الجنة تحت أقدام الأمهات، وأقل ما يمكن هو تكريمن بعد كفاحهن، متناسيات أنفسهن من أجل تربية أبنائهن والوصول بهم إلى بر الأمان.
وفى هذا السياق نظمت مديرية الشئون الاجتماعية بدمياط احتفالا كبيرا لتكريم الأمهات المثاليات لهذا العام بحضور الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، وذلك بقاعة الاحتفالات الكبرى بديوان عام المحافظة، بحضور لفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية.
والتقى "اليوم السابع" الأمهات المثاليات بعد تكريمهن خلال الاحتفالية، للاستماع إلى قصص كفاحهن.
الأم الأولى، سومة زكى رشوان، 55 سنة مدرسة ابتدائى، نشأت فى أسرة بسيطة ومتزوجة من أمين مخزن بميناء دمياط، وأنجبوا 3 بنات، الأولى نيفين مصابة بخلع مفصلى فى الفخذ بالحوض وأجرى لها حوالى 17 عملية جراحية، وولدت الابنة الثالثة سارة مصابة بضمور فى خلايا المخ وشلل رباعى، واعتمدت الأم فى تربية وتدبير شئون علاج ابنتيها المعاقتين على راتبها من الوظيفة هى وزوجها.
وحرصا من الأسرة على استكمال تعليم ابنتهم نيفين، فقد كانت الأم تحملها لأداء الامتحانات وتذاكر لها دروسها وتحضر لها كرسى متحرك للذهاب إلى الكلية إلى أن حصلت الابنة على بكالويوس تجارة، وبالنسبة للابنة الوسطى سهام فقد حصلت على بكالوريوس فنون تطبيقية بامتياز وكانت من الـ10 الأوائل على دفعتها، وبالنسبة للابنة الصغرى التى كانت تعانى من شلل وضمور فى المخ توفيت الأسبوع الماضى فى اليوم التالى لإعلان فوزها بلقب الأم المثالية بدمياط عم عمر 19 عاما.
والأم الثانية، زينب حسين البرمبالى ربة منزل، من مدينة الروضة نشأت فى أسرة فقيرة، ولم تستطع استكمال تعليمها، وتزوجت وأنجبت 3 أطفال فى خلال الأربع سنوات الأولى من زواجها، مما أدى إلى زيادة الضغوط، ولكن الأم حولت الحرمان إلى عطاء بلا حدود، واعتمدت الأم فى تربية أبنائها وتعليمهم وتدبير شئون أسرتها على دخل الزوج الزهيد من عمله، وساندت الزوج وقامت بصناعة الألبان فى المنزل وبيعها للمعارف، وشارك الزوج أيضا فى تعلم مهنة تصليح الملابس واشترى ماكينة خياطة للعمل عليها، وذلك لسد احتياجات الأبناء وتعليمهم، حتى تخرج الأول والثانى من كلية الطب وحصلت الثالثة على بكالوريوس تربية.
أما الأم الثالثة وفاء إبراهيم البربيرى 60 سنة، من قرية أم الرضا مركز كفر البطيخ، ونشأت فى أسرة فقيرة فلم تستطع استكمال تعليمها فى أسرة بسيطة لأب يعمل صيادا وأم ربة منزل، تزوجت من حمزة هلال حاصل على ثانوية عامة بحجرة ضمن منزل عائلة الزوج، يعمل أمين مستودع بشركة المطاحن برأس البر، والتحقت الأم بالمستودع الذى يعمل به الزوج كعاملة وكانت الأم تربى طيور لبيعها وتغذية أبنائها، وكانت تدخر ما تقدر عليه واضعة نصب عينها بناء منزل لزواج أبنائها.
واستطاعت الأم وفاء، شراء قطعة أرض بمسقط رأس الزوج بأم الرضا وشرعت فى بنائه، وكان الأبناء لا يزالون فى مراحل تعليمهم، ولكن القدر لم يمهل الأسرة فأصيب الأب بجلطة نتج عنها شلل نصفى أقعده عن العمل وكانت نعم الزوجة التى أخذت على عاتقها مسئولية أبنائها وزوجها المريض فأخذته من مستشفى إلى أخرى بحثا عن الشفاء وساءت حالة الزوج إلى أن توفاه الله بعد صراع مع المرض، واستطاعت بفضل الله أن تعبر بأبنائها إلى بر الأمان وتحقق حلمها والتحق الأبناء بالكليات للحصول على مؤهلات عليا.
وعن الأم الرابعة، مواجد السيد عثمان 52 سنة من قرية كفر المرابعين مركز كفر سعد، تعمل مدرسة بالتربية والتعليم، تزوجت موظفا بالإرشاد الزراعى يدعى أمين عبد الغفار عبد الحميد زايد فى شقة بمنزل أسرة الزوج، حيث أقامت مع والدة زوجها فى نفس الشقة، وكان الزوج يعانى من أمراض الكبد، وأنجبت 3 أبناء هند ومحمد وأحمد، وكان طموح الأب ورغبته فى زيادة دخل الأسرة وتأمين مستقبلها فحصل على قرض من البنك بضمان قطعة أرض كان يمتلكها وأنشأ مزرعة دواجن، ولكن المشروع لم ينجح وأثر هذا على حالته النفسية وأدى ذلك لتدهور صحته، ووصلت حالته إلى تليف كامل بالكبد وتوفاه الله وكان للجدة والدة الأب دور مهم فى حياة الأسرة، فقد كانت تقدم المساعدات المادية والعينية لسداد قيمة القرض ومصاريف الأبناء وخلال تلك الفترة درست الأم حتى حصلت على شهادة إتمام التأهيل التربوى فى المجال التجارى.
وشجعت الأم مواجد، الأبناء على الجد والاجتهاد والمثابرة فكانت لهم نموذجا يحتذى به، وكان الأبناء على قدر المسؤولية فذاكروا واجتهدوا دون دروس خصوصية، حتى حصلوا جميعا على البكالوريوس فى الهندسة وحصلت الأبنة الأولى هند على بكالوريوس التخطيط العمرانى والإقليمى، وحصل الابن الثانى محمد على بكالوريوس فى الهندسة.
الأم الخامسة سناء زكريا السيد محمد 54 سنة، من قرية جمصة مركز كفر سعد تزوجت الأم من زوج معروف بحبه للخير ومساعدة المحتاج، وأنجبا 3 أبناء، واستمر الزواج 13 سنة، وكان الزوج يعمل موظفا بالوحدة المحلية بمرتب بسيط وكان يطرق كل أبواب الرزق ليحصل على دخل لأسرته، لكى يوفر لها مستوى معيشة كريم فعمل فنى كهرباء وتاجر بسمك الزريعة بجانب وظيفته بالوحدة المحلية.
وجاء الابتلاء للأسرة حيث مرض الأب بمرض الكبد وتوفى بعد معاناة لمدة عام وترك للأسرة معاشا قدره 48 جنيها وثلاثة أبناء كان أكبرهم 12 سنة والأوسط 11 والأصغر 10 سنوات، وواجهت الأم هذه المحنة القاسية، وصبرت على الابتلاء، ووضعت نصب عينيها مستقبل أبنائها، فغرست فيهم تحمل المسئولية والعطاء والكفاح من أجل إكمال دراستهم حتى حصل الجميع على مؤهلات عليا.
وخلال الاحتفالية، هنأت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، خلال كلمتها الأمهات المثاليات الفائزات، مضيفة أن تكريمهن أقل شىء نقدمه بعد أن استمعنا لقصص كفاحهن، وقالت إن هناك اهتماما بالغا من الرئيس السيسى بتكريم الأمهات المثاليات وأمهات الشهداء وذوى الاحتياجات الخاصة والأم البديلة.
وكرمت محافظ دمياط الأمهات، وتقديم شهادات تقدير ومبلغ مالى مقدم من مديرية التضامن الاجتماعى بدمياط، مؤكدة أن هذا التكريم شىء معنوى ولا يساوى ما قدمته الأمهات من معاناة وكفاح، حتى وصلن بأسرهن إلى بر الأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة