أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

مسار إجبارى لهواة الفشل وآلهة الوطنية الجدد

الجمعة، 19 أبريل 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة أخرى يسقطون، عادة لا تنقطع وكأنه نذر نذروه فى ليلة تيه، أن يفضحوا أنفسهم بأنفسهم ويكشفوا للناس أجمعين عيوبهم وتناقضاتهم وأكاذيبهم المدفونة أسفل غطاء من شعارات الثورية والحرية وحقوق الإنسان، تلك عادة قطاع النشطاء ومن قدموا أنفسهم أبناء للحركات الثورية والاشتراكية والإخوانية وغيرها، وصاحب العادة لا يشتريها هى جزء منه وهو صاحبها.
 
لم يدخل النشطاء ومن معهم من أهل الإخوان فى أى اختبار له علاقة بالديمقراطية والحرية إلا وحصدوا كحكة حمراء تزين صفحة فشلهم، يرفعون دوما شعارات الديمقراطية وحرية الاختيار، وإذا خالفهم أحد الرأى، أو اختار بإرادته الحرة مربعا غير الذى يقفون فيه تخرج سيوفهم المسمومة من غمدها لاغتياله معنويا ونفسيا.
 
لم يفعل أعضاء فرقة مسار إجبارى الموسيقية شيئا يمكن تسميته سياسيا بالخيانة أو النفاق أو حتى الانحياز، فقط خرجوا للناس بأغنية جديدة بالتعاون مع المطرب الشعبى أحمد شيبة تدعو الناس للمشاركة السياسية وممارسة حقهم المكفول دستوريا بالتصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة، لم تكن فى كلمات الأغنية إشارة واحدة تحمل توجيها سياسيا للمواطنين، ولا تغليباً لرأى على الآخر، ولا حتى تلميحاً بسيطاً باختيار «نعم» بدلا من «لا» أو العكس، فقط دعوة للمشاركة وتأكيد على أهمية صوت المواطن كمشارك رئيسى فى العملية السياسية وعملية البناء بشكل عام. 
 
لا جريمة هنا، ولا عيب ارتكبه هانى الدقاق وأعضاء فريق مسار إجبارى، ولكنه عادة النشطاء وأهل الإخوان وأهل تيار الاشتراكيين الثوريين ظلوا ينصبون أنفسهم آلهة تحتكر صكوك الشرف والوطنية حتى صدقوا كذبتهم، ومن فوق أرضية هذا الأساس المكذوب ينطلقون لتوزيك صكوك الوطنية والشرف وفق هواهم، هم يرون أن الحل الأمثل للتعامل مع التعديلات الدستورية هو المقاطعة، واستناداً على ذلك يصبح كل رأى مخالف لذلك، سواء كان سيصوت بلا أو نعم، خائنا وعميلا ومنافقا ومطبلاتيا.
 
دعك من الفضيحة الكبرى المتجسدة فى أن سلبية تلك التيارات التى ترفع شعار المقاطعة فى كل عملية انتخابية استسهالا واستهتارا فشلت على مدار 8 سنوات ماضية فى إحداث أى تغيير أو فارق، ودعك من أن أى مشتغل بالمجال العام يعرف جيدا أن تكرار نفس الاختيار مع نفس قائمة الحجج والعلل والتبريرات رغم فشله هو قمة الفشل والتغييب والجهل السياسى، وركز فى الأهم، والأهم هنا هى حقيقة تلك التيارات وهؤلاء النشطاء، التى تشكو من عدم احترام الحريات وحق الشخص فى تحديد اختياراته، ثم تكون هى أول من ينتهك هذا الحق بحفلات على السوشيال ميديا تأكل فى لحم من يخالفهم الاختيار. 
 
حالة الفشل والضياع الذهنى التى يعيشها نشطاء التحفيل الفيس بوكى، لم تنجح أبدا فى إخفاء حقيقة لجوئهم إلى الشتائم والتخوين والانقضاض على الآخر كلما فشلوا فى إحداث فرق حقيقى على أرض الواقع، سواء فيما يخص حشد الناس أو القدرة على التأثير فيهم، أو فيما يخص إصرارهم على تعليق شماعة الفشل دوما فى رقاب الآخرين.
 
 لم يخبرهم هانى الدقاق أو أعضاء مسار إجبارى أنهم فرقة سياسية، ولم يقدموا أنفسهم يوما سوى أنهم فرقة موسيقية تحمل هدفا ورسالة فيما تقدمه، وهو ما حقق لها نجاحا وانتشارا بين قطاع كبير من الشباب، ولكن أعضاء تيار النشطاء مثلهم فى ذلك مثل الإخوان كلما فشلوا فى صنع رموز من داخلهم ألقوا بشباكهم على كيانات أو شخصيات مضيئة، فى محاولة استغلال نجاحها، وحينما يختار هذا الكيان أو الشخص أمرا مخالفا لما يطرحونه يتم ذبحه على عتبات اتهامات الخيانة والتطبيل، وكأنه لا رأى صحيح ووطنى فى ربوع مصر، سوى رأى هؤلاء التائيهن فى دروب السوشيال ميديا أو أروقة منظمات التمويل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة