صور.. والد الطالب المتوفى بغرفة محول كهرباء مدرسية يروى تفاصيل مصرعه

الأحد، 28 أبريل 2019 07:00 ص
صور.. والد الطالب المتوفى بغرفة محول كهرباء مدرسية يروى تفاصيل مصرعه والد الطالب
بنى سويف أيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ابنى لم يعان من مرض نفسى ولم أكن أعلم أنه سوف يذهب إلى الامتحانات ليعود جثة هامدة وعايز أعرف مات إزاى".. بهذه الكلمات بدأ أحمد جابر على، سائق، يقيم مقبل الجديد بمدينة بنى سويف العاصمة، الحديث عن واقعة العثور على جثة إبنه داخل غرفة محول كهربائى بمدرسته، وأضاف: نجلى رحمة الله عليه هو الأكبر بين أشقائه الثلاثة ويبلغ من العمر سبعة عشر عاما ونصف، وكان طالبا بالصف الثانى بمدرسة الصناعات الميكانيكية قسم خراطة، ويتسم بحسن الخلق والطيبة.

وتابع : لم أكن يوما قاسيا عليه وعندما يخطئ أعاقبه بعدم الحديث معه ثم أسامحه فور اعتذاره عما بدر منه، وعندما بدأت امتحانات المواد النظرية بمدرسه إبنى بنظام ثلاثة أيام غير متتاليين أسبوعيا ، ذهب فى اليوم الأول "الأحد" وعاد إلى المنزل عقب انتهاء موعد الامتحان وتناول الغذاء ثم ذهب إلى عمله الخاص، وفى يوم الاثنين "إجازة من الامتحانات" ذهب لعمله الخاص، و استيقظ مبكرا يوم الثلاثاء وذهب إلى اللجنة ولم يعد فى موعده المعتاد وعندما عدت من عملى ولم أجده أجريت اتصالا به ولكن هاتفه المحمول لم يرد فاعتقدت أنه ذهب إلى عمله عقب انتهاء لجنة الامتحانات كعادته وعندما لم يعد إلى المنزل ليلا اتصلت به ثانية ولم يرد أيضا فانتابنى القلق وتحدثت إلى شقيقىّ اللذان يقيمان معى بنفس المنزل واتصلنا بأقاربنا والأصدقاء دون جدوى، وبحثنا عنه فى الشوارع صباح يوم الاربعاء "ثانى يوم من اختفائه" ولم نتوقف عن الاتصال بهاتفه المحمول الذى لم يغلق سوى فى الثانية من ظهر نفس اليوم، فى التوقيت الذى ذهبنا خلاله إلى المدرسة، ولم يسمح لنا بالدخول لوجود لجنة امتحان الصف الأول، وكذلك كنترول المدرسة، وبحث المعلمون عن نجلى داخل المدرسة دون جدوى، وذهبت إلى قسم الشرطة وحررت محضرا بتغيب ابنى.

وواصلنا البحث فى الشوارع وعدنا إلى المدرسة صباح يوم الخميس المقرر ثالث أيام امتحان إبنى بها، ولكن مسئولى اللجنة أخبرونا بتغيبه ورفضوا دخولنا للمدرسة للبحث عنه بحجة وجود لجنة امتحانات وكنترول، وتولوا هم البحث عنه بالمدرسة دون جدوى، وواصلنا البحث عن نجلى فى الشوارع وبعد مرور أسبوع على تغيبه تلقيت مكالمة تليفونية يوم الثلاثاء ظهرا من قسم الشرطة مفادها "ابنك عندنا" وهرعت برفقة شقيقىّ إلى القسم ولكننا علمنا أنهم وجدوه فى المدرسة وسمحت الشرطة بدخول شقيقاى فقط ثم تبعته لأجد نجلى بكامل ملابسه ومتعلقاته الشخصية "محفظة وبطاقة شخصية وبراية واستيكة وأقلام" جثة هامدة وبوجهه ويديه حروق وتشوهات داخل غرفة محولات كهربائية بالقرب من نهاية سور المدرسة، فى منظر لن أنساه طوال حياتى، وطلبت تشريح الجثة لكى أعرف سبب وفاته وأطالب المباحث بتكثيف البحث لكشف غموض الحادثة .

وأردف شريف جابر على عم المجنى عليه: كنت أتعامل مع ابن شقيقى رحمة الله عليه مثل أبنائى إذ يقضى وقتا طويلا برفقتى واستعين به فى جلب احتياجات كشك الحلوى الذى افتحه بجوار منزلنا، وبرغم توفير والده لاحتياجاته الدراسية والخاصة إلا انه كان حريصا على العمل فى أماكن مختلفة قبل وفاته بشهور، ونظرا لتميزه العلمى وقع اختيار مسؤولى المدرسة عليه وستة من زملائه الطلاب للعمل أربعة أيام اسبوعيا فى مصنع بمنطقة بياض العرب شرق النيل والانتظام فى الدراسة باقى أيام الأسبوع، وذلك ضمن  مبادرة وبروتوكول بين التربية والتعليم والمحافظة تدريب الطلاب بشكل عملى وتأهيلهم لسوق العمل ولم يترك عمله الخاص سوى عندما تعارضت مواعيده مع أيام عمله بالمصنع، كما كان الاخصائى الاجتماعى يترك له كانتين المدرسة ثم يتسلم إيراد البيع منه نهاية اليوم وذلك نظرا لأمانته .

واستطرد: قابلت نجل شقيقى وصافحته أمام منزلنا صباح يوم اختفائه قبل ذهابه إلى المدرسة لحضور ثانى أيام الامتحانات "الثلاثاء" وفوجئت ظهر نفس اليوم بأحد زملائه "سيد" يسأل عن منزلنا وقابلته واخبرنى بأنه وجابر كانا يلهوان معا ثم تشاجرا ونتج عن ذلك قطع  "تى شيرت"  يرتديه فاستضفته بشقتى وقمت بحياكة ملابسه وتعرفت منه على عائلته وأقاربه بقرية أبوسليم التابعة لمركز بنى سويف، ثم انطلق مغادرا راضيا ومبتسما، وعندما حل الليل تلقيت اتصالا من شقيقى يخبرنى بعدم عودة نجله إلى المنزل وانه اتصل به عدة مرات ولم يتلق ردا، وقمنا بالاتصال بأفراد عائلتنا والأصدقاء، كما اتصلت بزميله "سيد" فاخبرنى أنه شاهد جابر برفقة اثنين من زملائه الطلاب المقيمين بقرية أشمنت بمركز ناصر، ولكنهما أكدا عدم رؤيتهما لابن شقيقى وذلك عندما تقابلنا معهما صباح يوم الأربعاء مع بداية رحلة بحثنا عن جابر والتى انتهت بعثور قارئى عدادات تابعين لمديرية الكهرباء على جثة نجل شقيقى فى غرفة المحول الكهربائى الموجود بنهاية سور المدرسة، وبمجرد تلقى شقيقى لتليفون الشرطة ذهبنا سويا ومعنا شقيقنا على الى المدرسة وقابلنا وكيل النيابة هناك وكلف بتصوير الباب الحديدى لغرفة المحولات لإثبات عدم وجود قفل عليه إذ قامت إدارة المدرسة بوضع قفل عليه بعد انصرافنا، ولكن أحد المدرسين و الأخصائى الاجتماعى بالمدرسة أشارا فى أقوالهما أمام النيابة إلى انهما نبها مدير المدرسة أكثر من مرة إلى ضرورة وضع قفل على باب غرفة محول الكهرباء ولم يستجب.

وتعود الواقعة إلى تلقى مدير أمن بنى سويف اللواء أشرف عز العرب إخطارا من نائبه اللواء عاطف سلامة بإبلاغ شرطة النجدة عن العثور على جثة طالب داخل غرفة محولات كهرباء بمدرسة الصناعات الميكانيكية دائرة قسم بنى سويف.

انتقل المقدم محمود الشريف رئيس مباحث القسم إلى مكان الواقعة ونقلت سيارة إسعاف الجثة إلى مستشفى بنى سويف التخصصى "العام سابقا"، وتم تحرير المحضر رقم 1982 لسنة 2019 قسم شرطة بنى سويف، وكشف التقرير الأولى لفحص الجثة أن الوفاة تعود إلى تعرض الطالب لصعق كهربائى، واستمعت النيابة إلى اقوال والد المجنى عليه وعمه وأحد المعلمين والأخصائى الاجتماعى للمدرسة ومدير المدرسة، وتم تشكيل فريق بحث يقوده اللواء محمد ضبش مدير البحث الجنائى والعميد خالد عبد السلام رئيس مباحث المديرية لكشف غموض الحادث.

أحمد جابر والد الفقيد
أحمد جابر والد الفقيد

 

الفقيد اثناء فسحته فى وقت الفراغ
الفقيد اثناء فسحته فى وقت الفراغ

 

المجنى عليه  الطالب جابر احمد جابر
المجنى عليه الطالب جابر احمد جابر

 

باب حديدى لغرفة المحول الكهربائى مفتوح وبدون قفل
باب حديدى لغرفة المحول الكهربائى مفتوح وبدون قفل

 

باب غرفة الكهرباء بعدما وضع مدير المدرسة القفل عليه بعد استخراج الجثة
باب غرفة الكهرباء بعدما وضع مدير المدرسة القفل عليه بعد استخراج الجثة

 

محر اليوم السابع يتوسط والد الفقيد وعمه
محر اليوم السابع يتوسط والد الفقيد وعمه

 

محرر اليوم السابع يشير الى متعلقات المجنى عليه
محرر اليوم السابع يشير الى متعلقات المجنى عليه

 

والد المجنى عليه مع محرر اليوم السابع
والد المجنى عليه مع محرر اليوم السابع

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة