كريم عبد السلام

المرحلة التجريبية لمسار العائلة المقدسة

الأربعاء، 10 أبريل 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل جهد مبذول لإحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر والاستفادة منه فى مجال السياحة الدينية والتنمية، هو جهد يستحق الاحترام والتقدير، كما يستحق أن نبرزه فى وسائل الإعلام، لأن هذا المشروع بالفعل يمكن اعتباره مشروعا قوميا فريدا للتنمية الشاملة والتعمير، فهو يبدأ من العريش فى سيناء ويصل إلى الفرما القديمة أو بورسعيد، ومنها إلى بلبيس فى الشرقية وحصن بابليون فى مصر القديمة وسخا بمحافظة القليوبية، ومنها إلى جبل درنكة بأسيوط عبر وادى النطرون، والعودة من القوصية إلى حصن بابليون وبلبيس ثم العريش، مما يعنى أن لدينا بالفعل مجموعة من النقاط الحية والمزارات والأديرة التى يمكن تحويل النطاق العمرانى لها فى ثمانى محافظات تربط سيناء بالوادى والصعيد إلى مناطق جذب للسياحة الدينية تتحول إلى مناطق جذب سياحى طوال العام. 
 
وكنا أشرنا فى مقالات سابقة إلى أن ارتباط العمران الجديد برحلة الحج المقدسة يعمل على زيادة الوعى السياحى بأهمية هذه الرحلة وعوائدها على البلد والمواطنين على السواء، كما يعمل على ازدهار الأفكار الاستثمارية الجديدة التى تبنى على ما تحقق، وربما نجد مجموعات من الشباب أو من رجال الأعمال يبادرون بإقامة مشروعات على هذه الطرق، وبالتأكيد لابد أن يحدث ذلك بحكم التطور الحتمى لحركة العمران، الأمر الذى يصب فى النهاية فى المصلحة الوطنية العليا، فالنقاط القديمة المرتبطة برحلة الحج المقدسة وكذلك المجتمعات العمرانية على طول المسار يمكن أن تكون مجالا للجذب والانتعاش الاقتصادى طوال العام، من خلال التسويق الجيد والدعاية المكثفة. 
 
ومنذ أيام قليلة سعدت بإعلان وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى، أن المرحلة التجريبية من مشروع مسار العائلة المقدسة والتى تشمل محافظتى القاهرة والبحيرة، قد انتهت بالفعل، من خلال إنجازات على الأرض، ففى محافظة القاهرة تم تطوير منطقة مصر القديمة وإزالة أكبر مقلب قمامة لقطاع غرب القاهرة وتحويله إلى حديقة مفتوحة، لتصبح منطقة سياحية بين مجمع الأديان ومتحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة، كما تم توقيع برتوكول تعاون بين محافظة القاهرة ووزارة السياحة والكنيسة للاتفاق على تطوير كنيسة المعادى والمنطقة المحيطة بها، بما يشمل إقامة المرسى السياحى الخاص بالكنيسة ورفع كفاءة المنطقة المحيطة بها وإضفاء مظهر تراثى وجمالى للمنطقة.
 
وفى محافظة البحيرة، انتهت عمليات رصف وتوسعة الطريق المؤدى إلى الأديرة الثلاث بطول 1.5 كيلو بتكلفة 3.4 مليون جنيه وإنارته على الجانبين، وزراعة النخيل على الجانبين، وتصميم 3 مخيمات على الطراز القبطى القديم كنقاط استراحة للسائحين على الطريق المؤدى إلى الأديرة الثلاث، فضلا عن تزويد الطريق بلوحات إرشادية موضحة عليها أيقونة العائلة المقدسة والتى توضح معالم المدينة السياحية أمام مدخل مدينة وادى النطرون بطريق القاهرة الإسكندرية.
 
جهود وزير التنمية المحلية فى القاهرة والبحيرة تُضاف إلى جهود محافظة أسيوط على نفس المسار، فقد خصصت المحافظة ميزانية ضخمة لتطوير الطرق المؤدية لدير المحرق ودير السيدة العذراء وإنشاء طرق جديدة وإقامة منطقة خدمية ولوجيستية لخدمة الحجاج والزائرين على مساحة 700 ألف متر، مما يعنى انطلاقة قوية لإحياء المنطقة الواقعة بين الديرين الشهيرين فى مسار الحج المسيحى، دير السيدة العذراء بجبل درنكة والدير المحرق بالقوصية، ولعل العقبة التى كانت تحول بين زيادة عدد الحجاج وهاتين النقطتين كانت فى صعوبة ومشقة الوصول إلى مكان الديرين، ومن ثم يأتى تخصيص المحافظة لتطوير الطرق إلى هاتين النقطتين وإنشاء رابط بين الطريق الصحراوى الغربى ودير المحرق ليسهم فى ازدهار حركة السياحة الدينية وزيادة عدد الزائرين لتلك المنطقة.
 
يمكننا أن نخطط لاجتذاب مليون حاج مسيحى، كما يمكننا أن نخطط لاجتذاب عشرين مليون حاج فى العام، ولكن لابد أولا أن نخطط ونسوق لمسار العائلة المقدسة فى مصر كما ينبغى، فإذا أردنا أن يأتى إلينا عشرون مليون حاج مسيحى، فلابد وأن نضع مسارات جاذبة لهؤلاء الحجاج وأن نستهدف إنشاء مجموعات من الفنادق المتفاوتة الأسعار والدرجات بدءا من المعسكرات السريعة وخيام التفويج المزودة بالخدمات الأساسية وانتهاء بالفنادق خمس وسبع نجوم فى النقاط الأساسية، وهو ما يستلزم شراكة مع القطاع الخاص ومع كنيستنا الأرثوذكسية ليتحول مسار العائلة المقدسة إلى بنية أساسية دائمة تخدم صناعة السياحة المصرية وتجعل من الحج المسيحى موردا أساسيا من موارد الدولة، فضلا عن الطفرة التنموية والعمرانية الهائلة التى يمكن أن تتحقق فى النقاط الأساسية لمسار العائلة المقدسة.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة