يؤكد ذلك ما رصدته أجهزة الأمن الفلبينية ارتفاع وتيرة قدوم عناصر من تنظيم داعش الخارجية إلى أراضى الفلبين خلال الأشهر القليلة الماضية .
وحذرت التقارير من احتمالية قيام داعش بإعلان " دولة خلافة " فى منطقة مدينة مراوى، بجزيرة مينداناو، جنوب الفلبين،التي تعد أخطر معاقل التنظيم على الأراضي الفلبينية .

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مسئول رفيع فى الاستخبارات الفلبينية تأكيده انضمام ما بين 40 الى 100 مقاتل من داعش إلى التنظيم فى جنوب الفلبين خلال الأشهر الاثني عشر الماضية ، وأن معظم القادمين جاءوا من البلدان المجاورة للفلبين مثل اندونيسيا وسنغافورة ، كما قدموا من بلدان شرق أوسطية . 
ويعزز مخاوف الأمن الفلبيني من احتمالية إقدام داعش على إعادة تموضعها فى جنوب الفلبين ، قيام الكثير من قادة أنصار التنظيم على الأراضي الفلبينية وبخاصة منطقة مينداناو باعلان بيعة الولاء لأمير داعش أبو بكر البغدادى فى العام 2014 عندما أعلن إقامة ما أطلق عليه " الدولة الاسلامية " فى بعض مناطق العراق وسوريا ، ومن أبرز من بايعوا أمير داعش من القيادات الفلبينية المتطرفة قياديون ومقاتلون من جماعة "ابو سياف" الارهابية أطلقوا على انفسهم اسم "انصار الخلافة " وآخرون من جماعة "ماوتى" الارهابية وهى إحدى الفصائل المسلحة لما يعرف فى الفلبين باسم حركة بانجسامورو الاسلامية للمقاتلين من اجل الحرية ، وتنظيمات اخرى متطرفة فى جنوب الفلبين . 

وتقول تقارير الرصد الأمني الفلبينية انه ما لبثت ان أدت تلك المنظمات الارهابية بيعة الولاء لداعش إلا وبدأت هجماتها فى مدينة مراوى عاصمة اقليم مينديناوا بجنوب الفلبين ، وقد نفذت تلك التنظيمات هجماتها بالتعاون مع المقاتلين المتشددين فى تلك المنطقة ، وفى مايو من العام 2017 تمكن المتشددون المسلحون من انصار داعش وحلفائهم من السيطرة على مدينة مراوى البالغ عدد سكانها 200 الف نسمة و اطلقوا عليها اسم " ولاية شرق اسيا " تحت علم داعش ، وشكل ثمانون من المقاتلين الاجانب الدواعش المدربين ومئات من مسلحى التنظيمات المتشددة فى جنوب الفلبين القوة القتالية الضاربة للتنظيم والى جانبهم عشرات من المتشددين من كافة ارجاء العالم . 

وفى الثالث و العشرين من مايو من العام 2017 سارعت قوات الأمن الفلبينية الى شن حرب تطهير فى منطقة مراوى ضد عناصر داعش واتسمت بأنها حرب مدن استمرت عملياتها لمدة خمسة اشهر وسقط فيها 1200 قتيل ، واعتبرت اطول حرب مدن يشهدها العالم منذ معركة ستالينجراد فى الحرب العالمية الثانية . 
يأتى ذلك فى وقت اشارت فيه تقارير استخبارية امريكية يعود تاريخها الى اواخر العام الماضى الى مساع من جانب داعش لاعادة تنظيم صفوفه وتموضعاته فى سوريا والعراق برغم فقدان التنظيم سيطرته على المساحات الشاسعة التى سيطر عليها قبل خمسة أعوام تحت وطأة ضربات التحالف الدولى المناهض لداعش الذى تقوده الولايات المتحدة . 

وتقدر الاستخبارات الأمريكية عدد مقاتلى داعش المتبقين فى سوريا والعراق بنحو 30 ألفا هم حاليا فى حالة كمون حيث لم يلقوا أسلحتهم بل ارتدوا الى تنظيماتهم المتشددة التى نشأوا فيها قبل داعش تحينا لفرصة اعادة اطلاق العمل المسلح فى منطقة الشرق الأوسط مجددا ، كما تتوقع تقديرات استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ان يتحول داعش الى قوة قتال احترافية عالية الأداء ومحدودة العدد بما يتماشى مع تراجع الإيرادات المالية للتنظيم وهى ايرادات لا تزال كافية لتمويل أنشطته فى المرحلة الراهنة والتى من بينها تدبير المنازل الآمنة لعناصر التنظيم وشراء الولاءات .
وفى أفريقيا ، انفض فى الحادى والعشرين من ديسمبر من العام الماضى تحالف حركة الشباب الصومالية مع داعش ، وارتدت حركة الشباب الى تحالفها القديم مع تنظيم القاعدة وهو ما أكده الشيخ على محمود راجى المتحدث باسم حركة الشباب بقيام الحركة بشن "حرب اجتثاث " للمقاتلين الموالين لداعش على الاراضى الصومالية ، واتهم راجى عناصر داعش فى الصومال بالعمل على شق الصف فى حركة الشباب وتنفيذ عمليات استهدافية لعدد من قياداتها العسكرية استلزمت ردا من جانب الحركة . 

ويقول المراقبون ان التحالف بين حركة الشباب وداعش يشهد تصدعا منذ اكتوبر 2015 عندما وجدت داعش موطىء قدم لها فى اقليم بونت لاند بشمال شرق الصومال وبدأت فى اجتذاب بعض منتسبى حركة الشباب الصومالية للعمل للانضمام الى صفوف داعش التى كانت آنذاك " تدفع بسخاء " وفى السادس عشر من ديسمبر من العام الماضي نفذت عناصر من داعش هجمات ضد معاقل وقيادات تنظيم الشباب الصومالى . 
وبرغم ضآلة عدد منتسبى داعش من المقاتلين المحترفين فى الصومال والذى لا يتعدى 200 مقاتل مقارنة بعدد منتسبى حركة الشباب الصومالية ، لا يزال الأمل يراود داعش فى تعزيز وجودها فى الصومال من خلال العمل المسلح واجتذاب الموالين من بين آلاف المزارعين الفقراء فى الريف الصومالى . 
وقد تشكل فى الثامن والعشرين من ديسمبر الماضى تحالف يضم خمس دول من منطقة الساحل الافريقى هى النيجر وتشاد ومالى وبوركينا فاسو وموريتانيا اتفقت على العمل المشترك للتصدي لتحركات وأنشطة دعم و تمويل تنظيمى القاعدة وداعش وجماعة بوكو حرام فى افريقيا وتوجيه ضربات أمنية وعسكرية لمعاقل القاعدة فى دولهم وتشكيل قوة مشتركة قوامها خمسة آلاف مقاتل لتحقيق هذا الهدف مع رفع مستوى التعاون المعلوماتي والاستخبارى بين الدول الخمس التى اعلنت فى العام 2014 تشكيل اطار تعاون إقليمي استراتيجي فيما بينها اطلقت عليه / جى فايف / .