في بلد المليار نسمة، من الصعب أن تحقق أحلامك، ومن الصعب أيضا أن تكون مشهورا وسط هذا العدد من الأشخاص في جميع المجالات، ولكن "المصري معروف بجبروته" هذا المقولة ليست من فراغ ولكن إن دلت على شيء فإنها تدل على قوة هذا الشعب العظيم وقدرته على العمل والتألق في العمل.
هنا في بكين، فتاة مصرية حلمت أن تستطيع قراءة جملة باللغة الصينية يوما، ولكن أصبحت الأولى على مستوى جامعات مصر في مسابقة جسر اللغة الصينية العالمية، ثم قررت الذهاب إلى أرض التنين من أجل استكمال الدراسات العليا في اللغة الصينية، فتعمقت أكثر في اللغة والثقافة الصينية حتى أصبحت الصين تجرى في عروقها بجانب عروبتها وحبها الشديد لمصر والوطن العربى.
تمكنت من اللغة الصينية في وقت قصير، ثم بدأت عملها في القناة "الصينية العربية" كمذيعة، وبعد جهد كبير نجحت في إطلاق برامجها الخاصة كبرنامج "حوارات صينية عربية" وبرنامج " رؤية مع هدى علاء"، الذي نال إعجاب الكثير من المشاهدين الصينيين والعرب.
وشاركت في أحداث وفعاليات دولية ومحلية بالصين وقدمت حولها تقارير للمشاهدين العرب، وخلال مؤتمر وزير الخارجية الصيني وضمن فعاليات دورتي الصين لهذا العام حصلت على فرصة سؤال لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، وكان سؤالها حول الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وقبل إجابته عبر وانغ يي عن سعادته في المرة الأولى التي يتلقي فيها سؤالا صحفيا في مثل هذا المؤتمر الهام من صحفية عربية.
هدى علاء
وبدأت هدى قصتها مع اللغة الصينية عندما فتحت جامعة قناة السويس في مصر مجال دراسة اللغة الصينية، وتفوقت ورشحت للدراسة في الصين، وخلال حديثها لـ"اليوم السابع" قالت "تعملت الصبر والإصرار من والدتى وأختي الكبيرة، اللتان ضحتا من أجلى كثيرا"، مؤكدة أن الطريق لم يكن سهلا ولكن بالإصرار والعزيمة ووضع أهداف واضحة أمامك يمكنك تحقيق ما قد يبدو مستحيلا، قائلة:" كنت أتمنى لو أن أستطيع كتابة وقراءة جملة بالرموز الصينية التي شدتني منذ أن رأيتها للمرة الأولي، والعام الماضي تلقيت دعوة خاصة واستطعت أن أقف على مسرح نهائيات المسابقة العالمية جسر اللغة الصينية، المسابقة الأكبر في مجال اللغة الصينية على مستوى العالم، كي أوجه الأسئلة حول اللغة والثقافة والمجتمع الصيني للحصول على المركز الأول على مستوى القارة الأمريكية، كان شعورا رائعا!"
المذيعة المصرية فى احد اللقاءات
وخلال حديثها مع "اليوم السابع"، أشارت إلى إنها وصلت إلى الصين للمرة الأولى عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما، قائلة:" الصين بها ثقافات مختلفة وفرص للنجاح ليست متاحة في الكثير من دول العالم، مشيرة إلى أنها وقعت في حب الطعام والثقافة الصينية، حيث تعلمت طبخ بعض الأطباق الصينية لأنها أحيانا تشتاق إلى الطعام الصينى وهي خارجها.
ونجحت من خلال لغتها المتميزة بالوصول إلى عدد مشاهدات في الانترنت غير مسبوق، حيث حققت عددا من الحلقات المذاعة على الانترنت أكثر من ٥ ملايين مشاهدة، ونجحت في أن تصبح أشهر المذيعين العرب في الصين.
المذيعة هدى علاء
ومن طموح وأهداف هدى علاء، أن تكون نافذة الثقافة بين العرب والصين من خلال برنامجها التليفزيونى والتقارير الصحفية التي تقدمها حول الفعاليات التي تشارك بها، مؤكدة أن العلاقات الإنسانية والثقافية هي أكثر ما يثري العلاقات بين الدول وهي الجسر الذى يربط الشعوب ببعضها البعض، ولذلك فهي تجرى عدة لقاءات حوارية مع الصينيين وترجمتها إلى العربية، وحوارات مع مسئولين عرب وترجمتها للصينيين.
وأضافت أننا نعيش في الصين تبادلا حقيقيا بين جميع ثقافات العالم، معبرة عن الشكر والامتنان للصين ولغتها على ما أضافتا إلى حياتها قائلة:" أتمنى حقا أن ألعب دورا في تعميق العلاقات العربية الصينية."
