تاريخ كبير من الفاشية التى مارستها جماعة الإخوان ضد قياداتها وأعضائها ، منذ عهد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، ليظهر أحد القيادات السابقة بجماعة الإخوان ويكشف كواليس الديكتاتورية التى كانت تمارسها الجماعة ضد قياداتها ومرحلة النفاق التى عاشتها الجماعة.
فى هذا السياق كشف محيى عيسى، أحد القيادات التاريخية للإخوان السابقة، كواليس استقالته من الجماعة الإرهابية لأول مرة، إن الإخوان استخدمت معنا قمعًا معنويًا وتنظيميًا، فقد استفردت قيادات الإخوان وكان وقتها مأمون الهضيبى برئاسة الهيئة البرلمانية للإخوان وكان احدنا لا يستطيع أن يقدم سؤالا أو استجوابا إلا بإذنه، والغريب أن قرار تأييد ترشح مبارك اتخذه مكتب الإرشاد دون التشاور معنا وفرضه علينا، وعندما اعترضت وخالفت القرار ورفضت ترشحه تم استجوابى من الحاج مصطفى مشهور وتهديدى بالفصل من الجماعة.
وأضاف عيسى، فى بيان نشره عبر صفحته الرسمية تحت عنوان "حكايتى مع الإخوان وقصة مجلس الشعب: "كنت لا أُفضل الحديث عن أُمور شخصية قد لا تهم من يشرفنى بالمتابعة لكننى رأيت أن من حقهم معرفة حقائق توضح حقيقة ما تلوكه ألسنة حداد لا تمل من تكرار أسطوانة مهترئة كلما تحدثت عن أمر يخص الإخوان أو حتى لا يقترب منهم، فالتحقت بالإخوان عام 1779 مع المهندس أبو العلا ماضى ولفيف من قيادات الجماعة الإسلامية بعد أعوام قضيتها على رأس الهرم فى الجماعة الإسلامية التى قمت بتأسيسها عام 1973 وكانت وما زالت فى القلب منى، وقت انضمامنا كانت جماعة ضعيفة مهترئة لا تملك أى جيل من الشباب".
وتابع قائلاً: "عام 1987 جائنى تكليف من الإخوان للترشح فى مجلس الشعب على قائمة حزب العمل، ولم يكن يدور بخاطرى فى هذا الوقت موضوع الترشح بل كنت اتوق للالتحاق بأحد الجامعات الالمانية لكن الامر كان تكليفا من الجماعة لعلمها بشعبية قيادات الجماعة الإسلامية فى هذا التوقيت، وكان مجلس الشعب فى دورته (1987- 1990 يضم عددًا من القيادات السياسية من جميع الأحزاب.
وأوضح قائلاً: "بلغت ذروة الخلاف مع الإخوان وقت عضويتى بمجلس الشعب ونقابة المهندسين، حيث اتضح أن الإخوان تستخدم معنا قمعا معنويا وتنظيميا يفوق ما تقوم به الحكومة مع معارضيها فقد استفرد مأمون الهضيبى برئاسة الهيئة البرلمانية للإخوان، وكان أحدنا لا يستطيع أن يقدم سؤالا أو استجوابا إلا بأذنه، والغريب أن قرار تأييد ترشح مبارك اتخذه مكتب الإرشاد دون التشاور معنا وفرضه علينا وعندما اعترضت وخالفت القرار ورفضت ترشحه تم استجوابى من الحاج مصطفى مشهور وتهديدى بالفصل من الجماعة، واستمر الخلاف وتفاقم وتم تهميشى إلى حد كبير من تولى أى منصب قيادى بالجماعة، وفضلت السفر إلى ألمانيا ثم البوسنة ثم عندما عدت إلى مصر عام 2000 فضلت العمل فى شرم الشيخ بعيدا عن مشاكل التنظيم.
وأستكمل : لم اتقاضى من الجماعة أى مكسب مادى بل عملت فى مجال عملى مهندسا وعندما ضاقت الأمور فى مصر، سافرت أنا وأهلى إلى السعودية بحثا عن الرزق دون أى فضل من الجماعة، وبعد 25 يناير نزلت فى شهر مارس 2011 وحضرت مؤتمرا جماهيريا وقابلت وقتها الدكتور بديع المرشد وبعض من مكتب الإرشاد، ونصحت بضرورة التركيز على العمل الاصلاحى والدعوى، فى عام 2012 ابلغت الاخوان برغبتى فى الترشح لمجلس الشعب عن دائرة المنيا، وتم إبلاغى بالرفض، وتم التلاعب بى من المرشد والدكتور الكتاتنى، وتم الاستقالة من الإخوان عام 2015 بعد أن استنفدت كل طرق الإصلاح من الداخل، وكنت أنا تقريبًا آخر من خرجوا من جيلنا وأكثرهم تحملا وصبرا لكن تبين أن هذا الجسد غير قابل للشفاء، وهذا البنيان غير قابل للإصلاح طالما بقيت هذه العقول بقى هذا الفكر القمعى يحكمه، مختتما كلامه: "التنظيمات المغلقة كانت قمعية لمن خالفهم ولا تُبالى فى اغتيالهم معنويا أو جسديا إن استطاعت".
من جانبه أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن تاريخ الجماعة مليء بالفاشية ضد كل من يجرؤ على نقدها وبخاصة إذا كانت تلك الأصوات الناقدة تخرج من داخل الإخوان؛ مشيرا إلى أن الجماعة تنظيم مغلق يقوم على مبادئ السمع و الطاعة، وبالتالى فمن المستبعد أن نجد صوتاً يخالف رأى التنظيم داخليا، وإلا كرَّس التنظيم كافة إمكانياته لمهاجمة تلك الأصوات التى تجرؤ على التفكير خارج الصندوق، او نقد الأوضاع القائمة بداخله.
وقال الباحث السياسى، إن تاريخ الجماعة يزخر بالكثير من الحالات التى تقمع كل صوت معارض داخلها، بداية من حملة التشهير التى طالت أحمد السكرى رفيق حسن البنا عام 1947 لا لشيء إلا لتجرؤ السكرى وقيامه بنقد حسن البنا الذى سارع بفصله ضارباً بالقواعد التنظيمية عرض الحائط، ثم يعقب ذلك حملة تشهير يعمل الإخوان على ترويجها حتى اليوم.
وتابع طه على، كاشفا فاشية الإخوان ضد من يعارضها من داخل الجماعة: كغيرها من التنظيمات السرية، ونتيجة للصراع الدائم مع البيئة المحيطة منذ نشأتها، فإن جماعة الإخوان تعانى من القلق الدائم تجاه كل من تراه قادر على كشف أسرارها، أو يهدد منظومة الأساطير التى قامت عليها مثل السرية، والسمع والطاعة، والبراجماتية فى التعامل مع البيئة المحيطة لها؛ لذا فى لذا فمن غير المستغرب ان يشن الإخوان هجمات شرسة ضد كل من يخالفها فى وبخاصة من خرج من رحمها.
واستطرد الباحث الإسلامى: فى أعقاب 30 يونيو تعرضت جماعة الإخوان لأزمة مصيرية هى الأشد فى تاريخها؛ فلم تعد فى مواجهة السلطة فقط كما كان فى مراحل سابقة، فقد دخل المجتمع أحد اطراف الصراع ضد الجماعة وبخاصة بعد حالة الانكشاف التى تعرضت لها بعد تجربة وصولها للسلطة ما بين 2012 و 2013، وتضرر المجتمع من ممارسات الإخوان سواء أثناء وجودهم فى السلطة، أو حتى حملة العنف التى قادتها الجماعة بعد 30 يونيو 2013 ضد الدولة المصرية، وإحدى نتائج هذه الأزمة، هى انعدام الرؤية والتوازن فى مواجهة كافة أشكال النقد سواء داخلية أو خارجية لدى الجماعة، لتتعاظم حدة وشراسة هجومها على من يخالفها الرأي.
فى المقابل أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن جماعة الإخوان مارست النفاق مع العديد من الأنظمة، حيث أيدتها ثم سعت بعدها لإسقاطها لافتة إلى أن الإخوان تحالفوا مع الحزب الوطنى ونظام مبارك فى مراحل كثيرة، وأيدوهم ثم حاولا إسقاط الدولة بعدها.
وأضافت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن جماعة الإخوان أساتذة فى تطبيق مبدأ التقية كما هو معروف، لافتة إلى أن بعض القيادات المنشقة عن الإخوان تحاول الآن تجميل صورة الجماعة، وكان أخرهم تصريحات محيى عيسى القيادى السابق بالجماعة التى تعتبر محاولة لكسب ود المصريين والعودة لطرح موضوع المصالحة مرة أخرى، من خلال ايهام الناس بأن الإخوان شيء وقياداتهم شيء آخر، لكن فى الحقيقة كلهم فكر واحد ومنهج واحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة