سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 28 مارس 1932.. استجواب فى «النواب» يزعم: طه حسين فاسق وفاجر ويطعن فى الدين وقام بتعميد ولديه وتسميتهما «مارجريت وكلود»

الخميس، 28 مارس 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 28 مارس 1932.. استجواب فى «النواب» يزعم: طه حسين فاسق وفاجر ويطعن فى الدين وقام بتعميد ولديه وتسميتهما «مارجريت وكلود» طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان مجلس النواب على موعده اليوم «28 مارس - مثل هذا اليوم - 1932»، لعرض ومناقشة استجواب النائب الدكتور عبد الحميد سعيد، وتقدم به يوم 7 مارس إلى وزير المعارف حلمى عيسى باشا، حول الأمور المنسوبة إلى الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب بالجامعة المصرية «القاهرة» راجع - ذات يوم.. 7 مارس 2019”.
 
بدأت الجلسة فى الساعة الخامسة برئاسة الدكتور محمد توفيق رفعت باشا بحضور الوزراء، ثم حضر إسماعيل صدقى باشا رئيس الحكومة، وبدأ عبد الحميد سعيد فى طرح استجوابه حتى الساعة السابعة والنصف مساء، ثم رفعت الجلسة للاستراحة، وعادت فى الساعة الثامنة والربع لتستمر حتى الثامنة والخمسين دقيقة، وفقا لمضبطة الجلسة، فإننا أمام واقعة مهمة فى تاريخنا الحديث تتعلق بقضية «التكفير»، حيث حشد النائب كل أسلحته لإثبات زعمه بأن طه حسين عدوا للدين الإسلامى.. قال: «آراء هذا الرجل الشاذة وتعاليمه اللادينية أصبحت معلومة لكل إنسان وواضحة فى أحاديثه، وفى محاضراته، وكتبه.. نشأ هذا الرجل فى الجامعة الأزهرية، واشتهر بين إخوانه بتلك النزعة اللادينية والآراء الشاذة، واعترضته فى حياته أمور غرست فى نفسه عاطفة الحقد والحنق على الأزهر، ثم على الإسلام، فشب عدوا للدين وتعاليمه.. يشوه كل ما هو منسوب إليه، ومن تتبع حياته العلمية وجد أنه يذهب فى كل مسألة تتعلق بالإسلام مذهب أعداء الدين وخصومه الألداء».
 
وزعم «سعيد»: هناك نقطة ضعف فى حياة الدكتور طه حسين بسط تفاصيلها صديقه الحميم الأستاذ المازنى فى كتابه «قبض الريح»، وهى ترجع إلى ما أحدثه كف بصره من التأثير فى مزاجه وفى تفكيره وإحساسه، وفى نظره إلى الحياة والناس فهو لا يرى فى الحب إلا التمتع المادى، لأن مكفوف البصر إذا لم يتقد بالفضيلة جرى على لسانه ما جرى على لسان بشار بن برد من فحش القول والتغنى بالحب الحيوانى، وإن كان من أهل الفضيلة والاحتشام كان كأبى العلاء المعرى زاهدا عفيفا، ولكنه سيئ الرأى فى المرأة يعتقد أنها متاع فقط».. وأضاف: «إننا لا نشكو من هذا الرجل حرية الرأى، ولا ما تؤدى إليه من بحوث علمية وأدبية بريئة، ولكننا نشكو منه غلاً ران على قلبه نحو الإسلام والمسلمين، نشكو منه أن يتخذ من الجامعة حصنا يقذف من خلف أسواره غازاته السامة الخانقة فتصيب من الأخلاق والآداب مقتلا، ثم ينفث سمومه فى نفوس الطلبة وهم غير مسلحين بالدين، لم يبق خطر هذا الرجل محصورا بين جدران الجامعة، ولكن تعداها إلى المدارس والمعاهد الأخرى، بل تجاوزها إلى البلاد العربية المجاورة التى يحق لها أن تحاسبنا على ما نتج من ذلك من ضرر”.
 
واصل «سعيد» قد كان هذا الرجل يكلف بعض طلبته أن ينقدوا بعض آيات من القرآن الكريم يعينها لهم، ويطلب منهم إثبات هذا النقد فى كراسات يتلونها عليه، فكانوا يثبتون أن هذه الآية ليست من البلاغة بمكان، وأن تلك الآية على جانب من الركاكة، وأن الآية الأخرى مفككة لا تؤدى المعنى المقصود منها».
 
وفى تشهير فاضح زعم النائب: الدكتور طه من فرط حبه للإسلام وتعشقه له سمى ابنه «كلود» وابنته «مارجريت»، وأن الجرائد ذكرت أن له طفلة توفيت فدفنها فى مقابر الفرنسيين، وأنه عمَّد ولديه، ومع ذلك يصرح ويتغنى أنصاره بأنه مسلم ويحافظ على الإسلام أكثر ممن يتشدقون بالمحافظة عليه.المعروف أن لطه حسين ولدا اسمه «مؤنس»، وبنتا اسمها «أمينة»، تزوجت من الدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973.
 
انتقل سعيد إلى قضية كتاب «الشعر الجاهلى»، والأزمة التى أثارها وأفاض فى الحديث عن أنه يطعن فى الدين، ثم تحدث عما وصفه بالفسق والفجور فى كتاب «حديث الأربعاء»، ولما تكلم وزير المعارف وقف على نفس أرضية النائب، وذكر أنه اتخذ إجراءات ضد طه حسين، وأهمها نقله كعميد لكلية الآداب إلى وزارة المعارف، وقال: «موضوع الكتب التى أنشأها سيطرح على مجلس الوزراء للنظر فيما يجب اتخاذه»، صفق النواب لكن عبد الحميد سعيد طالب: «إبعاد هذا الرجل من وزارة المعارف العمومية وليلحق بعد ذلك بأية وظيفة أخرى»، بعد الاستجواب بيومين وتحديدا يوم 30 مارس 1932 قررت الحكومة فصل طه حسين من وظيفته الحكومية.. يذكر محمود عوض فى كتابه «أفكار ضد الرصاص»: فى هذا اليوم خرج طه حسين مطرودا من العمل بالحكومة، ذاهبا إلى منزله، وفى المنزل كان الجميع فى انتظاره، زوجته، وأولاده، ولكن ضيفا آخر وصل منذ دقائق، ضيف ثقيل الظل هو خطاب من بنك مصر، يضم إخطارا قصيرا بأنه أصبح مدينا للبنك بثمانية جنيهات، يجب عليه دفعها فورا، وبحث طه حسين فى جيبه فلم يجد قرشا واحدا.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة