أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

البابا يقبل الأحذية طلبا للسلام

الأحد، 14 أبريل 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الكنيسة الكاثوليكية، إن تقبيل البابا فرنسيس أقدام كل من رئيس جمهورية السودان «سيلفا كير»، ونائبه السابق، الذى تحول إلى زعيم للمتمردين «ريك مشار» وثلاثة نواب آخرين، علامة يطلب بها البابا السلام من أجل جمهورية جنوب السودان.
 
 قداسة البابا بهذه الانحناءة التاريخية يلغى كل أنواع البروتوكول الفاتيكانى فى تعبير على رغبة عارمة فى إحلال السلام الذى هو هم من أى اعتبارات بروتوكولية أخرى.
 
جد مذهل وصادم مشهد انحناء بابا الفاتيكان فرنسيس يقبل أحذية قادة جنوب السودان ليحثهم على وقف الاقتتال ونزيف الدماء ونشر السلام فى غابات الجنوب، التى تعانى شظفا وجوعا ومرضا وتموت الأطفال فى أحضان أمهاتها وهى تتضور للحليب الذى جف فى الصدور العجفاء.
 
صورة تاريخية تعيد رسم صورة السيد المسيح عليه السلام يغسل أقدام تلاميذه قبل العشاء الأخير، صورة ستظل عالقة فى الذاكرة الإنسانية طويلا، صورة تفوق الخيال نفسه، حتى خيال رسامى الكنيسة فى العصور الوسطى، صورة تستاهل تخليدا فاتيكانيا، وقبلها تخليدا إنسانيا، ترشح هذه الصورة العظيمة البابا فرنسيس لجائزة نوبل للسلام.
 
لعلهم يفقهون، بابا الفاتيكان يرسم صورة مغايرة لرسالة رجل الدين فى عالم ينتحر حربا، وينزف دماء، ويزهق الأرواح، انحناءة فى وجه آلة الحرب الصماء، التى تقتل فينا أعز ما فينا، فى وجه ريح صرصر عاتية تهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد فى الأرض.
لا يستويان، شتان بين صورة بابا الفاتيكان يقبل الأحذية طلبا للسلام، وصور التهديد والوعيد والترهيب الذى يمارسه نفر ممن يرتدون مسوح الدين، وينشرون البغضاء والكراهية ويحضون على الانتقام والثأر والقتل باسم الأديان، والأديان من كراهيتهم براء، الأديان رسالات سلام ومحبة وتواضع واتضاع ورحمة واسترحام.
 
البابا رسم بصورته صورة لرجل الدين الحقيقى الباحث عن السلام ولو كلفه الأمر تقبيل الأحذية فى مشهد تاريخى، صورة لرسالة الدين رحمة بالبشر، يبلغ البابا فرنسيس الرسالة فى صورة صادمة، غير متخيلة، لعلها تغير عالم يقتات الكراهية، ويتبضع الحروب، ويحصد الأرواح، وينفق على انتصاراته الموهومة المتوهمة إنفاق من لا يخشى الفقر.
 
جد صادمة صورة البابا فرنسيس لأصحاب العقول الضعيفة، فطفقوا رافضين، مذهلة لأصحاب النفوس الشريرة فتجمدوا حائرين محيرين، ما هذا الذى يصنعه رجل ضعيف بانحناءة أمام آلة الحرب، ومبهرة للمؤمنين برسالة الأديان فى سعادة الإنسان.
 
لمن يظن فى نفسه بعض من خيلاء، فليتضع اتضاع البابا وتواضعه نموذج ومثال، صنع بصورته طريقا مرصوفا أمام رجال الدين فى كل الأصقاع، أن يتنزلوا رسل سلام إلى الأرض، وأن يتمثلوا الرسل والأنبياء يمشون بين الناس، داعين بالسلام، مبشرين بالخصب والنماء، ويقولون فى الناس حسنى وزيادة.
 
ما أقدم عليه البابا نعم فوق خيال المتخيلين، فوق خيال المتحاربين، فوق خيال حتى رجال الدين المعتمدين فينا، خيال ما أقدم عليه البابا فرنسيس اتساقًا مع تعاليم السيد المسيح عليه السلام، لو تفرغ رجال الدين لرسالة السلام ما أصابت طلقة كبدا، وما نزف إنسان، ولعم السلام أرض السلام.
 
البابا فرانسيس الذى جبل على غسل الأقدام المتعبة من وعثاء طريق الحياة فى طقس موقوت وتسجله الكاميرات، يقبل أقدام أمراء الحرب حتى يتوبوا عن سفك الدماء، ويقلعوا عن الحرب، ويستقيموا على الطريق السليم لسعادة البشرية، التى أنهكتها الحروب وأحالت الحياة إلى شقاء فى غابات الجنوب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

adel

ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات

مقال رائع استاذ حمدي وياليتنا نتعلم ان رسالة الدين هي نشر الحب والسلام والاخاء 

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن حلمى

تحية للأستاذ/ حمدى رزق

الأستاذ / حمدى رزق كعادته يتأمل الأحداث وينتقى أقوى ما فيها ليغوص  فى العمق ليقدم لنا معنى واحد فقط ويطالبنا بالتأمل كثيرا لنستخلص نحن ما يمكننا إستخلاصه ... تحية لبابا الفاتيكان وأقول أنه على قدر المسؤلية  المكلف بها "السلام للبشر" جميعا وهو يقدم المثل الحى .

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

عزيزي. الأستاذ. حمدي. رزق بقلم : نشأت رشدي منصور

السلام. هو. الطريق. الأمثل. لنجاحات. الشعوب. وبالتالي تقدمها. ………. ان. الذي. يعوق. التقدم. الاقتصادي. لأي. بلد. وبشكل. ملحوظ هو. التناحر. من. اجل. امجاد. باطلة. أو. من. قبيل. فرد. العضلات. . والبابا. فرنسيس. كرجل. مسئول. أما. الله. عن. رعيته. التي تبلغ. مليار. ونصف. المليار. من. الأنفس. بدون. شك. رجل. سلام. يسير علي. نهج. سيده. …. اي. السيد. المسيح له كل المجد. … والذي قال بدون. المحبة. لا يستطع. انسان. ان. يكون. له. نصيبا. في. الملكوت. .. ومن. قوله. يتضح. لنا. ان. طريق. السلام. هو. الوحيد. لتقدم الشعوب وعندما. اقدم. علي. تقبيل. ارجل. المتشددين. في. جنوب. السودان لم يكن. عن. غرابة. فقد. سبقه السيد المسيح. ذاته. وغسل.ارجل تلاميذه و جففها. عزيزي. الأستاذ حمدي. آه. لو. عرف. العالم. معني. المحبة. الحقيقية ماكان لنا. ان. نجد. فقير. أو. جائع. واحد. علي. سطح. الكرة. الأرضية. .. اشكرك. علي. كلمتك. الجميلة. ولليوم. السابع. كل. تقدم. وازدهار. :

عدد الردود 0

بواسطة:

Nader Wahba

ألي أخوتى وأحبائي الأساتذة المحترمين /

عادل وحسن حلمى واحمد ..... أشكركم على تعليقاتكم المحترمة الواعية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة