سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 إبريل 1907.. تأسيس النادى الأهلى فى أول اجتماع رسمى لمجلس إدارته برئاسة الإنجليزى «ميتشيل أنس»

الأربعاء، 24 أبريل 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 إبريل 1907.. تأسيس النادى الأهلى فى أول اجتماع رسمى لمجلس إدارته برئاسة الإنجليزى «ميتشيل أنس» ميتشيل أنس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الخامسة والنصف بعد ظهر 24 إبريل، مثل هذا اليوم ١٩٠٧، حين اجتمعت «لجنة النادى الأهلى للألعاب الرياضية»، فى منزل الإنجليزى، ميتشيل أنس «وبرئاسته، وعضوية إدريس راغب بك، وإسماعيل سرى باشا، وأمين سامى باشا، وعمر لطفى بك، ومحمد أفندى سكرتيرا لها»، حسبما يذكر الكاتب والناقد الرياضى حسن المستكاوى فى كتابه «النادى الأهلى» عن دار الشروق -القاهرة، ويؤرخ فيه قصة تأسيس هذا النادى التى ولدت وترعرعت فى سياق وطنى.
 
كان «أنس» مستشارا لوزير المالية، واختير أول رئيس للأهلى، واستقال 2 إبريل 1908، وكان اختياره وفقا للمستكاوى: «للاستفادة من نفوذه لدى سلطات الاحتلال لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادى من قبل الحكومة»، غير أن هناك من الخصوم من يختصر قصة تأسيس هذا النادى الأكبر شعبية وإنجازا عربيا وأفريقيا عند هذا الاختيار، باعتبار أن «أنس» إنجليزى محتل، متجاهلين «عمدا»، أن سعد زغلول كان أول رئيس لجمعيته العمومية فى 18 يوليو 1907، وأن جمال عبد الناصر قبل رئاسته الشرفية فى 17 يناير 1956 تقديرا لدوره فى مساعدة الثورة.
 
أصبح اجتماع «24 إبريل»، هو التاريخ الرسمى لميلاد «الأهلى»، وتتويجا لفكرة عمر لطفى بك، الوليدة لفكرة سابقة له أيضا وهى إنشاء «نادى المدارس العليا»، وكانت الفكرتان نتاج سياق حركة وطنية يقودها الزعيم مصطفى كامل.. يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى - باعث الحركة الوطنية»، أن نادى «المدارس العليا»، كان يجمع بين طلبة هذه المدارس ومتخرجيها، وأنه من أعظم مظاهر الحركة الوطنية فى ذلك العصر، ويؤكد أنه حضر أول جمعية عمومية له، الجمعة 8 ديسمبر 1905 بإحدى قاعات مدرسة الطب لانتخاب مجلس إدارة، مضيفا: «بلغ الحاضرون 200 طالب، وأسفرت الانتخابات عن اختيار عمر بك لطفى رئيسا، وكان من أصدقاء مصطفى كامل، وانتُخب هو «مصطفى كامل»، وعبدالخالق بك ثروت باشا عضوين عن متخرجى مدرسة الحقوق».
 
بعد عامين من تأسيس «نادى المدارس العليا»، ولدت فكرة «الأهلى، وينقل المستكاوى كلام عبدالخالق ثروت، حول ذلك أثناء رئاسته للجمعية العمومية للأهلى التى عقدت يوم 6 فبراير 1919، قال نصا: «أنتهز الفرصة لألقى على حضراتكم كلمة عن تاريخ هذا النادى، فإن تفضلتم وسمحتم بذلك، فإن أول ما ينطق به لسانى فى هذا الحديث هو اسم المرحوم عمر لطفى بك، ذلك لأنه الواضع لهذا النادى، وصاحب الفكرة فى تأسيسه.. كان وكيلا لمدرسة الحقوق، وكنت فى ذلك العهد موظفا بوزارة الحقانية، فكنت معه بحكم وظيفتينا فى علاقة مستمرة، وكان على ما تعلمون كثير الاشتغال بأمور الشبيبة، عظيم الاهتمام بأحوالهم وبكل ما يعود عليهم بالفائدة، وحضر ذات يوم وقال لى إنه كثيرا ما فكر فى أحوال طلبة المدارس العليا، وكيفية تمضيتهم لأوقات فراغهم، وفى علاقات خريجيها بعضهم ببعض، فرأى أن بعضا من الطلبة يقضون أوقاتهم فى المحال العمومية، ليس لهم من أنواع الرياضة غير الجلوس فى القهاوى، والبعض الآخر يعتكف فى منزله، وأن الطلبة بمجرد اتمامهم دراستهم واشتغالهم بأمور معاشهم، إذا ما تفرقوا فى البلاد، وبعدوا عن القاهرة انقطعت بينهم أسباب الألفة وأصبحوا غرباء بعضهم عن البعض، شكا إلى تلك الحال وما يترتب عليها من المضار الأدبية والمادية، وقال إنه يرى خير دواء لها تأسيس فناء فى نقطة صحية خارج المدينة تكون منتدى لطلبة المدارس العليا ومتخرجيها، يقضون فيه أوقات فراغهم ويتمرنون فيه على الألعاب الرياضية، ويكون للطلبة الذين قضى عليهم جهاد الحياة أن يكونوا خارج القاهرة واسطة فى الاجتماع بإخوانهم المقيمين فيها كلما سنحت لهم فرصة العودة إليها».
 
يضيف ثروت: «لم أتردد لحظة فى الحكم بأن تحقيق هذه الفكرة هو خير ما نخدم به الشبيبة المصرية، ولكننى لا أخفى عليكم أن أملى فى نجاح المشروع كان أقل بكثير من تخوفى من عدم إمكانية تنفيذه، أو من سقوط النادى بعد تأسيسه، وعذرى فى هذا التخوف أنى جربت فى حكمى هذا على قياس الحاضر بالغابر والمستقبل بالماضى، فكم من مشروعات وطنية قامت بضجة عظيمة، وأقبل عليها الناس أيما إقبال، لكنها ما لبثت أن أخذت فى التلاشى والفناء.. حتى أصبحت أثرا بعد عين، ولم أرد أن أثبط همته بمخاوفى، وقلت فى نفسى لعل فى هذه الحركة بركة، واتفقنا على العمل فسعى - رحمه الله - حثيثا حتى وفق فى تشكيل نقابة أخذت على عاتقها دفع المال لتأسيس النادى، وقد تأسس بالفعل».
 
يستخلص المستكاوى من راوية «ثروت باشا»: «لأن عمر لطفى بك هو صاحب الفضل الأول فى تأسيس النادى الأهلى، بجانب أنه مؤسس ورئيس أول مجلس إدارة لنادى المدارس العليا، ولأنه كان صديقا مقربا لمصطفى كامل، ولأن أعضاء الناديين هم طلبة المدارس العليا وقود الحركة الوطنية فى ذلك الوقت، صُبغ النادى الأهلى بالوطنية منذ تأسيسه، بجانب أنه أول نادى يؤسس من أجل المصريين ومن أجل الشعب»، وأصبح وفقا للكاتب الصحفى مؤمن المحمدى فى كتابه «أهلاوى»: النادى الشعبى الأول فى مصر، العابر للطبقات،المتجاور للمكان، العصى على التصنيف الجغرافى أو الاجتماعى.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة