"القرد لسه بيتنطط ولا بطل تنطيط".. إفيه شهير قاله الفنان محمود عبد العزيز فى فيلم جرى الوحوش، للاطمئنان على صحة "قرد" بعد إجراء تجربة طبية عليه تم تطبيقها على بطل الفيلم، ليشير إلى الأبحاث الطبية التى تجرى على الحيوانات لاكتشاف أدوية وعقايير طبية يتم تطبيقها على الإنسان.
التقدم الهائل فى البحوث العلمية سمح باستخدام الحيوانات فى التجارب المعملية، بعد انتشار الأمراض المزمنة خلال القرون الأخيرة، وتجرى الأبحاث على الحيوانات داخل الجامعات والمدارس الطبية وشركات الأدوية والمزارع وذلك لوجود تشابه فى الأنظمة الحيوية بين الإنسان وكثير من الثدييات، وتأتى الحاجة الملحة لاستخدام الحيوانات فى التجارب للوصول إلى أدوية تعالج الأمراض المزمنة لدى الإنسان.
الفئران
وفى مطلع فبراير 2019، أصدرت جامعة القاهرة، مشروع الدليل المصرى للتعامل الأخلاقى مع حيوانات التجارب فى التعليم والبحث العلمى، فى نطاق القيم الأخلاقية والمعارف المتجددة، ويشمل الدليل جميع جوانب رعاية الحيوانات واستخدامها والتعامل معها للأغراض العلمية في أكثر من تخصص، بعدة محاور تتعلق بمسئوليات الباحثين والمعلمين، واقتناء الحيوانات في مرافق الإعاشة والإيواء، والحد من الألم والمعاناة، والقتل الرحيم، وسجلات التعريف والترقيم، وفحص الحيوانات النافقة والتخلص الآمن من الجثث.
وفيما يلى 10 أسئلة عن أسباب وفوائد حيوانات التجارب.
متى بدأ الاعتماد على الحيوانات فى التجارب المعملية؟
بدأ تاريخ التجارب على الحيوانات فى القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، وكان أول من أجرى تجارب على الحيوانات إيراسيستراتوس وأرسطو ويعد الأخير هو أول من درس العلوم الطبيعية، وكتب أرسطو عن الأجزاء المختلفة من الحيوانات ذوات الدم الحمراء مثل الأطراف وأسنان الكلاب والخيول والإنسان والفيلة والحيوانات مثل القرد والتمساح والحرباء والطيور والثعابين وعلم الأحياء البحرية، وفى عام 1780 نجح الطبيب الإيطالى لويجى جالفانى فى قياس ضغط الدم فى الحصان، وفى الفترة من 1880 إلى 1980 استخدم الطبيب الألمانى إميل فون بهرنج الخنازير فى إجراء عليها تجارب للوصول إلى دواء يعالج أمراض الجهاز التنفسى بسبب بكتيريا الخناق الوتدية.
ما الأسباب الرئيسية وراء إجراء التجارب على الحيوانات؟
يعتمد الباحثون على الحيوانات من أجل التوصل إلى علاج الأمراض المزمنة لدى الإنسان فى ظل صعوبة إجراء التجارب على البشر، خاصة للتوصل إلى أدوية للأمراض المزمنة، فالتجارب على الحيوانات تعد أمرًا ضروريا فى رحلة البحث عن الأدوية والعلاجات الطبية، كما أن هناك تشابها جينيا كبيرا بين الحيوان والإنسان، مما يساعد فى اكتشاف العديد من الأدوية، وأن التجارب على الحيوانات تفيد الحيوانات نفسها فكثير من الحيوانات تصاب بنفس الأمراض التى يصاب بها الإنسان.
ما أشهر الحيوانات المستخدمة فى التجارب؟
يستخدم الباحثون ملايين الحيوانات سنويًا فى إجراء التجارب المعملية فى مختلف دول العالم، ولعل أشهر الحيوانات المستخدمة فى التجارب هى الفئران والقردة والكلاب والضفادع، وتعتبر الفئران أكثر الحيوانات شهرة لإجراء التجارب عليها.
لماذا تعتبر الفئران أشهر حيوانات التجارب وأوسعها انتشارا؟
يرجع ذلك إلى 4 أسباب رئيسية أولها: العمر القصير، حيث تتراوح أعمارها بين عامين أو ثلاثة، كما أنه من السهل السيطرة عليها ولا يؤدى وجودها داخل المعامل إلى أى مشكلات، وثالثا: أن الفئران لا تتأثر باختلاف البيئة التى تتواجد بداخلها على عكس كثير من الكائنات الحية التى يتأثر سلوكها بتأخر البيئة التى تعيش بداخلها، أما السبب الرابع فيتعلق بأن كثير من المراكز العلمية الكبرى تتجه لتخفيض نفقاتها خلال إجراء التجارب وتعد الفئران أقل التجارب الحيوانية تلكفة مادية.
ما أهم النتائج التى خرجت بها الأبحاث العلمية عن تجارب الحيوانات؟
ساعدت الأبحاث المعملية على الحيوانات فى الخروج بعدد كبير من الأدوية لعلاج الأمراض المختلفة، منها اكتشاف الأنسولين الذى ساعد فى إنقاذ حياة ملايين البشر من مرض السكر بفضل التجارب على الكلاب التى تضمنت استئصال البنكرياس من جسد الكلاب، بالإضافة إلى أن التجارب على الحيوانات ساعدت فى اكتشاف لقاح شلل الأطفال ومن ثم تخفيض الإصابات السنوية بهذا المرض إلى حد كبير، إلى جانب كثير من أدوية الضغط والقلب والأورام السرطانية التى تم استخلاصها بعد عدد من التجارب أجريت على الحيوانات المختلفة.
ما عدد الحيوانات التى يتم إجراء التجارب عليها سنويا؟
تشير الدراسات إلى أن الأبحاث المعملية تستخدم أكثر من 50 مليون حيوان لإجراء التجارب عليها سنويا، سواء من الحيوانات الفقارية أو اللا فقارية ومعظم الحيوانات يتم قتلها بعد إجراء التجارب عليها وتخضع الحيوانات التى تستخدم فى التجارب لعناية كاملة من أطباء ومتخصصين فى تربيتها حتى يتم الحفاظ على صحة الحيوانات فى أفضل ظروف ممكنة، من أجل الوصول إلى أفضل النتائج والابتعاد عن الأخطاء أو المؤثرات البيئية.
هل ينتج عن تجارب الحيوانات نتائج دقيقة لخدمة البشر؟
ليس شرطا فى نجاح التجارب على الحيوانات أن تنجح أيضا عند تجربتها على البشر، إذ تشير الأبحاث إلى أن أكثر من 90 % من العقاقير التى نجحت فى مواجهة المرض عند إجراء تجارب على الحيوانات لم تنجح عند تجربتها على الإنسان، وهناك أدوية نجحت عند تجربتها على الحيوانات مثل أدوية النوبات القلبية ونقص المناعة المكتسبة إلا أن نفس العقاقير فشلت فى علاج البشر.
هل هناك مشكلات بحثية تتعلق بنقل حيوانات التجارب والعناية بها؟
تتعرض حيوانات التجارب لعدة مشكلات من أبرزها النقل وتغيير ظروف البيئة المحيطة بها مما يكون له أثر فى تعرضها للأضرار البدنية مثل كسور الأرجل وإصابتها بالعمى وتشنجات العضلات، وهناك أمراض بكتيرية تصيب الحيوانات نتيجة نقلها البحرى أو الجوى أو البرى مما يؤثر على دقة النتائج المعملية التى تقوم بها المراكز الطبية نتيجة تعرض حيوانات التجارب لضغوط فسيولوجية.
ما هى سلبيات استخدام الحيوانات فى التجارب المعملية؟
تتحرك جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوانات فى مختلف دول العالم لوقف إجراء التجارب المعملية على الحيوانات، وذلك لأن بعض التجارب تحتاج إلى معاملة صعبة مع الحيوانات منها ما يتعلق بمنع الطعام والشراب عنها، ومنها ما يتعلق بحقنها بعقارات سامة قد تسبب نفوقها، كما أن كثير من الحيوانات تتعرض للقتل والهلاك بعد إجراء التجارب عليها.
ما حكم استخدام حيوانات التجارب فى الإسلام؟
أجاز الإسلام استخدام الحيوانات فى التجارب طالما كان ذلك فيه نفع للبشر ولكن بشرط عدم تعرضها للتعذيب، عملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من لا يرحم لا يرحم" كما أنه لا يجوز شرعا إجراء التجارب على الحيوانات إلا عند عدم وجود وسيلة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة