أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد مرعى

الرعب من النموذج المصرى

الجمعة، 12 أبريل 2019 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الرعب والخوف الشديد سيطرت على تنظيمات الإسلام السياسى الهاربة والموالين لهم، من أن تسير ليبيا أو الجزائر أو السودان على نفس النموذج المصرى فى إدارة المرحلة الانتقالية، وهذا إن دل على شىء فيدل على أن الرئيس السيسى أوجع جماعات الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية فى المنطقة، فمعه أصبحت مصر المقبرة التى دفن فيها مشروعهم بلا رجعة، مصر التى تحالف فيها المكون العسكرى مع المكون المدنى واستعادوا دولتهم من أيادى جماعات مجرمة سعت باسم الإسلام لتغيير هوية الشعب المصرى.

نعم مصر هى النموذج الذى يجب على الأخوة فى الجزائر أو السودان وتحديدا القوى السياسية المدنية أن يحتذوا به، وأخشى عليهم من أن يدفعهم الغضب واللاوعى وينساقون خلف مخططات تنظيمات الإسلام السياسى ويصطدمون مع جيوشهم الوطنية، فالجميع سيخرج خاسر.

عليهم ألا ينخدعوا بشعارات توحيد الصف مع جماعات التطرف فى مواجهة جيوشهم الوطنية، فالفائز من هذا الفعل فى النهاية ستكون هذه الجماعات التى ستنقلب على الجميع.

دعكم من الشعارات والتنظيرات المنمقة التى تحاول فرض النموذج الغربى فى الديمقراطية وإدارة الحكم على البلدان العربية، بالتأكيد نحن لسنا أقل من الشعوب الغربية، لكننا نعيش فى بلدان قدر لها أن تعيش معنا وبداخلنا تنظيمات متطرفة تتحدث زورا باسم الله، يذبحون ويقتلون ويفجرون باسم الإسلام، هدفهم الوحيد الوصول للسلطة لفرض مشروعهم السلطوى على الجميع، هذا الأمر حتم على الجيوش الوطنية فى البلدان العربية أن تكون جزءا رئيسيا من السلطة، أن تكون حامية لمدنية الدولة ومقدراتها ومنع سقوطها فى براثن خفافيش الإسلاميين قاطعى الرؤوس.

 

النموذج المصرى بكل تأكيد أوجع تنظيمات الإسلام السياسى وداعميهم فى تركيا وقطر، لدرجة رعبهم من العملية العسكرية التى يقوم بها حاليا الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر لاستعادة العاصمة الليبية طرابلس من ميليشيا إرهابية مسلحة، تسعى قوى إقليمية ودولية لإشراكهم فى العملية السياسية! لا أعلم كيف، مع أنك لو خيرت الليبيين هناك بين الجيش والميليشيا سيختارون الجيش، وعليه ليبيا ليست فى طريقها لحكم عسكرى مطلق بل لحكم ستتقاسم فيه إدارة الدولة بين المكون المدنى والمكون العسكرى، ويكون فيه الجيش هو الحامى لمدنية الدولة ومنع وقوعها مرة أخرى فى أيادى مرتزقة إرهابيين.

 

نفس الأمر بالنسبة للأخوة فى الجزائر العظيمة، على القوى المدنية والسياسية هناك ألا تسعى لإخراج الجيش الجزائرى من المعادلة، فهذا لن يحدث، وعواقبه كارثية،  وستكون نهايتهم على أيدى التنظيمات الإسلامية، وعليهم تذكر ما عانوه جميعا من جرائم هذه التنظيمات فى تسعينات القرن الماضى، عندما دخلوا لمدة عشر سنوات "العشرية السوداء" فى مواجهة مسلحة وحرب أهلية مع الدولة والمجتمع نتج عنها مقتل عشرات الآلاف، عليهم ألا ينسوا ذلك، من حقهم بالتأكيد المطالبة بتطهير الجزائر من الفسدة والمفسدين، من حقهم فى أن تنضم الجزائر لدول العالم التى تنعم بالرخاء والتنمية، من حقهم فى إدارة رشيدة للحكم، وهذه الحقوق والمطالب مشروعة، ويمكن تحقيقها عبر فصل أنفسهم أولا عن ذئاب الإسلام السياسى هناك، والدخول فى تحالف وتعاون وحوار مع المؤسسة العسكرية هناك، يفضى فى النهاية بالاتفاق على شكل إدارة الدولة، وأعيد مرة أخرى، عليهم ألا ينسوا أن المؤسسة العسكرية ستظل جزءا من المشهد العام فى الجزائر وشريك رئيسى فى الحكم.

 

أما أشقائنا فى السودان الحبيب، فكل الدعم لهم من أرض مصر الطيبة، الذين عانوا على مدى ثلاثة عقود أسوأ صيغة للحكم فى التاريخ المعاصر، من تحالف الجيش مع الأيدلوجية الدينية، نتج عنه إفقار السودان وتقسيمه وعزله إقليمها ودوليا، لذا على القوى المدنية والنخب السياسية فى السودان أن تتعلم من هذه التجربة المريرة، وأن يعتبروا حراكهم هذا بمثابة دفن لتيار الإسلام السياسى، وبمثابة انهيار لتحالف الجيش والإسلاميين، وبداية لتحالف جديد بينهم وبين المؤسسة العسكرية السودانية، يستطيعوا من خلاله رسم خريطة طريق لسودان جديد، سودان منفتح على الإقليم ومع العالم ومتفاعل معه، سودان متحرر من أى أيدلوجيات دينية، فيه المؤسسة العسكرية ضامنة لمدنية الدولة، سودان موحد، يضمنوا معه بناء دولة حديثة ينعم شعبه بالتنمية والرخاء.

أخيرا وليس آخرا، أقول للشعوب العربية فى الجزائر وليبيا والسودان، لا تخشوا النموذج المصرى، بل تعلموا منه ودققوا فيه جيدا، ستجدون فيه الحل لانتشال دولكم إلى الاستقرار وبر الأمان والحكم الرشيد، ورجاء للقوى المدنية فى هذه الدول، لا تقعوا فى فخ تيارات الإسلام السياسى، ولا تعادوا جيوشكم الوطنية وأخلقوا تعاون معها ورؤية مشتركة لإدارة الحكم، ولا تغرنكم النماذج الغربية فى الديمقراطية، فهى رغم جمالها وروعتها لن تصلح لمجتمعاتنا للأسف، لأن نتيجتها ستكون "ملالى إيران" أو "إخوان مصر" أو "حماس غزة" أو "إخوان تركيا" أو "جزائر العشرية السوداء" أو "ديمقراطية الطوائف بلبنان".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة