أكرم القصاص - علا الشافعي

هكذا أقنع مارك أنطونيو روما بقتل "بروتس" الخائن

الإثنين، 15 أبريل 2019 05:00 ص
هكذا أقنع مارك أنطونيو روما بقتل "بروتس" الخائن مارك انطونيو
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توفى فى عام 44 ق.م، يوليوس قيصر، أحد أبرز رجال روما، وأهم الشخصيات العسكرية الفذة فى التاريخ، تفوق فى مجالات حياته وتعليمه وقيادته لجيش بلاده، فكان سياسيا محنكا وقائدًا عسكريًا ناجحًا، كما اشتهر كخطيب وكاتب، وأدى دورا مهما فى تحول الجمهورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية، وهو أول من أطلق على نفسه لقب "الإمبراطور".
 
وتذكر المراجع التاريخية أن يوليوس قيصر قُتل غدرا بعد تورطه فى علاقة مع كليوباترا، وقد أجمع كل من قتله على ضرورة التخلص منه حفاظا على مصالح روما، وكان من ضمن من قتلوه صديقه بروتس، لكن كيف اقنع مارك أنطونيو رجال روما بضرورة قتل يوليوس قيصر.
 
وبحسب كتاب "الحضارة المصرية بين الهلينية والرومانية" إنه عندما اغتال بروتوس وصحبه، يوليوس قيصر فى قلب مجلس الشيوخ، أطل مارك أنطونى على جماهير الشعب الرومانى من شرفة السناتو وألقى عليهم خطبة نارية جعلتهم يصرخون بالقصاص من القتلة الآثمين الذين لطخوا أيديهم بدماء ابن روما المدلل يوليوس قيصر.
 
وهاج الشعب الرومانى فى روما، بعد سماع خطبة أنطونيو التى كشفت عن غدر بروتوس بصديقه قيصر، وعن وصية قيصر التى يترك فيها ثروته وأملاكه لعامة روما، وغلت المشاعر وفر القتلة قبل أن تمزقهم أظافر شعب روما، ثم ألف مارك أنطونى حلفا مع أوكتافيوس ولبيدوس سحقوا به بروتوس وكاسيوس ومن سار معهم فى معركة فليبى سنة 42 ق. م.
 
ووفقا لما يوضحه الدكتور خالد عزب فى كتابه " السياسات الإعلامية: الدولة، المؤسسة، الفرد" أنه فى الوقت الذى خاطب فيه مارك أنطونيو أعضاء مجلس الشيوخ بعد اغتيال "قيصر"، كان بروتس نجح فى إقناع الغوغاء من الرومان بأن قيصر لم يكن البطل الذى تصوره، وأنه لهذا استحق القتل.
 
فى هذا الوقت كان على مارك أنطونيو، أن يقنع الناس بشىء آخر مختلف، وقد أدرك أنه إذا اعترض على ما قاله بروتس مباشرة، فإن الناس سوف يقتلونه لأنهم فى حالة انفعال شديد وغضب حاد، لذلك استخدم سلسلة من الأدوات التى تدرس الآن كأساسيات فى مهارات التواصل الشخصى عند مواجهة الأزمات، وهى أنه حين بدأ فى مخاطبة الناس قال "أيها الأصدقاء الرومان رجال الدولة" ذلك أننا نميل إلى تصديق الأشخاص الذين نعتبرهم جزء منا، ثم أضاف العبارة "أعيرونى آذانكم لمدة ثانية.. فقط لمواراة القيصر وليس لأمجده"، عند هذا استطاع أنطونيو أن يجذب أسماع الناس فى هذا الصخب لما يريد أن يقوله، أى أنه خاطب الناس بما يريدون سماعه، وبهذا انتهى من المهمة الأولى، وبعدها قدم الأدلة والاستشهادات إلى أن انتهى إلى اثبات بروتس بقتل قيصر وأن يديه مغموسة بالدماء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة