كلنا تعرضنا للسقوط على الأرض وتشقق الركبة أو الجلد أو تعرضنا للجروح والخدوش فى أجزاء من جسمنا تمر فترة من الوقت لنجد الجلد يعود لطبيعته مرة أخرى، حيث يقوم الجسم بتجديد خلاياه المفقودة حتى تعود البشرة لطبيعتها مرة أخرى، ولكن هناك حالات وأعضاء أخرى فى جسم الإنسان إذا فقدتها أو تعرضت للتلف لا يمكن أن تعود كما كانت، هذا ما سنتعرف عليه فى السطور التالية ..
بتر الأطراف والحروق من الدرجة الثالثة..من أمثلة الحالات التى لا يعود فيها الجسم لطبيعته، حيث تظل هناك بقايا الأنسجة التالفة التى لا يمكن للجسم تجديدها، بحسب ما ذكر موقع"scienceabc".

ما هو تجديد الأعضاء؟
ذكر موقع eurostemcell أن تجديد الأعضاء "regeneration" يعني إعادة نمو جزء عضو تالف أو مفقود من الأنسجة المتبقية، ويمكن للبشر تجديد بعض الأعضاء، مثل الكبد، إذا فقدت جزء من الكبد بسبب المرض أو الإصابة، فإن الكبد يعود إلى حجمه الأصلي، ولكن ليس شكله الأصلي، وكذلك يتم تجديد بشرتنا باستمرار وإصلاحها، والطب التجديدي هو الذى يسعى لإيجاد طرق لبدء عملية تجديد الأنسجة في الجسم .

الكبد
"الكبد" العضو الوحيد داخل الجسم الذى يجدد نفسه
الكبد هو العضو الداخلي الوحيد الذي يمكنه تجديد نفسه، بحسب موقع science abc، وفى عمليات زراعة الكبد لا يتم زراعة الكبد بالكامل، وبدلاً من ذلك يتم قطع جزء من كبد المتبرع ووضعه في جسم المريض، حيث ينمو ليصبح كبداً يقوم بكامل وظيفته خلال عاماً من زراعته.
لكن هناك أعضاء لا يمكنها أن تقوم بتجديد وإعادة نفسها، مثل: القلب والدماغ والكلى والأعضاء الأساسية الأخرى لا تمتلك هذه الخاصية الهائلة.
وبحسب موقع "Share care" يمكنك أن تفقد ما يصل إلى 75 % من الكبد، ويمكن للأجزاء المتبقية تجديد نفسها إلى الكبد كله مرة أخرى، وخلايا الكبد هي الخلايا المسؤولة عن قدرة الكبد على التجدد، أنها بمثابة الخلايا الجذعية التي يمكنها إعادة تشكيل أنسجة الكبد.
لماذا يعتبر الكبد العضو الوحيد الذي يتجدد؟
لا يزال العلماء لا يملكون إجابة قاطعة عن سبب حدوث ذلك في الكبد، ومع ذلك هناك نظريات عديدة منها أنه كلما كان هيكل العضو أكثر تعقيدًا، كلما كان تجديده أكثر صعوبة، فأعضاء مثل الكلى والقلب معقدة للغاية، وبها انقسامات متعددة، وتعمل الأقسام المختلفة جنبًا إلى جنب لتنفيذ الأداء العام للقلب، فى حين أن الكبد بسيط من حيث عمله، وتعمل الخلايا كوحدات مستقلة تقوم بنفس الوظيفة.
وتنقسم خلايا الكبد الموجودة لتكوين خلايا كبد جديدة، وبالتالى يعود الكبد لطبيعته الوظيفية ولكن لا يعود لشكله الطبيعي، والسبب وراء التجديد هو الخلايا متعددة القدرات، فكل خلية فى جسمنا لديها القدرة على الانقسام لتشكيل أي نوع من الخلايا.
البشرغير قادرين على تجديد الأعضاء، ولكنهم قادرين على تجديد الخلايا، مثل خلايا الدم وخلايا الكبد وخلايا الجلد وما إلى ذلك، وهذا يخبرنا بأن لدينا القدرة على التجدد، أظهرت بعض الدراسات أن لدينا بالفعل نفس الجينات التي تمتلكها بعض الحيوانات الأخرى على الأرض والتي تمكنها من تجديد أجزاء الجسم، ولكن نحن ببساطة بحاجة لمعرفة كيفية تفعيلها.

الأطراف المبتورة لا يمكنها التجدد أو نمو أطراف جديدة
ذكر موقع "live science" أنه لا يمكن تجديد الأطراف بعد بترها، حيث أن تجديد الأطراف بعد بترها هو أكثر من مجرد استبدال الأنسجة، ولكي يتم تجديد أحد الأطراف، فأنت بحاجة إلى العظام والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب، وهو أمر لا يمكن حدوثه.
وبشرة الإنسان تتجدد دوما، حيث تسقط طبقة الجلد الخارجية بالكامل كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويفقد الإنسان حوالي (510 جرام) من خلايا الجلد سنويًا.

بتر الأطراف
تجارب العلماء الناجحة لإعادة نمو أعضاء الجسم بالخلايا الجذعية
وبحسب موقع "popular mechanics" يبحث العلماء حالياً كيفية تكوين أنسجة بديلة باستخدام الخلايا الجذعية أو التقنيات التي تبدأ في إعادة النمو والتطور للأعضاء، وبفضل جهودهم، قد تصبح "بدائل الأعضاء" حقيقة واقعة في وقت أقرب ممكن، وإليكم أبرز التجارب الناجحة فى إعادة بناء الأعضاء وتجديدها.

القلب
ترقيع خلايا القلب التالفة
اختبر الباحثون في جامعة واشنطن الأمريكية استراتيجية جديدة لإعادة بناء خلايا القلب التالفة، حيث تم مزج خلايا الأوعية الدموية المشتقة من الخلايا الجذعية مع خلايا عضلة القلب التي تم إنشاؤها أيضًا من خلايا جذعية، شكلت بقع الأنسجة القلبية الناتجة شبكات من الأوعية الدموية التي أبقتهم على قيد الحياة، وهو ما يعطى الأمل فى إعادة الحياة لخلايا القلب بعد تلفها.

الرئة
زراعة رئة فى المعمل
حقق الباحثون في جامعة بروكسل انقلابًا بتحويل الخلايا الجذعية البشرية إلى نسيج طلائي رئوي، وهذا النسيج يساعد من يعانون من التليف الكيسي وغيره من الأمراض الرئوية.

الحبل الشوكى
تجديد الحبل الشوكى
عادةً ما تُعتبر إصابات النخاع الشوكي دائمة لأن الجهاز العصبي يولد أنسجة ندبة كثيفة عند تلفه، مما يمنع نمو الأعصاب الجديدة، ولكن قام باحثون من معهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة إيموري بعزل نسخة مستقرة من إنزيم يعالج نسيج الندبة بمرور الوقت، مما يمهد الطريق لآليات الإصلاح الطبيعية للجسم، وهو ما يعد خطوة فى هذا المجال.

انسجة الثدى
زراعة أنسجة الثدى
اكتشف جيريمي ماو، وهو مهندس أنسجة في جامعة كولومبيا، استراتيجية بديلة - باستخدام الخلايا الجذعية الدهنية لعمل أنسجة طبيعية للثدى، كنوع من تطوير غرسات الثدى.