انعكاسات الضغوط الخارجية على الداخل.. التيار الإصلاحى يعترف بفشله السياسى فى إيران.. الإصلاحيون دفعوا فاتورة إخفاق روحانى فى تحقيق مطالب أنصاره.. المعسكر يعانى فقدان هوية وشعبية تنذر بخسارة انتخابات برلمان 2020

السبت، 20 أبريل 2019 04:00 ص
انعكاسات الضغوط الخارجية على الداخل.. التيار الإصلاحى يعترف بفشله السياسى فى إيران.. الإصلاحيون دفعوا فاتورة إخفاق روحانى فى تحقيق مطالب أنصاره.. المعسكر يعانى فقدان هوية وشعبية تنذر بخسارة انتخابات برلمان 2020 روحانى
كتبت ـ إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد 7 سنوات من ترأس الرئيس الإيرانى حسن روحانى المدعوم من التيار الاصلاحى، اكتشف الأخير أنه وضع بيضه كله فى سلة الرئيس المقيد بصلاحيات دستورية لا تتناسب مع مطالبات أنصار هذا التيار الذى ضاق ذرعا من التشدد ورفع سقف طموحه أمام الرئيس المعتدل فى انتخابه لأول مرة فى 2013 وكررها بطلب من الزعيم الاصلاحى محمد خاتمى وأعاد انتخابه فى 2017، ليخزل الرئيس 24 مليون صوتا منحوا له فى مايو من العام نفسه، ويجد التيار الاصلاحى نفسه أمام رئيس لايزال يعيش فى جلباب التيار المحافظ الذى كان ينتسب إليه، فى مأزق استحقاقات مقبلة لن يتمكن من دعوة أنصاره مجددا لمساندته، ليشرع منظريه فى انتقاد ما آل به المعسكر الاصلاحى ويضعون روشتة علاج.

 

وقبل عامين من الانتخابات الرئاسية يشغل بال الإصلاحيين الأصوات التى سيحصدونها، فى ظظل تهاوى شعبيتهم بشكل ملحوظ، وبدا هذا التيار يشعر بخطر دون أن يفكر فى إعادة النظر فى استراتيجيته، وأصبح ضعف تنظيره وافتقاده إستراتيجية لإدارة المستقبل مرضا يسرى فى جسد هذا التيار ويهدد مستقبله، ويمنح الفرصة لنافسة الأصولى لتفرد الساحة السياسية، لذا استبعد الزعيم الاصلاحى محمد خاتمى خلال لقاء اعضاء كتلة الامل البرلمانية الإصلاحية أن يصغى أنصار هذا التيار له ويذهبون مجددا لصناديق الاقتراع الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها في 2021، وحذر فى الوقت نفسه من انعدام الثقة وتسلل الاحباط في نفوس الإيرانيين مادام النظام لم يقم باصلاحات.

 

وقال "من الصعب أن نقول للشعب أن يأتي إلى صناديق اقتراع الانتخابات المقبلة الإ فى حال تحقق تحول السنة المقبلة". وأضاف أن الظروف التي تمر بها البلاد شديدة الصعوبة، ونتيجة لهذا الوضع ارتفع عدم الثقة بين الشعب والنظام والمجتمع وتحول إلي خيبة أمل، محذرا من خطر الاحباط داخل الإيرانيين، وكرر دعوته للنظام لقبول الاصلاح من الداخل والمرونة، وحذر"الاصوات التي سيفقدها التيار الاصلاحي في الانتخابات لن تذهب الي التيار المنافس له، بل ستذهب إلي من يريدون اسقاط النظام".

 

محمد خاتمي
محمد خاتمي

 

 

التيار الإصلاحى يعانى أزمة هوية ولاهدف له

ورأى منظرين اصلاحيين أن التيار الاصلاحى أصبح يعانى أزمة هوية وفقد شعبيته وأصبح بلا هدف، لاسيما بعد أن ظهر شعار "أيها الاصلاحيين والأصوليين انتهي الأمر" فى احتجاجات ديسمبر 2017، ما فسره المراقبين فى إيران أن انصار هذا التيار أصبحوا متخبطين بين شعارات هذا المعسكر التى ترتفع بطموحاتهم وعجزهم عن احداث تغيير حقيقى فى السياسة الإيرانية، وبدوا يجهلون مطالبات هذا التيار، وضاعت بالنسبة لهم الفروق بينه وبين التيار الاصولى هذا ما قاله المنظر الإصلاحى الإيرانى صادق زيبا كلام.

 

وردا على تصريحات خاتمى، قال زيبا كلام أن التيار الاصلاحى وقع فى أزمة فقدان الهوية والشعبية، وقال أن قيادیو الاصلاحات فى بلاده لا يخطون أي خطوات لمواجهة هذه الأزمة، داعيا المعسكر الاصلاحى لنصرة الحرية والديمقراطية والبحث عن هوية له. وقال المحل السياسى الإيرانى وأستاذ الجامعة المعروف بآراءه الجريئة تجاه النظام، فى رسالة مفتوحه إلى خاتمى، "لا شك فى أن التيار الإصلاحى خسر جزء كبير من شعبيته، وأن الكثير من الطبقات المتعلمة والشابة فقدوا منذ فترة قناعتهم أن الانتخابات قادرة على احداث تغيير فى البلاد.

 

وانتقد زيبا كلام آداء الكتلة الاصلاحية فى البرلمان الإيرانى اٌميد "كتلة الأمل" وكذلك الرئيس، قائلا "آداء كتلة الأمل والأسوء منها آداء الرئيس حسن روحانى، تسبب فى عزوف هؤلاء عن المشاركة فى الانتخابات مجددا، معتبرا أن إلقاء كل الأخطاء على عاتق البرلمان وروحانى هو تجاهل أبعاد أزمة التيار الاصلاحى المتسعة.

 

وقال زيبا كلام، رغم مرور أكثر من عقدين على الإصلاحات فى إيران إلا أن كثيرا من الناخبين فى بلاده يجهلون مطالب هذا التيار، وبالأساس لا يعرفون أوجه الاختلاف بينه وبين التيار الأصولى.

 

 

وتسائل ألم نكن نحن المسئولين عن ظهور شعار "الاصلاحيين والأصوليين انتهي الأمر" بين المحتجين فى تظاهرات ديسمبر 2017؟". وقال الواقع المرير هو أن الاصلاح فى بلاده أصبح يتلخص فى حفنة من الشعارات البراقة. واعترف "إننا لم نتمكن بعد من إيجاد شعار استراتيجى  يكون عنونا وبطاقة هوية لهذا التيار".

 

وأكد فى نهاية خطابه على أن أساس كافة النكبات فى إيران سواء السياسية الاقتصادية الاجتماعية وحتى مشاكل المرأة.. تتلخص فى فقدان الحرية، لذا دعا التيار الاصلاحى لوضع نصرة الحرية وجهود تعزيز الديمقراطية فى البلاد على رأس مطالبه، كى يتحول تدريجيا التطلع للديمقراطية هوية بارزة للتيار الاصلاحات على حد تعبيره.

 

التيار الاصلاحى يفقد فرص اكتساح انتخابات البرلمان 2020

ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابى للحياة النيابية فى إيران، توقع غلام على رجايي مستشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام السابق فى إيران أن يخلو كلا من صندوق التيار الإصلاحى والأصولى من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية المقبلة التى ستجرى فى 21 فبراير 2020، جراء الوضع المعيشى والاقتصادى المتردى فى البلاد، بحسب مقابلة مع صحيفة "آرمان" الاصلاحية.

 

واعتبر رجائى أن الظروف التى تمر بها البلاد أصعب من الحرب بالنسبة للحكومة، مضيفا: "يمكن القول أنه فى الانتخابات المقبلة سوف يعزف الشعب عن كلا التيارين الإصلاحى والأصولى، كما لن يعيره اهتمام بهما". معتبرا أن القصور فى أداء حكومة روحانى يدفع ثمنه التيار الإصلاحى الذى سانده السنوات الماضية.

 

كرباسجي
كرباسجي

 

 

انتقادات عديدة خرجت من رحم التيار الاصلاحى لآداء كوادره، فأمين عام حزب كوادر البناء، غلام حسين كرباسجي قال فى يناير الماضى، فى مقابلة مع صحيفة شرق الاصلاحية، أن من منحوا للتيار الاصلاحى أصواتهم فى الانتخابات توصلوا إلى نتيجة مفادها أن هذا التيار لا يسعى لخدمته ويسعى وراء السلطة،

 

النائب السابق حسين أنصاري راد، رئيس لجنة الشكوى في البرلمان السادس، قال أنه فى الوقت الراهن الخطأ الذى وقع فيه هذا التيار عدم صراحته فى التأكيد على الديمقراطية والحرية، معتبرا أن هذين الاثنين يعدا من أسس التيار الاصلاحى، الذى تكلف الكثير من أجل تحقيق الحرية.. الشعب يريد من هذا التيار دعم صريح للحرية والقانون والديمقراطية والعدالة والأخلاق".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة