التعدى الجنسى خاصة على الأطفال، يتسبب فى ألم نفسى يستمر معهم طوال العمر، وهو ما حدث لـ"منصور.ى.ع" من قرية غرب الإسكندرية، حيث تعدى عليه جاره الأكبر منه سنًا فى أرض زراعية جنسيا، بينما كان عمره 7 سنوات، وظلت الحادثة فى ذهنه حتى عايره جاره، فقرر "منصور" الانتقام منه، فاستدرجه إلى مسكنه وانهال عليه بالضرب بالسكين، وهشم رأسه بحجر صلب، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وينشر "اليوم السابع" تفاصيل الواقعة وحيثيات الحكم فيها، وتعود أحداث القضية رقم 12200 لسنة 2018 جنح العامرية ثان، عندما تلقت مديرية أمن الإسكندرية إخطارًا من مأمور قسم العامرية يوم 28 سبتمبر 2018، يفيد بالعثور على جثة شخص يدعى "خميس .ك.ع" مقيم بنجع صرصار مدخل خالد بن الوليد مصاب بعدة طعنات وكسور .
وأسفرت التحريات عن أن المتهم استدرج المجنى عليه لمسكنه وتعدى عليه بسلاح أبيض وحجر حتى أودى بحياته، وتم ضبط المتهم واعترف بارتكابه الجريمة لقيام المجنى عليه بالتعدى عليه جنسيا فى الصغر واستمراره فى معايرته بصفة مستمرة، وأنهما تقابلا فى حفل زفاف يوم الواقعة بمحل إقامتهم، وبعد انتهاء الحفل اصطحب المتهم المجنى عليه لتناول الشاى وبوصولهما أسرع المتهم بالتحصل على سلاح أبيض ومباغتة المجنى عليه بعدة طعنات قاصدا قتله، وأثناء مقاومة المجنى عليه أحضر المتهم حجرا صلبا من أمام منزله وانهال على رأس المجنى عليه بالضرب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
تقرير الطب الشرعى
ويأتى تقرير الطب الشرعى الذى أثبت الجناية على المتهم، وأثبت التقرير أن الجثة بها جرح مخيط بغرز جراحية بطول حوالى 14 سم تقع بأعلى خلفية الرأس، وجرح مخيط بغرز جراحية بطول 14 سم تقع بأعلى منتصف مقدمة الجبهة، وجرح مخيط بغرز جراحية بطوال 2 سم يقع بأعلى يسار مقدم فروة الرأس، وجرح مخيط بغرز جراحية بطوال 3 سم يقع بالحاجب الأيمن، وجرح مخيط بغرز جراحية حوالى 2 سم بمنتصف الصدر أعلى عظام القفص الصدرى، و3 جروح بطول 3 سم تقع على الخط الإبطى الأيمن أسفل مستوى الإبط بحوالى 15 سم على غرار ما يتخلف على تركيب الأنبوبة الصدرية وآخر مطابق بالأبط الأيسر.
وأكد تقرير الطب الشرعى أن الإصابة المشاهدة تحدث نتيجة مصادمة بجسم صلب وهى جائزة الحدوث من قبل صخرة والإصابات الأخرى طعنية تحدث نتيجة المصادمة بجسم حاد ذات شفرة قاطعة أيا كان نوعها وجائزة حدوثها من قبل سكين، وتأتى الوفاة بسبب نزيف الأنسجة بالمخ وكسور شرخية بعظام الرأس والإصابات الطعنية بالصدر ونتج عنها نزيف بالرئة وقطع بالرئة اليسرى ونتج عنه نزيف غزير انتهت بالوفاة.
اعترافات المتهم
وفى اعترافات المتهم بالنيابة العامة أقر بالواقعة وأرجع السبب إلى أنه عندما كان عمره 7 سنوات استدعاه المجنى عليه وأشقاؤه للغيط، لمشاركتهم فى جمع محصول الكوسة مقابل منحه كمية من الكوسة بعد انتهائهم، ولكنه فوجئ بعد انتهائه من جمع المحصول بقيام "خ.ك.ع" باستدراجه فى الغيط وكتم أنفاسه واغتصابه عنوة ورغم مقاومته لم يتمكن من منعه.
وقال المتهم: "حاولت منعه والاستغاثة بأحد المارة، ولكن لم أتمكن من ذلك رغم رؤيتى لأحد المزارعين فى غيط طماطم مجاور للأرض الزراعية التى كان يتواجد فيها، ولكنه كتم أنفاسى ومنعنى من الكلام، وبعد أن انتهى طلب منى ألا أتحدث مقابل أن يمنحنى جنيهًا فور وصولنا لأول الطريق".
وأضاف المتهم، أنه حاول استدراجه مرة أخرى مقابل جنيه، ولكن رفض ولم يتحدث مع أحد فى الواقعة واستمر سنوات طويلة لم يتحدث عنها ولكنها أثرت على نفسيته، ولكنه حاول أكثر من مرة التلميح بالواقعة بغرض كسر عينه، مما أثار استيائه وقرر التخلص منه وذلك فى بداية شهر مارس 2018 ولكنه فشل بعد أن راوده الشيطان أكثر من مرة للتخلص منه.
واستطرد المتهم أنه فى يوم الواقعة كان مدعو إلى فرح، وكان يوجد به المجنى عليه، وقال له: "تعال نتمشى على الترعة شوية"، ولكنه رفض وقال له إنه يريد سجائر، وطلب منه أن يأتى معه للمنزل لشرب السجائر والشاى والسهر سوياً.
وأضاف المتهم، أنه بعد أن دخلا المنزل أحضر سكينا حادا وانهال على صدره بالطعن فنظر المجنى عليه للمتهم أثناء مقاومته له وقال "أنا مش هغلب فيك"، مما أثار خوف المتهم فقرر أن ينهى حياته بأى طريقة فخرج أمام منزله وأحضر حجرا صلبا وانهال على رأسه بالضرب حتى تهشمت رأسه وأخذ ينزف وفر المتهم هاربًا.
وقال المتهم: "جريت على البيت وأبويا شاف هدومى فيها دم وقالى منك لله هتخرب بيتنا والحكومة هتيجى تاخدك"، وانهال عليه بالضرب ولكنه سرد له لماذا فعل ذلك وأن المجنى عليه أخطأ فى حقه، فقرر الانتقام مما جعل والده يتعاطف معه وصمت قليلاً ولم يسرد لأحد الواقعة حتى جاء ضباط المباحث إلى المنزل وتم القبض عليه.
المحكمة تستخدم الرأفة فى الحكم
وقررت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار مجدى محمد نواره، وعضوية المستشارين رفعت عامر وعمر سويدان وأمانة سر محمد البغدادى وصلاح خليل، بالسجن المشدد 10 سنوات للمتهم "منصور.ى.ع" مزارع لقتله آخر مع سبق الإصرار والترصد .
وقالت الهيئة فى حكمها، إنها التمست الرأفة للمتهم وتم تخفيف الحكم من إعدام إلى 10 سنوات، نظرا لما عاناه المتهم ودوافع ارتكابه للجريمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة