منظمة خريجى الأزهر تحصن الطلاب الوافدين من الأفكار المتطرفة.. رئيس جامعة الأزهر السابق: الإرهاب ينسب لفكر معتنقيه وليس للدين.. لاسبيل لمحاربة الفكر المتطرف إلا بالفكر الوسطى المعتدل المحكم بالأدلة والبراهين

الأربعاء، 03 أبريل 2019 03:21 م
منظمة خريجى الأزهر تحصن الطلاب الوافدين من الأفكار المتطرفة.. رئيس جامعة الأزهر السابق: الإرهاب ينسب لفكر معتنقيه وليس للدين.. لاسبيل لمحاربة الفكر المتطرف إلا بالفكر الوسطى المعتدل المحكم بالأدلة والبراهين الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية والمستشار العلمى للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر،  أن الإرهاب الفكري هو إرهاب ينسب لفكر معتنقيه ولاينسب للدين الإسلامى أو أى دين آخر، فهو نتاج فهم خاطئ من نص صحيح كون فكرة أصبحت عقيدة ترتب عليها تصرفات أدت إلى إفزاع الآخرين من قبل بعض أتباع الدين فقاموا بالاعتداء على الغير بالسلاح وغيره، مشيراً إلى أن الإرهاب الفكرى ظهر منذ فترة بعيدة باختلاف الزمان.
 
جاء ذلك خلال فعاليات سلسلة ندوات "الإرهاب الفكري فى مرمى سهام الأزهر" التى عقدتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر للطلاب الوافدين اليوم فى إطار خطتها لتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر ندوات نقاشية.
 
وأوضح د. الهدهد خلال الندوة أن الفكرة تشكل فكراً إرهابياً يتبناه البعض عن طريق فهم غير صحيح مأخوذة من نص صحيح يكون ردها بمجابهة هذا الفكر بنص أخر صحيح من القرآن والسنة تبع ضوابط لفهم مجموع هذه النصوص  في القضية الواحدة المختلف عليها ، ضارباً مثال لما وقع من حوار بين سيدنا عبدالله بن عباس  و الخوارج الذين ظهروا في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان، الذين اشتهروا بالخروج على سيدنا علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليه،وأصبحوا من المغالين في معتقداتهم الدينية وتكفيرهم وتطرفهم ، فكان في محاججته للخوارج أبرع مثل لمحاربة الفكر بالفكر وتفنيد الأهواء والآراء المغلوطة بسياق الحجج بشكل يبهر الألباب حتى استمرّ الحوار بين ابن عباس والخوارج إلى أن  أنتهى النقاش بينهم حتى نهض منهم ألفان، معلنين اقتناعهم، ومعلنين خروجهم من خصومة الإمام علي، مؤكدا أن هذا مايتبناه  الأزهر الشريف وعلمائه  في استئصاله  ومواجهته لتلك الجماعات وأفكارهم بأنه لاسبيل لمحاربة الفكر المتطرف إلا بالفكر الوسطى المعتدل المحكم بالادلة والبراهين من القرآن والسنة  في إطار حرب فكرية علمية يجاهد فيها علمائه ومشايخه .
 
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر سابقاً أن هؤلاء الجماعات المتطرفة لا تقف فقط على الفهم الخاطئ للنصوص القرآنية والأحاديث الشريفة بل تعدت لاستخراج فتاوى قديمة  ظهرت في واقع أزمنة لا تصلح لزماننا الآن كفتوى الدروع البشرية لابن تيمية ، جاهلين بحقيقة أن الواقع يتغير فتتغير الفتوى ، فهى أمر طارئ طبقاً لواقع معين أما الحكم ثابت .
 
وأضاف خلال محاضرته بفعاليات سلسلة ندوات "الإرهاب الفكرى فى مرمى سهام الأزهر"، التى تنظمها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، لعدد 150 طالب وافد من الدارسين بالأزهر الشريف،حددت السنة من تجب حمايتهم حال القتال ما لم يشاركوا فى المعركة، وهم: النساء، والأطفال، والمسنُّون، والرهبان، والعُسفاء «جمع عسيف»، وهم الأجراء المستقدمون لأداء خدمات ومهام معينة للعدو فى ساحة المعركة، لكنهم لا يشاركون فى العمليات القتالية الفعلية. 
 
ومن ضمن المهام المتنوعة التى كان يُعهَد بها إلى العُسفاء فى ساحة المعركة فى ذلك الوقت، الاعتناء بالحيوانات والممتلكات الشخصية للمقاتلين. وربما يناظر هذه الفئة فى سياق الحرب الحديثة أفراد الطواقم الطبية- العسكرية والمدنية- والمراسلون العسكريون وجميع الفئات الأخرى من الأفراد داخل جيش العدو ممن لا يشاركون فى العمليات القتالية الفعلية، وكذلك أيضا: المرضى والمكفوفين والمقعَدين والمجانين والمزارعين والتجار والصناع إلا إذا اشتركوا فى القتال.
 
كما تتضمن المبادئ أيضا حظر استخدام الأسلحة العشوائية، ولفت الهدهد إلى أنه وعلى الرغم من أن الأسلحة التى استخدمها المسلمون فى بداية التاريخ الإسلامى كانت بدائية، ذات قدرة محدودة على التدمير، فقد حرص الفقهاء المسلمون على تأسيس أحكام بخصوص استخدام أسلحة عشوائية الطابع، مثل المنجنيق «آلة لقذف الحجارة الضخمة» والسهام المسمومة والسهام النارية، واستدل بالآية القرآنية ﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾ .
 
وتابع: ومن ضمن المبادئ أيضا حظر الهجمات العشوائية، انطلاقا من الحرص على مبدأ التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، فصلوا فى أسلوبين: هما البيات «أى: الإغارة على العدو ليلًا»، والتَّترُّس «أىْ استخدام دروع بشرية»، وكل ذلك من أجل الحفاظ على حياة غير المحاربين،ويخلص إلى أنه «بناء على هذه القواعد المقررة فى الإسلام لا يجوز استخدام الدروع البشرية فى الحروب لأى من الفريقين المتحاربين».
 
من جانبه قال أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة أن هذه الندوات  تأتى فى إطار خطة المنظمة لتحصين الطلاب الوافدين ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر ندوات نقاشية  يتم فيها طرح العديد من التساؤلات  و المقولات التي تعمل بعض قوى العنف والتعصب والتطرف على إشاعتها ولصقها بالدين الإسلامي الحنيف من أجل تبرير إرهابها وشرعنة أفعالها التى تريد من ورائها إشاعة أجواء الاضطراب والفوضى وتهديد السلم الاجتماعى فى المجتمعات التى توجد فيها.
 
حضر الندوة 150 طالبا وافدا بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وفى ختام الندوة استقبل د. إبراهيم الهدهد الأسئلة من الطلاب وقام بالرد عليها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة