رفض شعبى عراقى لمخطط إيران لتقسيم محافظة صلاح الدين.. طهران تروج لمشروع إنشاء "سامراء المقدسة" وتغيير ديموغرافية المحافظة السنية.. ومراقبون يحذرون: سيقطع أواصر الترابط الجغرافى بين العرب فى محافظات العراق

الأربعاء، 06 مارس 2019 04:30 م
رفض شعبى عراقى لمخطط إيران لتقسيم محافظة صلاح الدين.. طهران تروج لمشروع إنشاء "سامراء المقدسة" وتغيير ديموغرافية المحافظة السنية.. ومراقبون يحذرون: سيقطع أواصر الترابط الجغرافى بين العرب فى محافظات العراق مدينة سامراء العراقية
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الرفض الشعبى فى الشارع بسبب التحركات التى تقوم بها قوى سياسية عراقية مدعومة من إيران لتقسيم محافظة صلاح الدين لإنشاء محافظة "سامراء المقدسة"، وهو المشروع الذى أعد من قبل المرجعية الشيعية فى مدينتى "قم والنجف" عام 2005 على قيادات كردية، وتم الاتفاق على تكوين منطقة نفوذ شيعى بقلب المحافظات السنية سعيا لتغيير ديموغرافية العراق.

 

 

وكشفت تقارير إعلامية عراقية عن الخطة الإيرانية التى يروج لها السفير الإيرانى لدى بغداد إيرج مسجدى، لتقسيم محافظة صلاح الدين العراقية وإنشاء محافظة "سامراء المقدسة"، مشيرة لوجود عدة سيناريوهات للخطة التى تسعى لتقسيم محافظة صلاح الدين إلى محافظتين أو أكثر، أو تصغير المحافظة باقتطاع سامراء منها لتكون محافظة شيعية مقدسة، مؤكدة أن الهدف ألا تكون سامراء التى تضم ضريح إمامين من أئمة الشيعة فى محافظة سنية.

 

 

وأكد مراقبون، أن المخطط الإيرانى هدفه إنهاء ومسح تراث الدولة العباسية، التى اتخذت سامراء فى بعض الفترات عاصمة لها، والانتقام منها، وإنهاء تراث الدولة العربية الحديثة وقطع أواصر الترابط الجغرافى بين العرب فى شمال وجنوب العراق مع وسطه وستقطع هذه المحافظة (محافظة سامراء المقدسة) بين عرب الجنوب وعرب الشمال.

 

وتعد مدينة سامراء من أشهر المدن العراقية حيث دفن بها اثنان من أشهر أئمة الشيعة، وفيها بدأت واحدة من أسوأ الفتن فى تاريخ العراق الحديث، وتحاول طهران التدخل فى التخطيط الإدارى للمحافظات العراقية، لتجزئة محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية إلى محافظتين، لتكون إحداها محافظة دينية جديدة باسم محافظة سامراء أو سامراء المقدسة.

 

images

 

وأكدت تقارير إعلامية عراقية، أن سفير إيران لدى بغداد إيرج مسجدى، يشرف بنفسه على خطة إيران لاستحداث محافظة عراقية جديدة على أسس دينية باسم محافظة سامراء، مشيرة إلى سلسلة من اللقاء التى عقدها السفير الإيرانى مع مسئولين عراقيين فى محافظة صلاح الدين ومع محافظ صلاح الدين عمار جبر.

 

وتحاول طهران الاستعانة بلحفائها فى العراق لتنفيذ مخططها الذى يهدف لتقسيم المحافظات السنية العراقية، واستغلال الأهمية الدينية لمدينة سامراء لدى المسلمين الشيعة، لفصلها عن محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية.

 

ويعد أغلبية سكان مدينة سامراء من السنة العراقيين، بينما الأغلبية فى الدجيل والبلد من الشيعة، وتعتبر سامراء من أهم المدن العراقية تاريخيا. وهى تقع على ضفاف نهر دجلة فى محافظة صلاح الدين، وكانت عاصمة الدولة العباسية بعد بغداد، وشيدها الخليفة العباسى المعتصم سنة 835 ميلادية (221 هجرية) لجنوده الأتراك الذين جلبهم بدلا من الجنود الفرس والعرب، وبعد أن ضج سكان بغداد من الجنود الأتراك بنى لهم هذه المدينة وجعلها عاصمة للخلافة، وظلت سامراء عاصمة للخلافة العباسية حتى عاد الخليفة المعتمد إلى بغداد وجعلها عاصمة مرة أخرى عام 279 هجرية.

 

download

 

وتعتبر سامراء كذلك إحدى أهم المدن المقدسة لدى المسلمين الشيعة، وذلك لوجود ضريح الإمامين على الهادى والحسن العسكرى فى المدينة، اللذين يسميان "الإمامان العسكريان".

 

ويتطلب استحداث محافظة عراقية جديدة موافقة أغلبية أعضاء مجلس المحافظة الأم، بعد وصول طلب قانونى من مجالس الأقضية التى ترغب باستحداث محافظة جديد، ويتم رفع الأمر بعدها إلى نواب البرلمان العراقى ومن ثم إلى الحكومة العراقية، وتتم إعادته وفق القانون إلى مجلس النواب العراقى وتتم مصادقته من رئاسة الجمهورية العراقية.

 

يذكر أن محافظ صلاح الدين السابق أحمد الجبورى قد أعلن فى مارس 2016 رفضه القاطع وحكومته وشعب المحافظة لأى محاولة من أجل تقسيم صلاح الدين إلى محافظات أو أقاليم، وأن سامراء جزء لا يتجزأ ولا يتقسم وسنقف بوجه المروجين لذلك.

 

وقال الجبورى، إن "سامراء حظيت باهتمام الجميع، وحكومة صلاح الدين تسعى إلى بذل كل المستطاع من أجل تطويرها وجعلها المدينة السياحية الأولى وإن الإمامين العسكريين يمثلان أصالة المدينة وتراثها الإسلامى وأصل المنبع والتاريخ"، موضحا أن "الفاجعة الأليمة التى حلت بسامراء كان يراد منها زرع الفتنة الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعى والعشائرى".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة