أكرم القصاص - علا الشافعي

علماء الأوقاف: عباد الرحمن متواضعون ويتميزون بأخلاق حميدة

الأربعاء، 10 أبريل 2019 11:16 ص
علماء الأوقاف: عباد الرحمن متواضعون ويتميزون بأخلاق حميدة وزاره الاوقاف
كتب – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الدينى، على أن صفات عباد الرحمن كثيرة ومتعددة، فما خلق الله (تعالى) الثقلين الأنس والجن” إلا لعبادته.
 
وأضاف طايع، خلال ندوة للرأي بمسجد الفتح برمسيس، أن الناس مقسمون إلى أربعة أصناف، وهم، الصنف الأول: ذكره الله تعالى في سورة محمد ، حيث قال:” وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ” فغايتهم المتعة الزائلة على أي شكل من أشكالها، فليس لهم في الآخرة نصيب.
 
وأشار طايع، إلى أن الصنف الثاني: ذكره الله تعالى في سورة البقرة ، حيث قال تعالى:” وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ”، وهذا الصنف يظهر خلاف ما يبطن، فسرعان ما ينقض عهده ، ويخالف ما أخذه على نفسه، شخصية مخادعة ، تظهر الصلاح وتبطن الفساد، والله لا يحب الفساد.
 
ولفت طايع، إلى أن الصنف الثالث: ذكره الله تعالى في سورة آل عمران، حيث قال:” زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ”، فغاية تلك الشخصية متعة زائلة من امرأة جميلة ، أو تحصيل المال أيا كان مصدره من حل أو حرام.
أما الصنف الرابع: فهم عباد الرحمن الذين وصفهم الله في القرآن الكريم بجميل الصفات، وبحسن الخلال، فكل همهم مرضاة الله تعالى، لذا جاءت إضافتهم إلى صفة الرحمن، فقال تعالى :” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ” متناسبة مع كونهم عبيد مبالغة بمبالغة، ثم توالت صفاتهم الطيبة متصدرة بقوله :” يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا” لأن مشية الإنسان تعبر عن ذاته، وصفاته ، تواضعًا أو تكبرًا، فهم يمشون على الأرض بتواضع دون تكلّف، ولا تصنُّع ولا خيلاء، فتُظهر نفسهم المطمئنة الساكنة من خلال مشيهم الوقور الساكن.
 
وأوضح طايع، أن الصفة الثانية جاءت في قوله ( تعالى ):” وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” فهم يترفعون عن سفاهة الحمقى، وجدالهم ؛ لأنّ لديهم أهداف واهتمامات كبيرة تشغلهم عن الخوض في الجدال، والنزول للسفاهات.
 
وقال طايع، تأتي الصفة الثالثة والكامنة في قوله تعالى:” وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا” ، فهم في منتهى التواضع لله تعالى، وإعلان الخضوع والتذلل ، وخص السجود والقيام بالليل لأن الليل جنة المؤمن ، فالناس نيام وعباد الرحمن مستيقظون، يدعون ربهم وكأن القيامة قد قامت ، والنار قد أحاطت به من كل جانب ؛ ليجمعوا باتزان بين الخوف والرجاء، مبينًا فضيلته أن حالهم في الإنفاق هو التوسط، والتي ذكرها ربنا سبحانه وتعالى في قرآنه الحكيم حيث قال : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) ، فهم مقتصدون في جميع أمورهم الدينية والدنيوية ، فلا هم مسرفون ومتجاوزون للحدود التي شرعها الله (تعالى)، ولا هم بخلاء في نفقتهم إلى درجة التقتير والتضييق ، وإنما هم خيار عدول يعرفون أن خير الأمور أوسطها.
 
من جانبه أكد د. هشام عبد العزيز علي مدير عام بمكتب وزير الأوقاف، أن الله تعالى ذكر صفات عباد الرحمن في طليعة سورة المؤمنون، ونهاية سورة الفرقان ، وكذا في سورة الأنفال؛ لتعطي تلك السور أن العبادة لابد أن تثمر في سلوك الإنسان، وتهذب في أخلاقه، وتعدل في معاملاته، فشتان ما بين عباد الرحمن وعباد الشيطان. فعباد الرحمن يتخيرون الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة، قال سبحانه :(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، بل إنهم لا يرضون بقليل الحسنات بل يختارون من الحسنات أعلاها ، ويبتعدون عن أدنى السيئات ، فالحسنات درجات، والسيئات دركات، يقول سبحانه: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
 
وفي ذات السياق أكد على أن أهم وأخص صفات عباد الرّحمن أنهم يبتعدون عن ظلم الناس، وقتلهم، فهم عبادٌ مستبصرون يدركون أنّ الله تعالى قد حرّم سفك دم المسلم، والمعاهد، والذّمّي.
وفي ختام كلمته حث فضيلته على تدبر القرآن وفهم معانيه، والوقوف مع آياته، فإن من أسباب الخلاف التي قد تؤدي إلى التقاتل والتناحر هو عدم الفهم الصحيح لنصوص القرآن الكريم.
 
وفي مداخلة أخرى لفضيلة د. هاني السيد تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، بين أن أشرف مقام للإنسان أن يكون عبدًا لله تعالى، فقد  وصف الله نبيه بوصف العبد: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ”، فأضافه تعالى لنفسه لإضافة تشريف وتكريم، لذا كان أعظم مقام له (صلى الله عليه وسلم)  هو هذا المقام، ولما لهذا المقام من خصوصية بين أن إجابة الدعاء إنما يكون من عباده، قال تعالى :” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )، فخصهم بإجابة الدعوة لأنهم عبيد لله تعالى.
 
وفي مداخلة لفضيلة الشيخ خالد صلاح الدين مدير إدارة أوقاف القاهرة بين فضيلته أن عباد الرّحمن هم عباد الله الصّالحين، الذين يتّصفون بطهارة القلب، واستقامة اللّسان، والصّادقين في القول والعمل، والذين يُؤثِرون النّاس على أنفسهم ، ويسعون في تقديم الخير، ويترفّعون عن سفاهات الأمور، أمّا عباد الشيطان فيتّصفون بالظّلم، والأنانيّة، والتكبّر، والقسوة، والغِلظة، وفُحش اللّسان.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة