زلزال كرة القدم فى دورى الأبطال.. اياكس يعيد كتابة تاريخه بالنسخة الأفضل منذ 1995 .. فريق قائده "19 عام" يسقط كبار أوروبا ويحولهم لأقزام .. "خناقة" أندية العالم القادمة حول دى ليخت ونيريس وزياش

الأربعاء، 17 أبريل 2019 05:54 م
زلزال كرة القدم فى دورى الأبطال.. اياكس يعيد كتابة تاريخه بالنسخة الأفضل منذ 1995 .. فريق قائده "19 عام" يسقط كبار أوروبا ويحولهم لأقزام .. "خناقة" أندية العالم القادمة  حول دى ليخت ونيريس وزياش
كتب: احمد سمير عامر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع وصول اياكس امستردام لنصف نهائى دورى أبطال أوروبا بعد إجراء قرعة البطولة، و وقوعه فى مواجهة بطل أخر 3 نسخ ريال مدريد فى دور الـ16، ثم بعدها يوفنتوس الأيطالى بقيادة الأسطورة البرتغالية رونالدو فى دور الـ8، بالرغم من نجاحه قبلها فى عبور دور المجموعات الصعب بدون هزيمة فى 6 لقاءات، مصاحباً بايرن ميونخ الذى تعادل معه ذهابا وأيابا 1-1، 3-3.

النادى الهولندى العريق بطل أوروبا 4 مرات، عانى خلال العقدين الأخيرين بالبعد عن المنافسة على دورى الأبطال مثل غيره العديد من الأندية الأوروبية العريقة الأخرى، بسبب صعوبة الاحتفاظ بالمواهب الشابة أو دخول صراع التعاقد مع نجوم الصف الأول فى العالم، بعد اتساع الفجوة فى القدرات المالية لصالح كبار الأندية خاصة الأسبانية والإنجليزية والإيطالية، وبايرن ميونخ فى المانيا، بالتزامن أيضاً مع دخول "ملياردرات" رجال الأعمال لشراء أندية عالمية والاستثمار فى كرة القدم.

ولهذا لم يصل سيد الأندية الهولندية لمنصات التتويج الأوروبية، منذ الجيل الذهبى الرهيب بقيادة المدير الفنى الكبير لويس فان جال، الذى نجح فى تحقيق بطولة أوروبا 1995 على حساب ميلان الإيطالى فى النهائى، وهو الفريق الذى تكون وقتها من أسماء لامعة، انتقلت بعدها تباعاً لكبار الأندية العالمية، حارس المرمى فان دير سار، التوأمان فرانك و رونالد دى بور، سيدورف، ايدجر ديفيز، مارك اوفر مارس، باتريك كلويفرت، والثنائى النيجيرى فينيدى جورج ونوانكو كانو، إضافة لكابتن الفريق وقتها فى نهاية مسيرته بالملاعب الأسطورة فرانك ريكارد.

اياكس امستردام اشتهر طوال تاريخه بامتلاكه واحد من أفضل مراكز تكوين الناشئين فى العالم، والقدرة على اكتشاف المواهب من مختلف القارات، ومن ثم تصديرها بعد ذلك لكبار الأندية، مستفيداً من فروقات حركة بيع وشراء اللاعبين.

 

التشكيلة الأساسية للفريق الهولندى الشاب يقودها حاليا لاعب عمره 19 عام فقط، المدافع الدولى الواعد دى ليخت، بجانب 5 لاعبين أخرين لم يتجاوزوا سن 23 سنة، الحارس الكاميرونى اونانا، الظهير الأيسر المغربى نصير مزراوى "21 "، الجناح البرازيلى الخطير نيريس "22"، وثنائى المنتخب الهولندى فان دى بيك ومايسترو وسط الملعب دى يونج "21".

النادى الهولندى أحدث زلزال فى كرة القدم الأوروبية والعالمية، ليس فقط بسبب تأهله المستحق والمقنع لتلك المرحلة من البطولة، ولكن بقدرة الفريق الشاب على العودة القوية بشخصية الكبار خارج ملعبه، بالرغم من النتائج السلبية ذهاباً فى امستردام.

أمام ريال مدريد فى دور الـ16، خسر ذهاباً 2-1، وذهبت معظم التوقعات بصعوبة العودة فى النتيجة لفارق الخبرات الكبير بين الفريقين، ولهذا تعمد الاسبانى راموس الحصول على الإنذار الثانى وقتها استعداداً للدخول فى مواجهات البطولة الأقوى بالمراحل النهائية، ولكن كان لأولاد اياكس كلمة أخرى فى الإياب، واكتسحوا بطل أوروبا فى سانتياجو برنابيو 4-1 مع الرأفة.

وبالأمس أعاد صغار أياكس سناً، كبار أوروبا موهبة، نفس السيناريو أمام اليوفى، وسط توقعات قبلها بصعوبة التأهل بعد نتيجة التعادل فى امستردام 1-1، وباعتبار أن المفاجأة لن تحث مرتين، خاصة أن المواجهة أمام النادى الإيطالى العريق الذى اقترب من حسم الكالتشيو للمرة الثامنة على التوالى  بفارق يقترب من 20 نقطة عن أقرب منافسيه، ودخل اللقاء بتشكيلة كاملة حصلت على راحة تامة بالغياب عن مباراة سبال الأخيرة السبت الماضى فى الدورى، بالإضافة لاستراتيجية "السيدة العجوز" الأساسية بالاستثمار المالى الكبير فى الفريق، بهدف استعادة لقب دورى الأبطال، ولهذا تصدر يوفنتوس قائمة أعلى أندية العالم إنفاقاً فى شراء اللاعبين الموسم الجارى بقيمة مالية تقترب من 257 مليون يورو، على رأسها الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو والمتوج لوحده بخمسة القاب.

كتيبة اياكس امستردام، تفوقت فنياً وتكتيكياً على يوفنتوس الإيطالى، الذى لم يجد أى حلول على المرمى فى ظل رقابة قوية على رونالدو باستثناء هدف التقدم من ركلة ثابتة ركنية، وفى غياب الكرواتى مانذوكتش، ومع تراجع مستوى الحاضر الغائب ديبالا، وفى ظل افتقاد وسط ملعب اليوفى للاعب المبدع القادر على صناعة الفرص، باستثناء بيانتش.

 ايريك تان هاج المدير الفنى لأياكس نجح فى الضغط القوى على بينانتش صانع ألعاب اليوفى عن طريق المتألق فان دى بيك، بالإضافة لباقى منظومة الضغط العالى القوية المكونة من شون ودى يونج والمهاجم تاديتش، والتحولات السريعة بعد استخلاص الكرة من من الثنائى المغربى زياش والبرازيلى نيريس

فى الشوط الثانى تحولت المباراة لاتجاه واحد نحو مرمى اليوفى ( 10 تسديدات منهم 3 انفرادات )، وابهر عناصر اياكس كل المتابعين بتفوقهم البدنى الواضح وفارق " الكواليتى الفنية " للاعبى وسط الملعب عن رباعى وسط اليوفى ( كان وماتويدى وبيرنرديسكى وبيانتش)، بالإضافة لقدرتهم على التدرج بالكرة بسلاسة من الخلف للأمام بانسيابية بقيادة المايسترو دى يونج، وتقارب خطوط الفريق دفاعاً " كتلة"  تحت الكرة، وهجوماً بعدد 5-6 لاعبين فى كل هجمة، أحرزوا هدفين وأضاعوا لا يقل عن 4 أهداف محققة أخرى تألق فى انقاذ معظمها الحارس البولندى تشيزنى.

السؤال الذى يفرض نفسه الأن .. هل كتيبة اياكس الشابة قادرة على استكمال المسيرة وتحقيق المفاجأة بالتتويج بالبطولة ؟، فى كل الأحوال مهما كانت النتائج فى المواجهات الصعبة القادمة فى نصف النهائى أو النهائى، فرض عناصر أياكس أنفسهم بقوة كأمتع فريق فى النسخة الحالية لدورى الأبطال، وقدم الفريق الهولندى العريق لسوق الإنتقالات العالمى، العديد من الجواهر ستكون مصدر" خناقة" كبار الأندية الأوروبية الصيف المقبل مثل البرازيلى نيريس والمدافع دى ليخت وفان دى بيك وفخر العرب المغربى حكيم زياش، على غرار مايسترو الوسط دى يونج والذى نجح برشلونة الأسبانى فى اقتناصه وحسم التعاقد معه بقيمة 75 مليون يورو.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة