"أعلن عن عودتى للبلاد والدعوة للتعبئة فى جميع أنحاء الأراضى الوطنية"، بهذه الكلمات رد زعيم المعارضة "خوان جوايدو" على حسابه بتويتر على قرار الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو بمنعه من دخول البلاد، مع دعوته للفنزويليين بالخروج فى مظاهرات غدا الثلاثاء، ولكن هل إعلان جوايدو بالعودة إلى فنزويلا يمثل تحديا لمادورو، وما هى تداعياته، خاصة وأنه سيواجه خطر إرساله إلى السجن؟
ويتحدى جوايدو مادورو بالسفر إلى كولومبيا لحضور قمة مجموعة ليما، وبعد ذلك قام بزيادة عدة دول أخرى، منها باراجواى، والبرازيل ، والأرجنتين والإكوادور، وفى ذلك الوقت طلب مادورو من المدعى العام حظر خروج جوايدو وتجميد حساباته، وأعلن أن زعيم المعارضة يجب أن يكون مسئولا أمام القضاء، وقال: "لا يستطيع أن يأتى ويذهب.. وعليه احترام القوانين".
وحظر جوايدو الذى يستعد اليوم الإثنين العودة إلى كاراكاس من اعتقاله على يد سلطات البلاد، قائلا إن هذا سيكون واحدا من الأخطاء التى يرتكبها نظام مادورو، داعيا أنصاره إلى تظاهرات حاشدة ضد مادورو، وذلك خشية اعتقاله على يد سلطات البلاد.
وفى رسالته عبر تويتر، دعا جوايدو مناصريه إلى ترقب الرسائل من أجل معرفة أين ستنظم تظاهرات اليوم، وقال: "هيا يا فنزويلا". وزار جوايدو كلا من البرازيل وباراجواى والأرجنتين، وتنتظر عودته بترقب كبير إلى فنزويلا ثانية، وقد يتعرض للاعتقال لدى عودته إلى بلاده، حيث تم البدء فى تحقيق بحقه، بسبب تسميته لنفسه رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا.
واعتبر بعض المحللين ردود الفعل هذه بمثابة نكسات للمعارضة وأدى إلى الشك فيما إذا كان الزعيم الفنزويلى يجرؤ على العودة إلى بلاده فى هذه الظروف.
وتعتبر كارمن بياتريس فرنانديز ، المستشارة السياسية الفنزويلية، وأستاذة فى جامعة نافارا "عودة جوايدو إلى فنزويلا تجبر مادورو على شد الحبل بشكل كبير، حيث يضع الحكومة فى اختبار ويخسره"، مضيفة: "فى الوقت نفسه فإن مادورو إذا أوقفه سيواجه رد دولى قاس، ولكن إذا تركه حرا فسيظهر "ضعيفا" أمام الجميع".
وتعتقد فرنانديز أنه لمواجهة هذه المشكلة، فإن الرد الأكثر منطقية هو محاولة إيقاف جوايدو على أيدى الحكومة الفنزويلية.
أما أنخير ألفاريز، السياسى الفتزويلى والمستشار فى السياسات العامة للمنظمات الدولية قال إن "أهمية عودة جوايدو إلى فنزويلا تعتمد على النجاح الذى حققه فى الدول الداعمة له فى الخارج".
سيناريوهات عودة جوايدو لفنزويلا
ويعتقد ألفاريز أن أسوأ سيناريو بالنسبة لجوايدو هو السيناريو الذى يتم فيه اعتقاله وعزله عن قواعد دعمه والمجتمع الدولى، وأنه ينتهى فى ظروف مشابهة لظروف الزعيم الفنزويلى ليوبولدو لوبيز، الذى اعتقل منذ عام 2014 ، ويخضع حاليا للاقامة الجبرية، ولا يستطيع المشاركة علنا فى السياسة، وكما يقول "إنه أسوأ شىء يمكن أن يحدث له".
أما السيناريو الثانى، هو أن مادورو يدرك أنه لا يستطيع بالفعل ايقاف الخصم لأنه سيتعرض لخطر إثارة ردود أفعال دولية بالغة الأهمية، بالإضافة إلى استجابات داخلية قوية تهدد أمن البلاد.
وفى هذه الحالة سيخسر مادورو، ويظهر ضعفه أمام العالم، وهذا هو أفضل سيناريو لجوايدو"، والسيناريو الأكثر احتمالا أيضا هو محاولة إيقاف جوايدو ، مع مخاوف من توليد الكثير من الاحتجاجات فى فنزويلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة