أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

يمشين فى كنف الوقار.. نساء 1919

السبت، 09 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حيا شاعر النيل حافظ إبراهيم مظاهرة لسيدات مصر خرجن فى ثورة 1919، بقصيدة رائعة، مجد فيها شعورهن وشجاعتهن، وحمل حملة لاذعة على مسلك الجنود الإنجليز حيالهن.
تقول القصيدة:
 
خرج الغوانى يحتجبن ورحت أرقب جمعهنه/ فإذا بهت تخذن من سود الثياب شعارهنه/ فطلعن مثل كواكب يسطعن فى وسط الدجنة/ وأخذن يجتزن الطريق ودار سعد قصدهنه/ يمشين فى كنف الوقار وقد أبن شعورهنه/ وإذا بجيش مقبل والخيل مطلقة الأعنة/ وإذا الجنود سيوفها قد صوبت لنحورهنه/ وإذا المدافع والبنادق والصوارم والأسنة/ والخيل والفرسان قد ضربت نطاقا حولهنه/ والورد والريحان فى ذاك النهار سلاحهنه/ فتطاحن الجيشان ساعات تشيب لها الأجنة/ فتضعضع النسوان والنسوان ليس لن منه/ ثم انهزمن مشتتات الشمل نحو قصورهنه.
 
وتقول القصيدة:
فليهنأ الجيش الفخور بنصره وبكسرهنه/ فكأنما الألمان قد لبسوا البراقع بينهنه/ وأتوا «بهندنبرج» مختفيا بمصر يقودهنه/ فلذاك خافوا بأسهن وأشفقوا من كيدهنه.
 
هذه الواقعة التى وصفها الشاعر حافظ إبراهيم وقعت يوم الأحد 16 مارس 1919، حينما شاركت المرأة المصرية الرجال فى الثورة معلنة عن مساهمتها فيها بمختلف الوسائل.
ويقول عبدالرحمن الرافعى فى كتاب المهم «ثورة 1919.. تاريخ مصر القومى من سنة 1914 إلى سنة 1921»: إن النساء خرجن فى حشمة ووقار وعددهن يربو على الثلاثمائة من كرام العائلات وأعددن احتجاجا مكتوبا ليقدمنه إلى معتمدى الدول.
 
سارت السيدات فى صفين منتظمين، وجميعهن يحملن أعلاما صغيرة، وطفن الشوارع الرئيسية فى موكب كبير، هاتفات بحياة الحرية والاستقلال وسقوط الحماية، فلفت موكبهن أنظار الجماهير، وأذكى فى النفوس روح الحماسة والإعجاب، وقوبلن فى كل مكان بتصفيق الناس وهتافهم، وأخذ النساء من نوافذ المنازل وشرفاتها يقابلهن بالهتاف والزغاريد.
 
وخرج أكثر أهل القاهرة رجالا ونساء لمشاهدة هذا الكوكب البهيج الذى لم يسبق له نظير، وأخذوا يرددون هتافاتهن.
 
ومر المتظاهرات بدور القنصليات ومعتمدى الدول الأجنبية لتقديم الاحتجاج المكتوب، ولكن الجنود الإنجليز لم يدعوا هذا الموكب البرىء يسير فى طريقه، فحينما وصل المتظاهرات إلى شارع سعد زغلول يردن الوصول إلى بيت الأمة ضربوا نطاقا حولهن، ومنعوهن من السير، وسددوا إليهن بنادقهم وحرابهم مهددين، وبقى السيدات هكذا مدة ساعتين تحت وهج الشمس المحرقة، فلم يرهبهن هذا التهديد، بل تقدمت واحدة منهن وهى تحمل العلم إلى جندى، كان قد وجه بندقيته إليها ومن معها، وقالت له بالإنجليزية: «نحن لا نهاب الموت».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة