أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق، أن النجاحات الاقتصادية والتنموية التى استطاعت مصر إنجازها خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما كان لها أن تتحقق إلا من خلال رؤية استراتيجية واضحة وإرادة صلبة على عبور التحديات، وجهود مضنية لتثبيت دعائم وأركان الدولة واستعادة الأمن والاستقرار ودحر الإرهاب.
جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها محلب، اليوم، بجامعة بيروت العربية، بحضور عدد كبير من أساتذة وطلاب الجامعة، والدكتور عمار حورى مستشار رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى وممثلا عنه، وأدار خلالها المناقشات الدكتور عمرو جلال العدوى رئيس الجامعة.
وشدد محلب على أن أكثر من 30 مليون مواطن مصرى، خرجوا فى ثورة 30 يونيو 2013 معلنين رفضهم القاطع المحاولات التى كانت تجرى لتغيير الهوية المصرية، ومتحدين على ضرورة مجابهة الإرهاب والتصدى له، والتأكيد على مدنية الدولة المصرية.
وأشار إلى أن مصر استطاعت التغلب على مخطط خبيث لإسقاطها بوصفها "عمود الخيمة" فى المنطقة العربية، حيث واجهت منذ عام 2014 ولمدة 3 سنوات 1662 عملا إرهابيا، وأنه فى المقابل فقد نفذت أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية 2069 عملية مكافحة للإرهاب، مؤكدا أن إنقاذ مصر مثل إنقاذا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها مما كان يحاك ويدبر لها.
ولفت إلى أن الجهود المضنية التى بذلتها الدولة المصرية، وخصوصا القوات المسلحة والشرطة، وما قدمته المؤسستان والمواطنون المدنيون من تضحيات ودماء غالية، كان له الأثر الأكبر فى القضاء على الإرهاب.
وأكد أن مصر ، أصبحت واحدة من أكثر دول العالم أمنا واستقرار، وتخطت دولا كبيرة فى هذا الأمر، وهو الأمر الذى أكدته مؤسسات دولية متخصصة فى مجال الأمن ودراسات عالمية، مستشهدا على صحة ذلك بعودة السياحة وارتفاع معدلاتها بصورة كبيرة.
واستعرض رئيس الحكومة الأسبق النجاحات التى استطاعت الدولة المصرية تحقيقها خلال فترة زمنية قصيرة فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وذلك بالقضاء على الإرهاب وإنهاء الانفلات الأمنى فى الشارع المصري، وتنامى الاحتياطى النقدي، والتوسع فى المشروعات التنموية الكبرى وخلق فرص العمل والانخفاض الكبير فى مستويات التضخم وحل أزمات الكهرباء وكل ما يتعلق بتقديم الخدمات الأساسية.
وقال: "أحد أهم وأبرز الأدلة على صحة التوجه الاقتصادى القائم فى مصر، التراجع المستمر لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، وقيام المؤسسات الدولية المتخصصة مؤخرا برفع التصنيف الائتمانى لمصر إلى (بى بلس) مع نظرة مستقبلية مستقرة".. مشيرا إلى أن الاقتصاد المصرى بما حققه من نجاحات وقفزات كبيرة فى مختلف القطاعات، استطاع أن يكسب ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولى والمؤسسات المتخصصة وثقة المستثمرين العالميين.
وأضاف: "فى تقديرى وعلى ضوء خبرتى أستطيع أن أقول إن أهم أهداف السياسة، أن يتم إعطاء الشعب حياة أفضل، وخلق مُناخ آمن ومستقر وتوفير العدالة الاجتماعية، والارتقاء بما يتقاضاه المصريون من دخول".
وأشار إلى أن الدولة حرصت على تحقيق العدالة الاجتماعية بما تعنيه من التساوى التام أمام القانون، والحماية الاجتماعية بتوفير مظلة أمان متميزة للطبقات الأكثر احتياجا عبر من مجموعة من البرامج والمبادرات التى استهدفت القضاء على الفقر والمناطق العشوائية وبناء مدن وتجمعات سكنية جديدة بديلة عنها، وتقديم الدعم على مستويات عدة للفئات المستحقة.
وشدد على أن تلك الجهود أنهت أزمات الخبز والطاقة، فضلا عن توفير رعاية صحية متميزة من خلال مبادرة تستهدف الكشف عن فيروس الالتهاب الكبدى (سي) وتقديم العلاج للمصابين به بتكلفة زهيدة لا تتجاوز 700 جنيه فى الوقت الذى يتكلف العلاج من هذا المرض 60 ألف دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ووصف رئيس الوزراء الأسبق النجاح فى القضاء على العشوائيات، وبناء مليون وحدة سكنية على مدى 5 سنوات، بأنه إنجاز كبير لم يسبق أن تحقق فى أى مكان فى العالم، مشيرا إلى أن المشروعات الاستراتيجية وفى مقدمتها قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها، ومشروعات الطرق التى تم من خلالها تنفيذ 7 ألاف كيلو متر فى 4 أعوام فقط، تعد من أكبر المشروعات التنموية التى نفذت على مستوى العالم وتمثل "شرايين التنمية" لكافة ربوع مصر.
وأكد أن مشروعات الأنفاق العملاقة التى أوشكت على الانتهاء، ستربط سيناء بالعمق المصري، لافتا إلى أن كافة تلك المشروعات تتم بأيد وخبرات مصرية.. مشددا على أن المنطقة العربية بإمكانها استلهام التجربة المصرية فى تحقيق النجاح "خاصة وأن لدينا القدرات والإرادة والموارد التى تعيننا على النهوض".
وأشار إلى أن مصر استطاعت الآن تجاوز مرحلة تحقيق الاكتفاء من الاحتياج للطاقة والكهرباء، وأصبح لديها الفائض للتصدير، لافتا إلى أن إنهاء أزمة الكهرباء فى مصر وإنشاء محطات التوليد العملاقة، تم فى وقت قياسى وبأسعار تقل كثيرا عما كان يتصور أن يتم دفعها.
وقال: "فى ملف الكهرباء تحديدا.. هذا المكسب الكبير فى الأسعار يعود إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد تولى بنفسه المفاوضات مع شركة سيمنس الألمانية، واستطاع بما لديه من قدرات إقناعية وتفاوض بارع، تحقيق هذا الأمر بأسعار لم نكن لنتخيلها".
ولفت إلى أن مصر أنشأت أيضا أكبر محطة فى العالم لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميجاوات، فضلا عن الاستغلال الجيد لاكتشافات الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الدولة تولى اهتماما كبيرا لمجال البحث العلمى والتكنولوجيا ووضعت لها مخصصات مالية كبيرة فى الموازنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة