشهرة من كثرة مشاهدتها على موقع اليوتيوب، ويكفى أن تتابع فى دقائق محدودة عدد المشاهدين الكبير لكل حلقة، والذى يتجاوز الملايين، لأن ما يحدث، هو أن معظم الأمهات تقوم بفتح موقع اليوتيوب على القناة التى يفضلها ابنها أو نوعية الفيديوهات المحببة له، وتترك الهاتف فى يديه، لتتابع أمور منزلها، دون أن تتمكن من مراقبة الفيديوهات التى تتوالى فى العرض باستمرار.

تجسيد العفاريت فى إحدى حلقات ألعاب حمودى
تجسيد العفاريت فى إحدى حلقات ألعاب حمودى

 

من بين الحلقات التى تعرضها قناة Hamodi toys أو ألعاب حمودى، حلقة بهذا العنوان "لعبة سنفور ومقلب العفريت من ميمو وفلة مع الإنسان الآلى المتحرك قصة مضحكة للأولاد والبنات"، وبلغت نسبة مشاهدة الأطفال لهذه الحلقة حتى كتابة هذا التقرير 1,884,250، وفى هذه الحلقة، ستلاحظ إلى أى مدى أن القائمين عليها لا يهتمون بتقديم خدمة لطفلك نظير مشاهدته للحلقة، التى تساعدهم فى جنى الأموال، بل يفكرون فقط فى الربح، على حساب ما يتركونه من آثار سلبية فى نفوسه، والدليل على ذلك، هو تجسيدهم للعفاريت أمام شخصية "سنفور" وصراخه المتكرر "يا ماما يا ماما"، بالطبع ستدرك الآن لماذا يفزع ابنك من نومه باكيا ويصرخ من الخوف حتى وإن كان نائما بين يدى أمه أو بين يديك.

وعلى الرغم من أن "سنفور" يعرف فيما بعد أن مشهد العفاريت ما هو إلا "مقلب" هدفه إجباره على الاستيقاظ من النوم، إلا أن خبراء علم النفس، أكدوا على عدم صحة مشاهدة الطفل لمثل هذه القصص، لأن درجة تأثيرها على الأطفال تختلف من طفل لآخر، ناهيك عن أنه يشاهدها بمفرده، وغالبا لن يسألك حول إذا ما كانت العفاريت حقيقة أم لا، لكنها ستنطبع فى ذاكرته.

مقلب شرطة الأطفال في سنفور
مقلب شرطة الأطفال في سنفور

 

ملايين المشاهدات لحلقات قناة ألعاب حمودى على اليوتيوب
ملايين المشاهدات لحلقات قناة ألعاب حمودى على اليوتيوب

 

وفى حلقة أخرى بعنوان "مقلب شرطة الأطفال فى سنفور يا ترى عمل إيه؟"، تقوم شخصية الأم بخداع "سنفور" الذى رفض استكمال طعامه، بزعم أنها ستأتى له بـ"الشرطة لكى تعاقبه" طالما أن "والده لا يضربه"، وهنا لاحظ المقارنة، فتقول له الأم: "هخلى البوليس يجى ياخدك ويعاقبك"، وفى نفس الحلقة، تقوم الأم بإرهاب "سنفور" عندما يرفض النوم، بإحضار "شرطة الأطفال له"، فبدلا من أن يتجه القائم على كتابة سيناريو الحلقة لحلول بديلة أخرى، يعمل على إرهاب الطفل فى كل مرة يرفض فيها الطعام أو النوم، وهو أمر لا شك بأنه يؤثر على حالته النفسية فيما بعد، لقيامه بتنفيذ الواجبات باسم الخوف، إضافة إلى تشويه الصورة الذهنية لديه عن الشرطة وطبيعة عملها.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة