دشن فرع الشرقية للتأمين الصحى لجنة طبية لهرمونات الأطفال، للقضاء على رحلة عذاب ومعاناة المواطنين المضطرين للتوجه إلى مقر اللجنة فى القاهرة لإجراء الفحوصات الطبية، ويتكدسون فى طوابير لا تنتهى للحصول على العلاج.
وأكد الدكتور جمال سلامة، مدير فرع الشرقية للتأمين الصحى، أنه تم تشكيل 5 لجان طبية منهم لجنة "نقص الهرمونات"، والتى كان يضطر المريض الخاضع لتلك اللجان السفر لمحافظات أخرى للحصول على الخدمة، كما تجرى حاليا مبادرة التقزم والأنيميا فى مدارس المحافظة، والتى من خلالها سيتم إجراء فحوصات طبية للطلاب والاطمئنان على سلامتهم، وحال رصد حالات سيتم عرضها على اللجنة الطبية لصرف العلاجات مجانا.
والتقى "اليوم السابع"، عددًا من حالات الأطفال المهددة بالتعرض للتقزم ومعاناة أسرهم، خاصة أن بعضهم لا يستطيعون الحصول على العلاج بسبب تحديد نسب نقص الهرمون إلى أقل من 10%.
وقالت داليا حازم، والدة الطفل عمر حمادة السيد من أبو حماد، إنها منذ ولادته من 4 سنوات تردد على مقر اللجنة العامة بالقاهرة، ولم يصرف أى العلاج له بالرغم أن طوله 90 سم ووزنه 13 كيلو، متابعة أنها دخلت فى دوامة علاج نقص النمو قبل بدء اللجان الطبية فى الكشف على الأطفال، حيث يعانى طفلها من نقص هرمونات الذكورة والنمو فى آن واحد.
وأكدت سناء السيد، والدة الطفل إياد أحمد حمدى، أنها اكتشفت أن نجلها نحيل وقصير عن أقرانه الذين فى نفس السن تقريبا، مضيفة: وجهنى المتخصصون لعمل تحاليل الهرمونات، وبالفعل كان هناك نقص فى النمو، فتوجهت للجنة التابعة للتأمين الصحى، وعندما دبرت 14 حقنة للنمو تم إعطاؤها لطفلها واستجاب للعلاج بسرعة وزاد طوله بحوالى 6 سم وأصبح 104.5 سم.
وقال الدكتور محمد قمر، أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة الزقازيق، إنه انتشرت فى الآونة الأخيرة حالات التقزم بين الأطفال، وهى أقل من الطول الطبيعى بكثير، والذى ربما يكون ناتجا عن خلال فى الغدة الدرقية أو عيوب خلقية.
وأكد "قمر"، أن الطفل الطبيعى ينمو نصف سنتيمتر فى الشهر بمعدل 6 سنتيمتر فى السنة، والتشخيص يبدأ عند ملاحظة الأم أن الطفل لا ينمو أو طوله أقل من أقرانه، فلابد من إجراء تحليل قياس نسب الهرمونات النمو وإجراء الإشاعات اللازمة والتى بدورها تحدد نسب النقص فى الجسم ويتم تحديد الجرعات، مشيرا إلى أن العلاج يبدأ من أى سن حتى سن البلوغ، إلا أن اكتشاف الحالات فى سن مبكرة هو الأفضل، لأن الاستجابة تكون أسرع، لافتا إلى أنه من الأخطاء التى يقع فيها بعض أسر الأطباء عند مصادفة مثل هذه الحالات هو اعتقادهم أن الطفل سينمو مع الوقت، لذلك بدأت الجامعة فى تنظيم حملات توعية ولقاءات علمية للتوعية بمخاطر نقص النمو.
وحول مخاطر الإهمال فى العلاج، أكد أستاذ الغدد الصماء، أن ذلك سيؤدى لانتشار حالات قصر القامة والتقزم، وهى تؤثر على الشخص من جانبين نفسى وصحى، الأول يتمثل فى معاناة الشخص من أنه أقل من أقرانه ويبدأ من الانعزال وعدم الانخراط فى المجتمع، أما الثانى فهو يبدو الشخص المتقزم هزيلا جسمانيا.




