بعد 15 عاما من أحداث 11 مارس من تفجيرات مدريد، نشر معهد إلكانو الملكى تقرير حديث، يؤكد أن 605 من المتطرفين المحتجزين فى إسبانيا من الجيل الثانى من المهاجرين، و70% من الإرهابيين يفضلون تلقى المعلومات وجها لوجه من رئيسهم عبر الانترنت، كما أكد أن كتالونيا تضم 33.2% من الارهابيين الذين قتلوا فى إسبانيا بين عامى 2004-2018 .
وقدم مدير برنامج التطرف العنيف والإرهاب العالمى فى معهد إلكانو الملكى "فيرناندو رايناريس" والباحثين فى نفس المحال كارولا جارثيا كالفو، وألفارو فينيستى، هذه المعلومات بعد دراسة حول الارهاب ومكافحته فى إسبانيا، وذلك بمناسبة مرور 15 عاما على تفجيرات مدريد التى حدثت فى 11 مارس 2004.
وعلّق فرناندو ريناريس أن هذه الأرقام تظهر أن "الإرهاب فى إسبانيا أصبح ظاهرة داخلية ، لم تكن من قبل، وذلك لأن ثمانية من عشرة من الإرهابين المحتجزين فى الإقليم الإسبانى كانوا حتى عام 2012 مهاجرين من الجيل الأول ، المغرب.
وأكد أنه منذ هجمات مدريد فى 11 مارس 2004، فهناك 797 شخصا معتقلا فى إسبانيا بسبب علاقاته بالإرهاب، واعتقل 109 فى دول آخرى نتيجة التحقيقات التى شارك فيها قوات الأمن الإسبانية.
وأشار إلى أنه فى العام الماضى كان هناك 29 اعتقال فى إسبانيا بسبب هذا النوع من الإرهاب وحتى الآن فى عام 2019 يرتفع الرقم إلى 20.
وأكد ريناريس أن 200 إسبانى أدينوا بالإرهاب منذ عام 2004 ، و15 لقوا حتفهم على الأراضى الإسبانية، و8 منهم فقدوا الحياة بعد ارتكاب جريمتهم فى عام 2017 فى كتالونيا.
ووفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية فإن ريناريس أكد فى تحليله أن هناك عاملين يفسران ارتفاع عمليات التطرف، الأولى هو أن 70% من المتطرفين يفضلون تلقى المعلومات والأوامر وجها لوجه ولكن عبر الانترنت من مرؤسيهم من ذوى الخبرة سواء كانوا ناشطين او شخصيات دينية، والسبب الآخر هو وجود سندات عاطفية على أساس القرابة الاجتماعية أو صداقة.
ووفقا لنتائج معهد إلكانو الملكى "من بين هؤلاء الارهابيين المحكوم عليهم او قتلوا فى إسبانيا 2004 -2018 ، النمط السائد لا يعمل ك "ذئاب منفردة" ولكن الانخراط فى الخلايا او المجموعات او الشبكات".
ويضيف التقرير أنه حتى 2011 تسعة من أصل عشرة من المتطرفين الإسبان يرغبون فى العيش بالاراضى الإسبانية، ولكن من عام 2012 خمسة من أصل عشرة اختاروا أن يذهبوا إلى منطقة النزاع التى ظهرت فى سوريا والعراق.
وأكد التقرير أن كتالونيا تضم 33.2% من الارهابيين الذين أدانوا او قتلوا فى إسبانيا بين عامى 2004و2018، وذلك لوجود السلفيين فى هذا المجتمع المستقل مما يؤثر على نشر الفكر المتطرف وزيادة عدد الارهابيين فى إسبانيا بشكل عام.
ويبتع كتالونيا، مدريد ب23.9%، وفى سبتة 12.4%، وفى الاندلس 9%، و8% فى مليلية و4.5% فى مجتمع فالنسيا،و9% منتشرين فى أجزاء من إسبانيا.
وعلق فيرناندو جراندى مارلاسكا بأن التحليل الذى أجرى فى هذه الورقة يبين أنه يجب تعميق التعاون فى الحرب ضد الإرهاب ، ليس فقط داخل الاتحاد الأوروبى ولكن أيضا مع بلدان شمال أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبى،منطقة الساحل.
وحذر من أن أحد أكبر المخاطر التى يواجهها الاتحاد الأوروبى الآن هو الارهابيين الذين قاتلوا فى سوريا والعراق ويعودون الآن إلى بلدانهم الأصلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة