"مش كلهم يستحقوا العطف".. انتشار صفحات يديرها محتالون لجمع تبرعات باسم المرضى.. المتهمون يستغلون الضحايا بمنشورات مؤثرة.. قانونى: يواجهون عقوبة الحبس 3 سنوات.. وخبير أمنى: قنوات شرعية لمساعدة الحالات الإنسانية

الجمعة، 29 مارس 2019 11:18 ص
"مش كلهم يستحقوا العطف".. انتشار صفحات يديرها محتالون لجمع تبرعات باسم المرضى.. المتهمون يستغلون الضحايا بمنشورات مؤثرة.. قانونى: يواجهون عقوبة الحبس 3 سنوات.. وخبير أمنى: قنوات شرعية لمساعدة الحالات الإنسانية النصب على مواقع الـ"تواصل الاجتماعى"
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعد التسول والاحتيال والنصب يقتصر على أولئك الذين يجلسون فى الميادين العامة بالقاهرة والجيزة ومختلف المحافظات، يستعطفون المارة من المواطنين؛ بعكاز يستندون عليه بديلًا عن أقدامهم التى يدعون أنها مبتورة، أو بطفل صغير يحملونه فوق أكتافهم ليجذبوا انتباه المارة وأموالهم.

تحول النصب بالاستعطاف والتسول من الشوارع والميادين، ليواكب التطور التكنولوجي وينتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى، لتظهر صفحات تجمع تبرعات لحالات طبية وإنسانية، وتعمل على طلب الاستعطاف من خلال الكلمات المؤثرة التى تربح وتحقق معدلات مشاهدة ومشاركة عالية فى ذلك "الواقع الافتراضى"، ويتمكن القائمين عليها من جمع آلاف الجنيهات، من المواطنين الضحايا.

النصب على الفيس بوك
النصب على الفيس بوك

رضوى جلال باعت كلام للمواطنين ونصبت عليهم فى ملايين الجنيهات

رضوى جلال واحدة من أوائل الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعى للنصب على المواطنين، فبعدما تمكنت من جذب الاستعطاف والإنتباه بعد وفاة زوجها الداعية أحمد الجبلى، بمنشورات حزينة وكلمات مؤثرة، بدأت تنسج خيوطها للإيقاع بضحاياها، وأغرت عدد من متابعيها بالاستثمار معها فى شركة "مليكة" للأزياء، وحصلت على أموال ضخمة من المواطنين، ووعدتهم بهامش ربح خيالى يصل إلى 17.5 % كل 3 أشهر، بعدها اختفت وبدأ الدائنين يطاردوها فى أروقة المحاكم والنيابات، حتى صدرت ضدها عدة أحكام قضائية بالإدانة.

بعض المحتالين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، استخدموا أسماء وهمية لإنشاء حساب على تلك المواقع، واستخدموا ذلك الحساب كستار خلفى لممارسة نشاطهم فى النصب على المواطنين، بعرض حالات لأطفال يعانون من أمراض خطيرة، تحتاج لتدخل جراحى، وجمعوا تبرعات باسم تلك الحالات.

رضوى جلال
رضوى جلال

"آسر" طفل استغلوا مرضه فى النصب وجمع التبرعات

بعض الحالات التى تم عرضها على مواقع التواصل الاجتماعى لطفل يدعى "آسر" قيل أنه مريض ويحتاج لإجراء منظار على الكلى، وانه لا يملك المال الكافى لإجراء تلك العملية، وبدأت مروجة ذلك "البوست" بنشره على نطاق واسع وجمعت أموال طائلة من وراها تلك العملية، وتبين فيما بعد أن الحساب الخاص بها حساب وهمى، وأن الطفل أجرى العملية بالفعل قبل عام من انتشار تلك "المنشورات".

لم تقتصر عمليات التسول على المواطنين عبر مواقع "التواصل الاجتماعى"، على منشورات الحالات المرضية، واستغل بعض المتسولين، صفحات معروفة بارتفاع معدل الفاعلية بها، لترويج منشورات تطلب أموال من أجل "تجهيز" عريس، أو شراء مستلزمات عروس يتيمة على وشك الزفاف، أو جمع تبرعات لمغترب يبحث عن عمل وضل طريقه إلى قريته.

الاستغلال عبر مواقع التواصل الاجتماعى
الاستغلال عبر مواقع التواصل الاجتماعى

قانونى:النصب هو إظهار واقعة غير حقيقية على أنها حقيقية

"النصب تصوير صورة غير حقيقة على أنها حقيقية"، يقول ممدوح عبد الجواد المحامى والخبير القانونى، إن عمليات النصب والاحتيال والتسول التى تتم عبر صفحات مواقع "التواصل الاجتماعى" يتم التعامل معها كجنحة نصب ويعاقب عليها وفقًا لقانون العقوبات، وتتراوح عقوبتها ما بين شهر وحتى 3 سنوات أو غرامة مالية.

وتابع "عبد الجواد"، أن النصب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، يتم إثباته عن طريق تحرير محضر بمباحث شرطة الانترنت،  التى تقوم بتتبع الحسابات الوهمية التى يتم استخدامها فى عمليات النصب، وإجراء التحريات اللازمة عنها، وإحالتها للنيابة العامة للتحقيق وإحالة القضية بعد الانتهاء منها للمحكمة.

خبير أمنى: مباحث الانترنت أسقطت عددا كبيرا من تلك العصابات

يقول اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى، أن أجهزة الأمن لم تختزن جهدًا فى مكافحة جرائم النصب، وأن مباحث شرطة الانترنت كان لها دورًا كبيرًا فى الإيقاع بعدد من المحتالين والنصابين على صفحات مواقع "التواصل الاجتماعي"، ولكن بسبب ارتفاع معدلات النصب فنحن فى حاجة إلى وقت للتصدى لها جميعًا.

وطالب "عبد الرحيم" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" بضرورة وجود تشريعات جديدة لمكافحة الجرائم الحديثة والتى ظهرت مع التطور التكنولوجى، ومن بينها النصر على "الفيس بوك"، بإيهام المواطنين بأشياء غير حقيقية على أنها حقيقية، ولابد من أن يتوازى مع ذلك حملة إعلامية ضخمة لتوعية المواطنين بتلك الطرق من عمليات النصب.

وأضاف "سيد"، أن استغلال حاجات المرضى والاحتيال على المواطنين، هو أمر فى غاية السوء، وهناك طرق شرعية يمكن للمواطنين اللجوء إليها فى حالة ما رغبوا فى التبرع للحالات الإنسانية وتخضع لإشراف الدولة ووزارة التضامن الاجتماعى، حتى يتأكدوا أن أموالهم تذهب فى طريقها الصحيح.

اللواء عبد الرحيم سيد
اللواء عبد الرحيم سيد

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة