أحمد إبراهيم الشريف

لقد لبسنا قشرة الحضارة

الثلاثاء، 16 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتب التى صدرت مؤخرًا، كتاب تجديد الفكر الدينى، للكاتب نبيل عبدالفتاح، وفى الحقيقة إننى حتى هذه اللحظة لم أقرأ الكتاب، لكننى حضرت ندوة أعدت لمناقشته فى «منتدى الشعر العربى» فى مقر حزب التجمع بوسط البلد، والتى شارك فيها عدد من الكتاب والمثقفين، منهم الدكتور شاكر عبدالحميد، والدكتور سمير مرقس، والدكتور محمد شليم شوشة، وأدار هذه الندوة الشاعر محمود قرنى.
 
وطرحت الندوة مجموعة من الأفكار المهمة المتعلقة بتحديد المصطلحات، لكن أبرز الذى استوقفنى كان الحديث عن الفارق بين تجديد «الخطاب الدينى» وتجديد «الفكر الدينى»، فالفكر هو جوهر القضية، وهو الذى يحتاج إلى تجديد، أما الخطاب فهو عملية أدائية تنتج عن الفكر، هو «عرض» لعملية كبرى، فالخطاب أداء حتمى لطريقة التفكير التى يستقر عليها المجتمع، لذا فإن ما يحدث الآن من استخدام مصطلح تجديد «الخطاب» بينما يظل «الفكر» كما هو لن يفيدنا شيئًا.
 
نعم المجتمع الذى نعيش فيه يحتاج إلى تجديد فكره، وإلى استعراض نقاط قوته ونقاط ضعفه، وطرح أسسه التى يعتمد عليها للسؤال، واستخدام العقلية النقدية فى مواجهة الذات، وإعادة النظر فى أصول أفكاره، والتوقف مرة أخرى أمام مصادرها ليستوثق منها، ثم يرى كيف يتخلص من الرواسب الكثيرة التى تراكمت عبر السنوات الطويلة، وعبر الوسائل التعليمية المعطلة للعقل.
 
 ولو فعل المجتمع ذلك، فسوف يجد نفسه فى حاجة لتجديد طريقته فى التفكير، لأنه سوف يصبح فى مواجهة أسئلة جديدة، تحتاج إلى إجابات راهنة متعلقة بالسياق المجتمعى الذى يعيش فيه، وسوف يتوقف السيل الكبير من الفتاوى الدينية التى لن يحتاجها أحد الآن، سوف يصبح الأمر حسب الحاجة، وليس حسب الرغبة فى الحديث إلى الشيخ، أو الرغبة فى إثبات التدين.
 
ولو فعل المجتمع ذلك، فإن تجديد الفكر، سوف يطرح وسائل معاصرة لضبط المصطلحات، وسيطيح بالإطار التاريخى الذى يغلف كل شىء، والذى يجعلنا كأننا خارجون من فيلم قديم جدًا، رغم المظاهر الاستهلاكية التى نبدو عليها، والتى جعلتنا كما يقول الشاعر العربى الكبير نزار قبانى «لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية». 
 
ولو فعل المجتمع ذلك، فسوف تزداد لديه القدرة على الإنتاجية، وسوف يتلمس الطريق إلى الوسائل الناجعة فى حل المشكلات، ولن يسعى، رغم ما يتهدده من الحروب المستقبلية، للاستعانة بالماضى فى مواجهة المناهج الفلسفية الحديثة والنظريات العلمية المتجددة، والأسلحة البيولوجية المهددة للجميع، وسيكون قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة فى كل شؤون الحياة.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة