رواية "كيرم" لـ رحاب أبو زيد.. الحياة لعبة لا تحتمل التأجيل!

الجمعة، 29 مارس 2019 11:00 ص
رواية "كيرم" لـ رحاب أبو زيد.. الحياة لعبة لا تحتمل التأجيل! غلاف الرواية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثًا عن دار ملهمون للنشر رواية تحت عنوان "كيرم" للكاتبة السعودية رحاب ابو زيد.

داخل الرواية نجد عوالم تشيع بالفوضى والتشظى، وشخصيات تجمع الأضداد والمتناقضات، ولغات ولهجات سيدتها العظمى فصحى رصينة، تطاردها مفردات إنجليزية، فالكاتبة تثير الشغف بطرحها ونثرها لعشرات الأسئلة، دون أن تقيدنا بإجابة أو إجابات محددة لعوالمها التي برعت في بنائها، ودون أن تفرض علينا نظرتها للحياة والعلاقات الإنسانية الحافلة بالنجاحات والاخفاقات والخيبات كثياب أعيتها الثقوب أو فراشة بديعة أثقلتها الأعباء والمعاناة وألوان الغدر والخيانة والاحتراق.

غلاف الرواية
غلاف الرواية

 

البطل الحقيقى فى الرواية هو الزمن فى التصاقه بشخصية بطل الأحداث "يزن"، الهارب من الزمن، اللامنتمى ولا حتى لذاته بطريقة أو بأخرى، بين عوالم "يزن" عبقري الكمبيوتر وتطبيقاته، صاحب العلاقات النسائية المتعددة بين سهى وكواكب وبدرية وزين، الذى يعانى من ضغوط أعباء الحياة الروتينية، وفى الوقت نفسه يرفض بكل السبل الخروج عن هذا النمط، فهو يرفض المواعيد الطارئة بل وينسى المواعيد المجدولة ويتجنبها بكل السبل، حتى الموعد الذى بات يرتب له ويذكر نفسه به، لندوة تدشين كتاب صديقه الطبيب النفسى "خارق"، ينساه ويذهب إلى حفل التدشين في اليوم نفسه والساعة ذاتها ولكن بعد أسبوع من التئام ندوة التدشين.

ويتحكم الصديقان "صموئيل" الأمريكى و"عيشان" اليمنى مع "خارق" في تحريك دفة الأحدث، التى يمر بها "يزن"، كما تتحكم محبوبة يزن، "زين" فى ترمومتر مزاجه وتناقضات وتحولات شخصيته صعودًا وهبوطًا، انتصارًا وانكسارا على امتداد أحداث الرواية.

تسيطر الكاتبة فى أكثر من موضع على عوالم الفوضى التي تسود حياة شخصيات روايتها وأحداثها، كالفوضى التى تحدثها الضربة الأولى فى لعبة "كيرم"، إذ أننا أمام مفاهيم متعددة للحب والكره والخير والخيانة، ومفاهيم أخرى ضمنية لعذابات عانتها المرأة العربية بتسليعها وتحويلها لجسد تلتهمه الذئاب بغواية منها أو تفريط من مجتمعات ذكورية طوال الوقت.

رحاب أبو زيد
رحاب أبو زيد

 

تلاعبت الكاتبة بشخوص وقدمت خلاصات وأحكام كاشفة، نجحت بها في تعرية عوالم واقعية وأخرى موازية وافتراضية فى المجتمعات العربية، وطرحت نماذج لبعض شباب هذه المجتمعات، كما كشفت علامات خيبات الزمن وويلاته على المرأة بالذات، التى بدت طيلة الرواية وكأنها تكفر عن ذنوب لم تقترفها، وتدفع فاتورة أزمنة ولت وإرث مجتمعي لا يد لها فيه، ذلك الإرث الذي شاطر الزمن قسوته حين يترك بصماته الحادة على الروح قبل الوجوه والملامح، في شخصيات عدة أبرزها الطبيبة البايرة التي تعاني سواد الوجه التي تضطر للزواج من مرزوق، فرد أمن جاهل يشتري شهادة ليرتقي في السلم الاجتماعي أمام الناس خاصة وزوجته تعمل طبيبة في المستشفى نفسه الذي يحرس أحد أبوابه!

تتعاطف أبو زيد مع بطل روايتها "يزن" الذى يفر من نفسه ومن الزمن تلاحقه أعراض نسيان تشبه الزهايمر، فيحدث نفسه فى أحد مواضع الرواية، بلغة المونولوج الداخلى ليعلن موقفًا سياسيًا ربما تتبناه الكاتبة ذاتها بقوله:" كنا بخير قبل الربيع العربى حتى لو كان الخير شكليًا، صحيح أن مصائبنا مكبوتة متوارثة، لكننا كنا بخير وجهل منظم قبل الإعلام الجديد وسقوط الأقنعة والمبادئ، مع سقوط الأصنام، وصحيح أنى مبرمج عاشق للكمبيوتر ولجديد التقنية، لكني أقر أن السوشيال ميديا من ويلات القرن"!؟

رحاب أبو زيد دارسة للأدب الإنجليزى، حيث أصدرت خمسة كتب تنوعت بين الكتابة الروائية والقصصية وكتابة المقالات، هى رواية “الرقص على أسنة الرماح” 2010، وكتاب "بجناح واحد" 2014، وفي 2016 كتاب مقالات تحت عنوان "بتونّس بيك"، ومجموعة قصصية "حليب وزنجبيل".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة