أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 إبريل 1971.. السادات يكشف للسفير السوفيتى عزمه إقالة نائبه على صبرى قبل حدوثها بعشرة أيام

الإثنين، 22 أبريل 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 إبريل 1971.. السادات يكشف للسفير السوفيتى عزمه إقالة نائبه على صبرى قبل حدوثها بعشرة أيام الرئيس السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلب الرئيس السادات من السفير السوفيتى فى مصر «فلاديمير فينوجرادوف» أن يحضر لمقابلته يوم 22 إبريل، مثل هذا اليوم 1971،  طبقا للكاتب الصحفى عبد الله إمام فى كتابه «انقلاب السادات–أحداث مايو 1971».
 
خيمت الأجواء السياسية السائدة على المقابلة، حيث كان الصراع يتفاقم بين السادات،  ومسئولين كبار ممن كانوا بجوار جمال عبدالناصر، ويعرف هؤلاء تاريخيا بمجموعة «15 مايو»، نسبة إلى اليوم الذى تم فيه الانتهاء من اعتقالهم، ثم محاكمتهم فيما بعد، وهناك آراء كثيرة فى تفسير أسباب هذا الصراع من بينها قيام السادات بتهيئة الأوضاع السياسية الداخلية من أجل الاقتراب من أمريكا، ويمكن اعتبار لقاء السادات وفينوجرادوف ترجيحا لهذا التصور.
 
 يذكر السفير السوفيتى فى مذكراته «مصر من ناصر إلى حرب أكتوبر–من أرشيف سفير»، ترجمة «أنور محمد إبراهيم»: «كان من الواضح منذ الأيام الأولى لتولى السادات منصب الرئيس خلفا لعبدالناصر أن جماعة من الذين كانوا يشغلون مناصب قيادية فى عهد عبدالناصر اتخذوا موقفا مخالفا لنهج السادات، وعلى رأس هؤلاء على صبرى نائب الرئيس، وشعراوى جمعة وزير الداخلية وأمين اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، والفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، ولبيب شقير رئيس مجلس الأمة «البرلمان»، وضياء الدين داود أمين الدعوة والفكر باللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى، وسامى شرف وزير شئون رئاسة الجمهورية، ومحمد فايق وزير الإعلام وآخرون من قيادات اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى وأمناء التنظيم فى القاهرة والمدن الكبرى».
 
يرى «فينوجرادوف»: «هذه المجموعة كانت تمثل عقبة أمام طموحات الرئيس الشخصية والتى كان يخفيها حتى عن أقرب المقربين له»..يضيف: «كان على صبرى يمثل الخطر الأكبر بالنسبة للسادات بسبب تفوقه الواضح عليه فى الثقافة والتعليم والأفق السياسى».. يؤكد «فينوجرادوف»، أن السادات أصدر قرارا جمهوريا أزاح بموجبه ودون سبب واضح على صبرى من منصبه نائبا للرئيس، وكان السادات قد أبلغنى بهذا القرار قبل نشره».
 
ينقل عبد الله إمام عن محمد حسنين هيكل، أن السفير السوفيتى سأل السادات: نسمع هذه الأيام عن خلافات داخل اللجنة التنفيذية العليا، فهل هذا صحيح؟.. رد الرئيس أن ذلك صحيح، وأضاف قائلا: لدى نبأ أقوله لك.. لقد قررت تصفية على صبرى، وفغر السفير فمه دهشة، وسأل: لماذ تقول لى هذا يا سيادة الرئيس؟.. رد الرئيس: لأن الناس يهولون من شأنه وسيستغلونه فى شن حرب للأعصاب، سيقولون لكم إن رجل السوفيت الأول فى مصر قد صُفِّى.. وسترقص صحف الغرب أمامكم بالجلاجل فى محاولة لإثارتكم.. لكنى أؤكد لك أنه ليس فى هذا شىء موجه ضد الاتحاد السوفيتى، إنها مسألة داخلية».
 
وينقل «إمام» رواية السادات عن هذه الواقعة قائلا: «فى لقاء بينى وبين السفير السوفيتى قلت له: «أنا حريص على العلاقات معكم، ولكنى أرجو أن تبلغ القيادة السوفيتية أننى قررت تصفية على صبرى من القيادة السياسية، وقد أخبرتك بهذا الأمر مع أنه من صميم شئوننا الداخلية التى لا أقبل فيها تدخلا من أحد، ولكنى أخشى عندما أصفيه أن تتحدث صحف الغرب عن تصفية رجل موسكو الأول فى مصر، وأن يسبب لكم شيئا من الحساسية، وأرجو أن تعلموا أنه لا يوجد لموسكو رجل فى مصر، فأنتم تتعاملون مع الحكومة لا مع الأفراد.. وأنا أصفى على صبرى لأنى أقبل الخلاف فى الرأى، ولكنى لا أقبل الصراع على الإطلاق».
 
بعد عشرة أيام، أقدم السادات على إقالة على صبرى.. يتذكر «أبوالنور»، أنه فى يوم 2 مايو 1971، اجتمعت لجنة مكونة منه ومن شعراوى جمعة وزير الداخلية والفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، ومحمود رياض وزير الخارجية، وسامى شرف مدير مكتب الرئيس، وأحمد كامل مدير المخابرات العامة، لدراسة مذكرة من وزارة الخارجية لتقديمها إلى وزير الخارجية الأمريكية ويليام روجرز فى زيارته لمصر بعد أيام.. يضيف أبوالنور: «بعد انتهائنا من مناقشة المذكرة، إذا بتليفون من السادات إلى سامى شرف يقول له: «طلع خبر فى الصحف بالنص الآتى: «تقرر إقالة السيد/ على صبرى من جميع مناصبه».. يؤكد أبوالنور: «سمعنا سامى شرف يقول له: طيب نخليها استقالة أو إعفاء، ولكنه رفض».
 
كان للقرار وقع شديد بين أعضاء الاتحاد الاشتراكى، وفقا لتأكيد أبوالنور، ويتذكر: «جاءنى أعضاء كثيرون يقولون لقد أجبرتمونا على القبول بالسادات رئيسا، وأجبرتمونا على قبول قرارته المنفردة والخاطئة بحجة عدم فتح مجال للخلاف فى تلك الظروف، ولكن إقالة على صبرى بهذه الصورة وقبل مقابلة وزير الخارجية الأمريكى، تعنى أنه يقدمه عربونا للولاء لأمريكا، حيث إن أمريكا تعتبره رجل الاتحاد السوفيتى فى مصر، كما أنهم علموا أن السادات قبلها قابل كمال أدهم رجل المخابرات الأمريكية فى المنطقة، وربطوا بين كل ذلك وخرجوا بنتيجة أن السادات يريد أن يضع مصير المنطقة فى يد أمريكا».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة