صدر كتاب استراتيجية القوة الذكية الأمريكية لمواجهة الإرهاب فى أفريقيا، للدكتور هشام سيد أبو سريع، تقديم إبراهيم نصر الدين، عن المركز العراقى - الأفريقى للدراسات الاستراتيجية.
ويقول الكتاب: حسب الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، لقد تغيرت السياسة الخارجية الأمريكية عقب الهجمات الإرهابية على رموز قوتها الاقتصادية (برجى مركز التجارة العالمى) والعسكرية (البنتاجون) فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001م حيث اتخذت من الحرب العالمية على الإرهاب هدفاً معلناً لسياستها الخارجية.
وقد أدرجت معظم جماعات وحركات الإسلام السياسى فى أفريقيا- وخاصة فى منطقتى شمال أفريقيا والساحل الأفريقى ومنطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقى- فى قائمة المنظمات الإرهابية واتهمتها بارتباطها بتنظيم القاعدة المتهم الرئيسى فى تخطيط وتنفيذ تلك الهجمات، وهو الأمر الذى جعلها هدفا من أهداف الحرب العالمية على الإرهاب.
وبذلك أصبحت أفريقيا ساحة مواجهة بين التنظيمات الإرهابية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، والتى رأت أن الإرهاب الموجه إليها يقطن أفريقيا، حيث تنشط خلايا تنظيم القاعدة فى كافة أنحاء القارة، وتضطلع المنظمات الإرهابية بتخطيط وتمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية فى مناطق كثيرة فى إفريقيا، حيث تستفيد تلك المنظمات من انعدام الرقابة على الحدود بين البلدان الأفريقية، وضعف القانون والمؤسسات القضائية، فضلا عن ضعف قوى الأمن، فتقوم بتحريك الرجال والسلاح والمال من أفريقيا باتجاه بقية أرجاء العالم، وتقوم باستغلال السكان الفقراء والمنطلقات الدينية أو الإثنية للمساعدة فى تجنيدهم.
وتتمثل الرؤية الأمريكية للحرب العالمية على الإرهاب فى أنها معركة بالأسلحة والأفكار على الجماعات الإرهابية وذلك على المديين القصير والطويل فعلى المدى القصير تكون عبر معركة الأسلحة من خلال استخدام كل أجهزة الدولة ونفوذها فى التخلص من الإرهابيين- إما بالقتل أو الاعتقال-وحرمانهم من الملاذ الآمن والسيطرة على أى دولة ومنعهم من الحصول على أسلحة الدمار الشامل وقطع مصادر التمويل وغيرها من الموارد التى يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة.
وأما على المدى الطويل فتتم عبر معركة الأفكار من هذا المنطلق طبقت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية القوة الذكية والتى تجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة فى حربها العالمية على الإرهاب فى أفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة