مسارح مصر تقرأ رسالة المخرج الكوبى "كارلوس سيلدران" فى يوم المسرح العالمى

الأربعاء، 27 مارس 2019 04:00 م
مسارح مصر تقرأ رسالة المخرج الكوبى "كارلوس سيلدران" فى يوم المسرح العالمى كارلوس سيلدران
كتب باسم فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح، إن جميع المسارح ملتزمة اليوم الأربعاء بقراءة كلمة المخرج والدراماتورج "كارلوس سيلدران"، من دولة كوبا، أستاذ المسرح بجامعة هافانا بكوبا، وذلك تزامنا مع اليوم العالمى للمسرح.

وأضاف مختار أنه حتى الآن لم تصدر تعليمات بفتح مسارح الدولة مجانا، كعادة سنوية احتفالا باليوم العالمى للمسرح، وأوضح المخرج عادل حسان مدير عام المسرح بهيئة قصور الثقافة، أن جميع مسارح الثقافة الجماهيرية تعمل غدا بكامل طاقتها احتفالا باليوم العالمى للمسرح، مضيفا أن العروض المسرحية التابعة لوزارة الثقافة تفتح أبوابها مجانا للجمهور .

وتعليقا على بيان الإحصاء الذى  أقرته "منظمة اليونسكو "بمناسبة افتتاح مسرح الأمم عام 1962 وجاء فيه أن عدد المشاهدين للمسارح بلغ 792 ألف مشاهد عام 2017 مقابل 692 ألف مشاهد عام 2016  بزيادة  بلغت نسبتها 14.5٪، وبلغت جملة الإيرادات 35 مليون جنيه، قال حسان أن يتوقع أن تكون الزيادة فى عدد الجماهير أكثر من ذلك بعد الإجراءات التى اتخذتها الدكتورة إيناس عبد الدايم للنهوض بالحركة المسرحية.

ولفت حسان إلى أن الإقبال الجماهيرى على عروض الهيئة فى جميع المحافظات خرافى، وأحيانا تعاد العروض مرة أخرى لاستيعاب أعداد الجماهير.

وأكد حسان أن المسرح له نصيب الأسد من كل الاهتمامات، ونحن حريصون على تقديم العروض بين شهرى فبراير ومارس بدلا من مايو ويونيو، كما كان يحدث مسبقا لجذب الجماهير فى أوقات بعيدة عن الامتحانات.

وجاء فى رسالة كارلوس سيلدران  فى يوم المسرح العالمى هذا العام:  "قبل معرفتى بالمسرح والتعرف عليه، كان أساتذة المسرح الذين هم أساتذتى موجودين هنا، كانوا قد بنوا إقامتهم ومناهجهم الشعرية على بقايا حياتهم الشخصية، الكثير منهم الآن غير معروفين أو لا يستحضرون كثيرا فى الذاكرة، حيث كانوا يعملون فى صمت وفى قاعات التدريبات المتواضعة داخل مسارح مزدحمة بعد سنوات من العمل والإنجازات الرائعة، راحت أسماؤهم تتوارى تدريجيا ثم اختفوا، عندما فهمت أن قدرى هو اتباع خطواتهم فهمت أيضا أننى ورثت من تقليدهم الفريد والمدهش العيش الآن وفى الحاضر دون أى أمل سوى إلى الوصول لتلك اللحظة الشفافة وغير القابلة للاستنساخ، لحظة اللقاء مع الآخر فى ظل المسرح، لا يحمينا إلا صدق إيماءة وكلمة تعبر عن الكثير...

وتابع: موطن مسرحى هو لحظات اللقاء مع الجمهور القادم إلى قاعاتنا ليلة بعد ليلة من الأحياء المختلفة بمدينتى لكى يرافقنا ويتقاسم معنا بعض الساعات، بعض الدقائق.. من هذه اللحظات المنفردة تتكون حياتي، عندما أكف من أن أكون أنا، من أن أتألم لأجلى وأُولد من جديد وأنا مدرك ومستوعب لمفهوم المهنة المسرحية: أعيش الحقيقة المطلقة للحظة سريعة الزوال، عندما يصبح ما نقوله ونفعله تحت نور الأضواء الكاشفة حقيقيا ويعكس أعمق الحنايا من أنفسنا وأكثرها شخصية، وموطن مسرحى ومسرح الممثلين معى هو وطن منسوج من لحظات نتعرى فيها من كل أقنعتنا، من البالغة، نتعرى ربما مما يمكن أن نكون نحن ونمسك بأيدى بعضنا البعض فى الظالم، التقليد المسرحى أفقي...

 لا يمكن لأحد أن يجزم بأن هناك مركزا عالميا للمسرح فى أى مدينة، كانت أو فى أى صرح متميز كان، المسرح كما عرفته ينتشر حسب جغرافيا غير مرئية ويختلط مع حياة الذين يمارسونه، الفن المسرحى إيماءة توحد بين الناس، كل أساتذة المسرح يحملون معهم إلى قبورهم لحظاتهم التى يتجسد فيها الوضوح والجمال والتى لا يمكن أن تعاد مرة أخرى، كل واحد منهم يضمحل بالطريقة نفسها بدون أى رد الاعتبار لحماية عطائهم وتخليدهم، وأساتذة المسرح يعرفون كل هذا يقينا، لا يمكن لأى شكل من أشكال الاعتراف بالجميل أن يكون صالحا خارج هذا اليقين الذى هو أساس عملنا، خلق لحظات حقيقة، إبهام، قوة، حرية وسط هشاشة محفوفة بالمخاطر، لا شيء يبقى إذا استثنينا المعلومات والتسجيلات من صور وفيديوهات التى تحمل بين ثناياها فكرة باهتة عن منجزاتهم، فكل هذه التسجيلات ينقصها الردود والتفاعلات الصامتة لجمهور فهم أن تلك اللحظة لا يمكن أن تترجم ولا أن يلتقى بها خارج ذاته، وإيجاد هذه الحقيقة التى يتقاسمها مع الآخرهى تجربة حياة بل أكثر شفافية من الحياة نفسها لبعض الثوانى...

وأضاف: عندما فهمت أن المسرح فى حد ذاته موطن ومساحة شاسعة تغطى العالم، نشأ فى أعماق نفسى قرار وهذا القرار فى ذاته تحرر لا تبتعد من المكان الذى أنت فيه، لا جدوى من الركض والتنقل، حيث ما كنت يكون الجمهور، يكون الرفقاء الذين تحتاجهم بجانبك هناك خارج منزلك توجد الحقيقة اليومية المبهمة والغير قابلة للاختراق، اشتغل وفق هذا الجمود الواضح لتحقق أكبر رحلة على الاطلاق، تبدأ من جديد، من زمن المغارات، كن أنت المسافر غير القابل للتغيير والذى لا يتوقف عن تسريع كثافة وصلابة حقيقة عالمك، حيث تتجه رحلتك نحو اللحظة، الوقت والتقاء أشباهك، رحلتك تتجه نحوهم نحو قلوبهم، نحو ذاتيتهم، سافر فى داخلهم، فى مشاعرهم، فى ذكرياتهم التى توقظها وتجمعها، رحلتك مذهلة، لا أحد يمكن أن يعطيها حق قدرها أو يسكتها، ولا أحد يمكنه أن يقيس حجمها الصحيح، إنها رحلة فى مخيلة شعبك، بذرة مغروسة فى أبعد أرض موجودة بالوعى المدني، الأخلاقى والإنسانى للمتفرجين عليك،وهكذا أبقى غير قابل للتغيير، دائما فى بيتى مع أهلى فى هدوء واضح أعمل ليل نهار، لأن لدى سر الانتشار والتوغل.

ويحتفل المسرحيون فى 27 مارس من كل عام باليوم العالمى للمسرح، وكان أول مرة عام 1962، بهدف ترويج هذا الفن عبر العالم، ونشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني، إضافة إلى تمكين المجتمعات لهذا الفن فى نطاق أوسع، حتى يدرك صناع القرار بقيمة هذه النماذج الفنية ودعمها والتمتع بها فى حد ذاته.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة