أحمد إبراهيم الشريف

فيلم green book.. رحلة البحث عن الذات

الثلاثاء، 26 مارس 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما سمعت عن فيلم " green book" إخراج بيتر فاريلى، فى نهاية عام 2018، لفت انتباهى تشابه العنوان مع "الكتاب الأخضر" للرئيس الليبى معمر القذافى الذى رحل فى 20  أكتوبر 2011، وظننت أن السينما العالمية قد جرأت على تقديم فيلم عن قصة الرئيس الراحل، لكن تبين لى من "بوستر الفيلم" أن الأمر مختلف تماما.
تدور قصة الفيلم حول تونى ليب (فيجو مورتينسون)، حارس إيطالى أمريكى يتم استئجاره عام 1962 ليعمل سائقًا لصالح الدكتور دون شيرلى (ماهرشالا على) واحد من أرقى العازفين فى العالم، حيث يذهبان فى جولة فى  جنوب أمريكا،  ولأن دون شيرلى من أصل أفريقى أمريكى، وهناك يكتشفان أنفسهما من جديد، لقد كان كل منهما مخطئا عندما ظن أنه يملك صورة كاملة "لنفسه" ويدعى أن لديه رؤية صالحة للتعامل مع الحياة.
أما الكتاب الأخضر للقذافى فقد ألفه عام 1975 وفيه يعرض أفكاره حول أنظمة الحكم وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية، حيث يعتبر هذا الكتاب أساس النظام الجماهيرى الذى ابتدعه معمر القذافى، ويتكون الكتاب الأخضر من ثلاثة فصول: الفصل الأول: الركن السياسى ويتناول فيه مشاكل السياسة والسلطة فى المجتمع،الفصل الثانى: الركن الاقتصادى فيه حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل، الفصل الثالث: الركن الاجتماعى وفيه طروحات عن الأسرة والأم والطفل والمرأة والثقافة والفنون.
لكن بعد مشاهدة الفيلم وجدت ثمة علاقة مع كتاب القذافى، فالأحداث جعلتنى أستدعى فى ذهنى جدوى البحث عن الذات من خلال الالتزام بالنظريات الساكنة فى الكتب، مع أن الحياة تعتمد على أساسيات أخرى، على رأسها أن قواعد الكتب مجرد مؤشرات فقط وليس لها علاقة بالحياة الفعلية، هى مجرد تجارب خاصة، يمكن الاستفادة منها، لكنها لا تؤدى النتائج نفسها فى حال تطبيقها، فعندما تجد نفسك على الطريق تحتاج إلى التحصن بقواعد جديدة يمليها عليك الخوف والرضا والسعادة والحزن والمواجهة والجبن وغيرها من المشاعر والسلوك المختلف.
المهم ما أن تنتهى من مشاهدة فيلم green book حتى تتأكد أنه يستحق الأوسكار عن جدارة، لسبب أساسي، هو أنه يتحدث عن الإنسان بتناقضاته ورغباته فى الحياة، ويشير إلى وجوب خروجنا من دائرتنا والنظر من خارج دائرة تمركزنا، وحينه يمكن الحكم الحقيقي، ومعرفة ما ينقصنا بالضبط، فالفيلم بمثابة انتصار للسينما، بمفهومها الحقيقى الباحث عن النفس الإنسانية، ليؤكد أن لا أحد يملك الحقيقة وحده، نعم الحياة لا تسير  بالعنف لكنها أيضا تحتاج إلى بعض الشجاعة.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة