رغم إثارتها منذ 40 عاما.. دراسات تواصل البحث فى وجود "تبغ" مع مومياء رمسيس الثانى.. ومؤرخون يستدلون به على وجود رحلات قديمة بين مصر وأمريكا.. وزاهى حواس: خيال وتخاريف وملوش أساس من الصحة

الثلاثاء، 23 أبريل 2019 07:00 م
رغم إثارتها منذ 40 عاما.. دراسات تواصل البحث فى وجود "تبغ" مع مومياء رمسيس الثانى.. ومؤرخون يستدلون به على وجود رحلات قديمة بين مصر وأمريكا.. وزاهى حواس: خيال وتخاريف وملوش أساس من الصحة المومياء
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحضارة الفرعونية مادة لا تنفد بالنسبة للباحثين والعلماء، ومن ذلك فكرة قديمة لم يتوقف الدارسين عن مناقشتها هى فرضية أن القدماء المصريين عبروا المحيط الأطلسى منذ ثلاثة آلاف عام، وبالتالى فقد عرفوا أمريكا قبل سنوات طويلة جدا من كولومبوس الذى ذهب إليها فى عام 1492.

وتبدأ القصة منذ عام 1979، عندما تلقت الدكتورة ميشيل ليسكوت، من متحف التاريخ الطبيعى فى باريس عينة من البقايا المحنطة للفرعون المصرى رمسيس، وباستخدام مجهر إلكترونى اكتشفت ميشيل حبيبات تبغ تشتبك بألياف ضمادات المغطاة بها المومياء. 

الملك رمسيس
الملك رمسيس

هذا الاكتشاف المبدئى تعرض للتشكيك من قبل السلطات، وأصر زملاؤها الباحثون على أن هذا "التبع" تلوث نابع عن مصادر حديثة، أو أن بعض علماء الآثار القدامى قاموا بتدخين تبغ فى المنطقة المجاورة المكتشف فيها المومياء، أو ربما كان هذا التبغ نابع من آثار عطس أحد العمال، وجاءت هذه الافتراضات لأن التبغ عرف لأول مرة فى أوروبا بعد اكتشاف أمريكا أى بعد 2700 عامًا، مستبعدين إمكانية وجود التبغ فى عهد رمسيس الثانى أى نحو عام 1213 قبل الميلاد، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "ancient-origins".

 

الدكتورة ميشيل ليسكوت
الدكتورة ميشيل ليسكوت

 

وفى عام 1992 تم نقل سبع مومياوات مصرية قديمة من متحف القاهرة إلى ميونيخ لإجراء مزيد من التحليل عليها، وهناك أجرى الدكتور "بالابانوفا" سلسلة من الاختبارات الحديثة على عينات من المومياوات السبع، ومنها كاهنة عاشت فى وقت ما خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين بمصر القديمة أى منذ نحو 1000 قبل الميلاد، وتبين وجود ما هو أكثر من النيكوتين، لقد وجدوا كوكايين فى أحشائها.

 

المصريون القدماء يسافرون إلى قارات العالم القديم

وذهب الباحث الدكتور ألكساندر سوماش، إلى أنه ربما حصلت مصر على هذه النباتات من خلال التجارة مع المناطق الحضرية النائية من جميع أنحاء العالم القديم، وهذا يرجع إلى أن مصر كانت على اتصال ثقافى بين القارات، وكانت تلعب دورًا آخر إلى حد ما خلال كل مرحلة من مراحل تاريخ البشرية.

ومن جانبه قال البروفيسور مارتن بيرنال، مؤرخ فى جامعة كورنيل، وهو واحد من العلماء الذين أقروا بوجود روابط تجارية قديمة تسبق الحسابات الحالية بشكل كبير، حصلنا على المزيد من الأدلة على وجود تجارة عالمية فى مرحلة مبكرة.

الناس التى وصلت إلى جزيرة بيتكيرن

واعتمد المؤكدون لهذه الرحلة على ما وجدوه فى جزيرة بيتكيرن، عوى بارة تكوين بركانى خامد يقع على بعد 1350 ميلاً (2172.6 كم) جنوب شرق تاهيتى فى المحيط الهادى، وقد تمت مشاهدتها رسميًا لأول مرة فى عام 1767، ويتألف سكان بيتكيرن اليوم من الأحفاد الناجين من السفينة الملكية كانت تسمى HMS Bounty، ومكس الناس فى هذه الجزيرة وتقول المصادر التاريخية أنها المستعمرة الأولى فى هذه البقعة النائية.

 وفى عام 1820، تم العثور على نقش صخرى مكتوب باللهجة الليبية المصرية القديمة فى جزيرة بيتكيرن كان ينص على:

طاقمنا.. المحطم فى العاصفة..صنعت الأرض بفضل الله

نحن ناس من منطقة مانو.. نحن نعبد رع

وفقا للكتاب المقدس .. ها نحن الشمس

 

جزيرة بيتكيرن
جزيرة بيتكيرن

و"مانو" منطقة مرتفعات فى ليبيا، لذا يبقى السؤال كيف وصل هؤلاء المسافرون البعيدون إلى هذه الشواطئ فى العصور المصرية القديمة، ولماذا تم تجاهل هذا الدليل منذ ذلك الحين؟ هل هذا بسبب عدم وجود بحارة عبروا المحيط الهادى فى ذلك الوقت؟

 وأكد كل من جون ل. سورنسون وكارل يوهانسن بالأدلة، والاستعانة بالآثار والمصادر التاريخية واللغوية والفن القديم والدراسات النباتية التقليدية، أن هناك أدلة قاطعة على وجود ما يقرب من مائة نوع من النباتات فى كلا نصفى الكرة الشرقى والغربى قبل رحلة كولومبوس الأولى إلى الأمريكتين.

 وأوضح الباحثون، أن العديد من أنواع النباتات التى تمثل نصفها من نباتات أمريكية الأصل تمتد إلى أوراسيا أو أوقيانوسيا، ولا يمكن توزيعها إلا على الشواطئ الأجنبية عبر رحلات عبر المحيطات التى تقودها رحلات قديمة من قبل البحارة.

 ويزعم سورنسون ويوهانسن أن "التفسير الوحيد المعقول لهذه النتائج هو أن عددًا كبيرًا من الرحلات التى عبرت المحيطات فى كلا الاتجاهين عبر كلا المحيطين الرئيسيين قد اكتملت بين الألفية السابعة قبل الميلاد وعصر الاكتشاف الأوروبى.

 وتابع الباحثون، أن وجود خرائط شاذة يعمل فقط على تعزيز فكرة أن السفر عبر المحيط قد حدث قبل آلاف السنين، ومنها خريطة الأميرال العثمانى بيرى ريس التى تم رسمها فى عام 1513 ولكنه زُعم أنها تستند إلى خرائط قديمة.

وتواصلت "اليوم السابع" مع عالم المصريات الدكتور زاهى حواس، وزير الأثار الأسبق، لإيضاح حقيقة هذه الدراسات، والذى أكد أن ما تقوله هذه الدراسة خيال وتخاريف وليس له أى أساس من الصحة مطلقا، مضيفا أن علماء الآثار المصريين قاموا بعمل دراسات على المومياوات ولم يجدوا مثل هذا الكلام.

خريطة الأميرال العثمانى بيرى ريس
خريطة الأميرال العثمانى بيرى ريس









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة