فى مدينة سياتل شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية، كانت "اليوم السابع" داخل أكبر مصنع طائرات في العالم، وذلك أثناء تسليم شركة مصر للطيران طائرة الأحلام الثانية من صفقتها التى أبرمتها مع العملاق الأمريكى لشراء 6 طائرات من طراز البوينج "الدريملاينر 787-9" والتي تم توقيعها بمعرض دبي للطيران عام 2017.
رصد اليوم السابع إمكانيات المصنع التى تضم كبرى شركات الاستثمار والصناعة، بالإضافة إلى إمكانيات أحدث طائرات الشركة الوطنية مصر للطيران "الدريملاينر "787-9" .
وقال" ديفيد ريس "المدير التنفيذى لإدارة علاقات الزائرين بالشركة خلال لقائه بـ"اليوم السابع"، أن تواجد شركة بوينج فى مصر يعود إلى عام 1966 ،عندما حجزت شركة مصر للطيران طلب شراء يتكون من 3 طائرات من طراز بوينج 707، تم تسليم أولها فى عام 1968، ومنذ ذلك الوقت، تقدمت شركة مصر للطيران بطلبات لشراء 53 طائرة بوينج.
وأوضح أن مصنع بوينج أكبر مبنى تصنيع فى العالم من حيث الحجم، وفقاً لسجل جينيس للأرقام القياسية، حيث يعتبر أكبر حجماً من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، و يضم المصنع لوحة جدارية لأكبر رسم بيانى رقمى فى العالم.
وأضاف "ديفيد ريس" أن عملية تصنيع الطائرة تبدأ بتجهيز الجسم الخارجى، والذى يأتى فى شكل قطع منفصلة يتم تجميعها فى 3 أيام، وفى اليوم الرابع يتم إلحاق الجناح والذيل بالجسم لتظهر أول ملامح الشكل، وفى اليوم الخامس يتم تركيب الأسلاك وأجهزة التحكم بقمرة القيادة والأجنحة، وفي اليوم السادس تركيب الأرضيات والحوائط داخل الطائرة.
وأشار إلى أنه فى اليوم السابع يتم تثبيت المقاعد والأماكن المخصصة للأطعمة والطاقم، وفى اليوم الثامن يتم تركيب المحركات والعجل، وفى اليوم التاسع يتم توصيل الطاقة إلى جميع أجزاء الطائرة، ووضع الوقود بها استعداداً لليوم العاشر، والذى يتم خلاله تشغيل الطائرة في أول رحلة تجريبية تستغرق ساعتين ونصف، مع تدويت الملاحظات الدقيقة التي تطرأ خلال الاختبار.
وأضاف: إذا وجد أية عيوب فى التصنيع يتم إصلاحها، لتدخل الطائرة فى أخر مرحلة لها، وهى الطلاء من الخارج وفقاً للسمة التجارية الخاصة بشركة الطيران المتعاقدة على الشراء، وتستغرق مرحله الطلاء 3 أيام لتصبح الطائرة جاهزة للتسليم.
وقال " ديفيد ريس " إن الشركة الوطنية مصر للطيران أحد أهم عملاء لشركة بوينج، إذ يتكون أسطولها بمعظمه من طائرات بوينج، ويضم أسطول طائرات بوينج لدى مصر للطيران حاليا مزيجا متنوعا ومميزا من الطائرات ذات الممر واحد وذات الممر المزدوج، منها 6طائرات من طراز 777-300 (ذات المدى الموسع)، و29 طائرة من طراز الجيل القادم 737-800 ،ويعتبر أسطول طائرات الجيل القادم 737 لدى مصر للطيران أحد أكبر أساطيل هذه الطائرة في المنطقة.
وأكد أن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى 2990 طائرة جديدة تقدر قيمتها بـ 660 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات العشرين من 2018 وحتى 2037، وسيكون حوالي 55 % من هذه الطلبيات من الطائرات ذات الممر الواحد، و43 % من الطائرات عريضة البدن وهى الحصة الأكبر، وأما نسبة 2% المتبقية فستكون لطائرات الشحن، بينما تعود نسبة صغيرة للطائرات النفاثة الأقليمية.
وعن طائرات 787 والتي قامت الشركة الوطنية مصر للطيران بشراء 6 طائرات من نفس الطراز ، قال "كين كرافر" مدير إدارة التعاقد بشركة بوينج، ان هناك أكثر من 60 عميلاً من قارات العالم الست قامو بتقديم طلبيات لشراء اكثر من 1300 طائرة من طراز عائلة طائرات 787 ، وهو ما جعل طائرات 787 أسرع الطائرات التجارية الجديدة ذات الممرين مبيعاً في التاريخ .
وأكد إن طائرات بوينج دريملاينر 787 هي عائلة جديدة كلياً من الطائرات التجارية التى تتمتع بكفاءة فائقة، والتى توفر لسوق السفر الجوى المدى الطويل والسرعة الأعلى للطائرات الكبيرة، فى استجابة منها لأهم تفضيلات ورغبات شركات الطيران، صممت شركة بوينج عائلة طائرات 787، بحيث تتمتع بكفاءة فائقة تسمح لشركات الطيران فتح مسارات جوية جديدة بشكل أكثر ربحية، لنقل المسافرين مباشرة ودون توقف إلى حيث يرغبون مع راحة استثنائية.
وأوضح أن منذ دخولها الخدمة في عام 2011، تحلق عائلة طائرات 787 على أكثر من 1500 مسار اً جوياً، وقد أتاحت افتتاح أكثر من 210 مساراً جوياً مباشراً جديداً فى جميع أنحاء العالم، مؤكدا أن هناك فريق دولى من كبرى شركات الصناعات الجوية والفضائية يقوم بتصنيع تلك الطائرات.
وأكد أن طائرة دريملاينر 787-8 تستطيع نقل 242 راكباً لمسافة تبلغ 355,7 ميل بحري) 13,620 كيلومتر( ،ضمن مقصورة قياسية بدرجتي طيران ،في حين يمكن للطراز 787-9 الأطول نقل 290 راكباً لمسافة تبلغ 7,635 ميل بحري) 14,140 كيلومتر،بالإضافة إلى نقل حمولة أكبر مما يتيح لشركات الطيران لتنمية المسارات الجوية التي تم افتتاحها بداية بواسطة طائرة 787-8. أما الطائرة الثالثة في هذه العائلة ،787-10، فهي قادرة على نقل 330 راكب اً لمسافة تصل إلى 6,430 ميل بحري) 11,910 كيلومتر).
وتزود طائرات 787 شركات الطيران بكفاءة لا تضاهى في استهلاك الوقود ،مما يوفر لها تنافسية في ظل هذه البيئة الاقتصادية الصعبة ،حيث يقل استهلاك هذه العائلة للوقود بنسبة 20 إلى 25 في المائة مع انبعاثات أقل بنسبة 20 إلى 25 في المائة أيضاً عن الطائرات التي تستبدلها، ومنذ دخولها الخدمة في عام 2011، واستطاعت طائرات 787 تقليل استهلاك أكثر من 27 مليار رطل من الوقود،كما تمنح شركات الطيران القدرة على زيادة دخلها من الشحن الجوي بفضل طاقتها الاستيعابية الأكبر – بزيارة تتراوح بين 20% و45% مقارنة مع الطائرات التي تستبدلها.
وأكد أن الراكب يتمتع بالتحسينات الكبيرة التي حدثت علي طائرات 787 بدءاً من أكبر نوافذ على الإطلاق، والهواء الأنظف، والرطوبة الأعلى فى ظل ضغط جوي أعلى لتعزيز راحة ورفاهية الركاب، وخزائن علوية أكبر مع توفير مساحات لحقائب جميع الركاب، وإضاءة LED أفضل، وتقنيات تستشعر الاضطرابات الجوية وتعمل على تلطيفها وتخفيفها لرحلة أكثر سلاسة وهدوءً .
ويتمحور التصميم الهندسي لطائرة 787 حول الأنظمة العصرية التى تمتاز ببساطتها وفعاليتها الوظيفية، وكفاءتها الأكبر مقارنة مع تصميم الطائرت الأخرى، حيث تتيح أنظمة رصد صحة الركاب على متن الطائرة إجراء عمليات المراقبة، وإبلاغ أنظمة الكمبيوتر الأرضية بحاجتها للصيانة، تلقائياً.
وتعتبر التحسينات التي طرأت على تقنيات هذه المحركات أكبر مساهم فى تعزيز كفاءة استهلاك الوقود فى طائرات دريملاينر، حيث تضم 787 محركات جديدة من "جنرال إلكتريك" و"رولز رويس"، تمثل قفزة تقنية تقارب الجيلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة