أكرم القصاص - علا الشافعي

هند أبو سليم تكتب: امرأة فى الأربعين.. قالت لى أمى"عشرينك فراشة حالمة.. وثلاثينك بدايات وحكايات.. وأربعينك امرأة".. مزيج من طفولة وحلم وتحدى وثقة.. لم يعد القلب والعقل يختلفان ولا وقت إلا وقتها هى

الخميس، 25 أبريل 2019 03:07 م
هند أبو سليم تكتب: امرأة فى الأربعين.. قالت لى أمى"عشرينك فراشة حالمة.. وثلاثينك بدايات وحكايات.. وأربعينك امرأة".. مزيج من طفولة وحلم وتحدى وثقة.. لم يعد القلب والعقل يختلفان ولا وقت إلا وقتها هى هند أبو سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت لى أمى يوما و كنت حينها فى العشرين من عمرى.. عشرينك فراشة حالمة هائمة..

قالت لى أمى يوما وكنت حينها فى الثلاثين من عمرى.. ثلاثينك بدايات وحكايات واكتشافات.

ثم قالت لى أمى يوما و كنت حينها قد اتممت الأربعين.. اربعينك امرأة.

 

وما أدرى العالم بامرأة عاشت على هذه الأرض أربعين عاما..

 

ففيها طفولة العشرة وحلم العشرين وتحدى الثلاثين وثقة الأربعين.

 

هذه المرأة تجلس متكأة فى أى مجلس.. تنظر للجميع بهدوء.. بثقة.. فقد رحل قطر الاندهاش.. هى تفهم لهفة السادسة عشر حين تراها.. تبتسم لابتسامة عشرينية حين تراها.. تقرأ محاولات غموض الثلاثينية حين تراها.. و هى متكأة فى مجلسها.

 

تراها تمكنت من كل أدواتها التى كانت طوال الأعوام الماضية تفهمها.. تطوعها.. .تألفها.. تحكمها.. و تطلق عنانها.. بلفتة من حاجب.. بنظرة من عين..

 

لم تعد أناملها تداعب شعرها كل حين.. .فهى كلها ثقة بمصفف شعرها و تصميمه بعد كل هذه السنوات من البحث و التجارب.

 

لم تعد تتلفت حولها تتفحص الجموع.. لم تعد تبحث عن نظرات إعجاب.. لم تعد ترسل نظرات إعجاب.

 

لم تعد تبحث بحث دؤوب عن أخر الصيحات و الطلات.. فهى التى تعرف ما يناسب جسدها و لونها و ملامحها و مزاجها.

 

لم يعد الموبايل يأخذ حيزا من وقتها كما كان فى الثلاثين.. بل أصبح وضع الصامت هو الغالب على المسكين.. تفتحه وقت ما تشاء.. و تغلقه وقت ما تشاء..

 

لم تعد تملأ الأجندة بمواعيد اغلبها التزامات تقوم بها لأشخاص فى حياتها.. بل أصبحت المواعيد مواعيدها هى..

 

لم تعد تضيف أناس جدد إلا نادرا.. حين يضيء نور بين الجموع.. يدل على ندرة سواء فى القلب.. الروح أو الجوهر.. حينها تقول لما لا..

 

لم يعد الوقت هو الحاكم الأول والأخير.. اصبحت هى الحاكم على الوقت.. وقتها هى.

 

لم تعد قائمة الممنوعات طويلة.. فلم يعد لقوة المجتمع أهمية لديها..

 

ولم تعد قائمة الممنوعات قصيرة.. فلم تعد تتحمل الكثير من المهاترات و الـpullshit.

 

لم يعد القلب و العقل يختلفان.. فبعد اربعين عاما.. أصبحا يعملان معا فى harmony.. بلا جدال.. بلا نواح.. بلا أى دراما.

 

أظن الله خلق حواء عشرينية.. فادم وحده لم يحتاج أكثر من ذلك امرأة.. .فلو خلق الله حواء اربعينية.. لردت أبليس خائبا.. فما تنازلت عن راحة الجنة ونعيمها لتذوق متعة فاكهة محرمة للحظات.. بل كانت ستشعل النار بها وتدير ظهرها..

 

هى تلك الأنثى الألفا.. التى تنظر من أعلى للجميع.. ليس تعالياً بل مقاماً.. هى جوهرة التاج.. هى منتصف العقد.. هى الثقب الأسود بين بعدين زمانيين.. هى أمطار السماء بعد سنوات يوسف العجاف.

 

عزيزتى فى الثلاثين.. القادم أروع.

 

Happy 40 years old.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed adam

‏Happy 40 years old.

أشكرك على المقال الرائع و عجبنى ان حواء كانت فى العشرينيات نظرية تحترم بس موضوع منتصف العقد ده اتمنى لك كل خير بس بعد 45 الاحساس مختلف 

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة