أحمد إبراهيم الشريف

عبد الستار آدم.. أفيدونا يا علماء التاريخ

الأحد، 28 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت، مؤخرا، أبحث عن المؤرخ الفرنسى «فيفيان دينون» الذى رافق نابليون بونابرت فى مصر وصاحب كتاب «رحلة الوجه البحرى ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت» كنت أريد أن أعرف ما الذى قاله «دينون» عن آثار مصر وكيف رسمها، لكننى وجدت شيئا مختلفا.
 
وجدت اسم «فيفيان دينون» شاهدا على قصة طفل مصرى اسمه «عبدالستار آدم» وهو طفل له قصة غريبة كتب عنه مؤرخو الحملة الفرنسية تحت اسم «غلام الفقاعى» نسبة إلى القرية التى ينتمى إليها فى بنى سويف، وصار يشار إليه على أنه أشجع ولد فى العالم كما سماه المؤرخان الفرنسيان «فيفيان دينون» و الجنرال «ديزيه» فى مذكراتهما.
 
وتواترت القصة حسب مصادر متعددة تقول إنه «فى ديسمبر عام 1798 فى قرية صغيرة تدعى «الفقاعى»، بمحافظة بنى سويف، حيث تمركز الجنرال «ديزيه» حتى يصله مدد من المدفعية ليستكمل غزو الصعيد، وحدث أن لفت نظر ديزيه ذات ليلة اختفاء كمية من الأسلحة من المعسكر، ثم تكرر الأمر فى الليلة التالية، ولهذا شُددت الحراسة والمراقبة فى المعسكر، وخلال المراقبة رُصد صبى صغير يدعى «عبد الستار آدم» وعمره 12 عاما فقط، يتسلل إلى المعسكر فى الليل ويجمع ما يستطيع حمله من البنادق ليقدمها للمقاومة الشعبية، فطارده جندى فرنسى حتى أصابه بالسيف فى ذراعه وأسره، سمع «ديزيه» بأمر الصبى فاستدعاه للاستجواب، سائلاً: لمَ تسرق أسلحة الجيش الفرنسى؟ لأنها أسلحة أعدائى وأعداء بلادى.
 
وتستطرد المواقع فى حوار يدل على شجاعة الغلام وإيمانه بما يفعله حتى إن القائد الفرنسى أراد أن يختبر شجاعة الصبى فأمر بإعدامه، وهنا ظهر معدن الصبى فلم يبكِ ولم يصرخ ولم يطلب العفو، لكنه رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم، أعجب ديزيه بموقف الصبى وصلابته، فاستبدل الإعدام بالجلد 30 جلدة.
أما «فيفيان دينون» فى كتابه «رحلة الوجه البحرى ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت»، وكان شاهدا للواقعة، فقال «عرضتُ على الصبى أن أتبناه وأن أكفل له مستقبلاً سعيداً»، فردَّ الصبى «ستندم على تربيتى».
 
ربما فى الحكاية بعض المبالغة، لكنها حتما حقيقية، لا شىء يأتى من الفراغ، وعبر تاريخ مصر الطويل، انتشر الشجعان فى القرى والمدن، ليس شرطا أن تكون شجاعتهم فى مواجهة عدو بشكل واضح ربما يكون الأمر فى استمرارهم فى الحياة.
 
لكننى هنا أشير إلى عبد الستار آدم، لأننى فى الحقيقة لم أستطع أن أوثق هذه القصة، لكن أساتذة التاريخ يستطيعون ذلك، لذا ننتظر إجابتهم، ولو كان الأمر بهذه الصورة، فلماذا لا تقدم وزارة التربية والتعليم هذه النماذج فى مناهجها؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة