دار الإفتاء فى أهم تقرير لها تكشف عن كيفية التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا.. وتؤكد من أسبابها الخوف من تزايد أعداد المسلمين.. اللوبى الصهيونى والإعلام أهم عوامل انتشارها.. وتجديد الخطاب الدينى أبرز الحلول

الأحد، 28 أبريل 2019 05:00 ص
دار الإفتاء فى أهم تقرير لها تكشف عن كيفية التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا.. وتؤكد من أسبابها الخوف من تزايد أعداد المسلمين.. اللوبى الصهيونى والإعلام أهم عوامل انتشارها..  وتجديد الخطاب الدينى أبرز الحلول دار الإفتاء المصرية تواجه الإسلاموفوبيا
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدرت دار الإفتاء المصرية تقريرا هاما حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، حصل اليوم السابع عليه ،وتضمن التقرير تعريف لمصطلح "الإسلاموفوبیا" والذى اكدت انه مــــن المصـطلحات المتداولة حديثًا فيما يخص علاقــــة الغرب بالإسلام، وقد تـم نحت المصطلح الذى استعير فى جزء منه من علم الاضطرابات النفسية للتعبير عـن ظاهرة الرهاب أو الخوف المرضى مـن الإسلام. فمصطلح "الفوبیا" أو الرهـاب أى الخوف الشديد، مستمد فى الأصل من علم الأمراض النفسية، ليتم التعبير بواسطته عــن نــوع مــن أنـواع العصاب القهرى.

وعند إضافة كلمة "فوبيا" إلى الإسلام يصبح المصطلح"إسلاموفوبيا" ليصبح المعنى: "خوف مرضى غير مبرر وعداء ورفض للإسلام والمسلمين"، ولذلك، يشير هذا المصطلح إلى النتائج العملية المترتبة على هذا العداء سواء تجاه الأفراد أو المؤسسات، وهو بذلك ظاهرة لها أسبابها السياسية والاجتماعية، لكن يبقى أن هذا المصطلح يعبر عن المشاعر السلبية التى تجتاح المجتمع الغربى تجاه المسلمين، مشاعر تترجم سلوكيات مجحفة فى حق الإسلام والمسلمين.

أسباب الظاهرة

تتأسس الموجة العنيفة والمكثفة من الإسلاموفوبيا التى تشهدها أوروبا والولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين على جذور تاريخية وثقافية واجتماعية متعددة. من بين الجذور الاجتماعية، بما أن المهاجرين المسلمين يشكلون أكبر عدد من الجاليات والمواطنين غير الأوروبيين الذين وصلوا واستقروا فى أوروبا المعاصرة لأسباب العمل والهجرات وغيرها. بمرور الوقت، استقر المسلمون فى المجتمعات الأوروبية وكانوا عاملاً فى التحول الاجتماعى للعديد من البلدان. كما أقاموا روابط مع السكان المحليين فى مكان العمل وفى المجتمع، وحصلوا على حقوق،وانخرطوا بشكل كبير فى المجتمعات الغربية كجزء لا يتجزأ منها.

علاوة على ذلك، فإن هؤلاء السكان هم أكثر المجموعات تنظيماً من المهاجرين فى أوروبا. فى عدة مناسبات، تحدت مؤسسات الدولة وأرباب العمل والآراء العامة التى تطالب بالحقوق والمواطنة ومكافحة التمييز، كما عارضت ظروف معيشة وعمل المهاجرين، وقاومت العزل الاجتماعى. فمنذ السبعينيات، شارك المسلمون فى نضالات العمال (خاصة فى فرنسا) فى حين أن الأجيال الجديدة التى ولدت ونشأت فى أوروبا، كررت رفضها لمن يعاملونهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

بجانب هذه الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، هناك جملة من الأسباب التى أدت إلى ظهور هذه الظاهرة. فمنذ أن نشأت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" ارتبطت بنظرة اختزالية للإسلام حددتها فى مجموعة واحدة من الأفكار والنظرة إلى المسلمين على انهم يدعون "للعنف" ورفض الاخر، ولذلك رأى المصابون بهذه الظاهرة أن العداء للإسلام والمسلمين والتحيز ضدهم، ناتج عن أفكارهم وعن طبيعتهم "المتوحشة" كونهم يحشدون ضد "الغرب" وضد كل من يخالفهم.

و هذه الأسباب فيما يلى: الجهـل بالإســلام، تبنى صورة نمطية سلبية للمسلمين، الخوف من تزايد أعداد المسلمين ،اللـــــوبى الصهيونى والاعلام وتقـــــديم صـــــورة سيئة عـــــن المسلمين، وبالإضافة إلى ذلك، عمل الاعلام الغربى على ترسيخ صورة مغلوطة عن الإسلام من خلال اظهاره على: إنه دين يقوم على القهر والغلبة، ويفرض نفسه غصباً على جميع الأجناس والأديان،وأنه دين توسع بحد الـ "سيف"، إنه يحرم حرية الآراء والعقيدة، ويحجر على أبناء الديانات الأخرى

 آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا

إن قراءة مـتأنية لمضامين الموجة العدائية الجديدة ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب، والتى تخطت حد الكراهية والتطرف إلى الإرهاب مع وقوع الهجومين على مسجدى مدينة "كرايست تشيرش" فى نيوزيلندا، تبرز الحاجة الملحة إلى تقديم استراتيجية شاملة تواكب ذلك الخطر المحدق بالجاليات المسلمة فى الغرب.

إن مواجهة هذه الظاهرة يجب أن تتجاوز المواجهات التقليدية عبر بيانات الإدانة التى ما تلبث أن تُنسى، ويجب أن تتجاوز كذلك عملية الدفاع عن الإسلام كلما ارتكب "إرهابى" ينتمى للإسلام عملية ضد مدنيين غربيين. إن مواجهة شاملة للظاهرة تتضمن آليات عمل وفعاليات هى الضامن الوحيد للتقليل من حدة آثارها على الجاليات المسلمة والمواطنين المسلمين فى الدول الغربية.

يجب أن يكون الهدف النهائى فى مواجهة الإسلاموفوبيا هو خلق مجتمع عادل ومنصف للجميع داخل الدول، وكذلك مجتمع عالمى يقوم على التعايش والحوار البناء

تنطوى تلك المسئولية الدينية على عدة مستويات مختلفة لمواجهة تلك الظاهرة

 تجديد الخطاب الدينى

يجب ان يقوم الدعاة والمؤسسات الدينية بتجديد الخطاب بحيث يتوافق مع قيم الغرب وتضمينه بخطابات التعددية والتعايش والسلم المجتمعى، أن يظل الخطاب الدينى فى أوروبا متمسكا بضرورة الاندماج الكامل والتعايش بعيدا عن عزلة المسلمين، تبنى خطاب وسطى يقوم على مرجعيات تؤكد شمول الإسلام لقيم التسامح وقبول الآخر المختلف،تنزيه الإسلام من كافة إدعاءات العنف والبعد الكامل عن القضايا الخلافية التى قد تثير حنق المتطرفين الأوروبيين،أن يشمل الخطاب حقيقة الإسلام الصحيح فى مقابل التحليلات الاستشراقية،أن يتناول الخطاب قضايا الغرب المعاصرة وعدم الانفصال عنها.

 

580
 

 

 تنويع النشاط الدينى

يقوم على أساس من بناء الثقة بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى المتعايشة فى أوروبا، ضرورة الانفتاح الدينى الإسلامى مع المؤسسات الدينية المسيحية واليهودية بالبلاد، فتح قنوات اتصال بالمجتمع المدنى الأوروبى للتعريف بقيم الإسلام والمشاركة الكاملة فى جهود التعايش الأوروبية،عقد لقاءات مفتوحة وحوارات ممتدة مع الكنائس والمعابد،تدشين برامج كاملة للتواصل مع الكنائس والمعابد وبناء تكتلات دينية موحدة فى مواجهة القوى الساعية لهدم قيم التعايش الأوروبى، فتح المساجد وعقد ورش عمل توعوية ودعوية خاصة بتصحيح الصورة الغربية الخاطئة عن الإسلام، ترجمة الفتاوى والكتب المرجعية إلى لغات مختلفة بحيث يطلع عليها الكثير من الأوروبيين، ترتيب أنشطة دينية وترفيهية متنوعة مع أصحاب الديانات الأخرى لتعزيز قيم الاندماج والتعايش كونها الضامن للحضارة الأوروبية، التوسع فى مجالات التضامن الدينى للمساجد والدعاة مع الحوادث الإرهابية أو الكوارث الطبيعية التى قد يمر بها الغرب، تأسيس مكتبات مفتوحة خاصة بالمساجد تتضمن ترجمات للكتب والمؤلفات التى ترد على أنصار الإسلاموفوبيا

 

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة