عشرات الدراجات تنتشر في شوارع مدينة ميلانو الإيطالية، لا تكاد تمر فى شارع إلا وتجد قرابة 20 إلى 30 دراجة متوقفين بنظام جيد على الرصيف، لا يتسبب فى إعاقة حركة المارة، الغريب أنه لا يوجد حارس أو موظف لتنظيم تأجير هذه الدراجات أو حتى تأمينها من السرقة.
خلال جولة ليلية وأخرى نهارا ، "دوت مصر" تقصى عن أمر انتشار الدراجات بشكل كثيف في شوارع ميلانو، فوجدنا أنه بيزنس كبير وبه منافسة شرسة بين الشركات وبه عروض ضخمة وتكنولوجيا متطورة جدا، فى تنظيم تأجير الدراجات وكيفية تأمين استعادتها.
تأجير الدراجة فى ميلانو أسهل من إيقاف تاكسى بالقاهرة، حيث تدشن الشركات تطبيقات على الإنترنت لمعرفة أقرب مكان فى الشارع يمكن أن تقوم بتأجير دراجة منه، للذهاب إلى العمل أو الخروج فى نزهة رياضية.
كيفية تأجير دراجة يتم بصورة سهلة وسريعة لا يستغرق دقيقة واحدة، حيث يوجد ماكينة إليكترونية بجوار الدراجات، تقوم بإدخال رقم كارتك الذكى لها لتتمكن من خلاله من دفع رسوم تأجير الدراجة، وكذلك تحدد المدة الزمنية التي ترغب فيها.
الدراجات مزودة بوسائل تأمين عدة حيث أنها مزودة ب"GPS" وهو نظام تحديد المواقع، وكذلك عند دفع رسوم التأجير عبر الكروت الذكية، تترك بياناتك الشخصية الموجودة في الكارت، إضافة إلى أنك تحصل على كود تقوم بإدخاله لهذه الماكينة عندما تعود بالدراجة.
أغرب ما في الأمر أن تأجير الدراجات فى ميلانو أصبح بيزنس ضخم وبه منافسة شرسة بين الشركات، حتى أنك تجد الإعلانات عن الخصومات التى تقدمها كل شركة لتقوم بجذب مزيد من العملاء، وكذلك شركات تقوم بتطوير الدراجات بصورة مستمرة وتزويدها بأحدث وسائل الراحة للركاب.
أسعار التأجير تختلف من شركة إلى أخرى، فبعض الشركات تقدم عرضا منها أن أول نصف ساعة بدون مقابل وبعدها يتم احتساب كل ساعة بيورو واحد، لكن المتعارف عليه بين أغلب الشركات هو احتساب أول نصف ساعة ب30 سنتا وبعد ذلك احتساب كل نصف ساعة ب50 سنت.
ومن ضمن عروض الشركات والتى تأتى فى إطار المنافسة، إعلان إحدى شركات التأجير عن عرض تأجير دراجة يوم كامل بخمسة يورو فقط بدلا من 12 يورو، بهدف الحصول على حصة من هذا البيزنس، وتنتشر هذه الدراجات بشكل كبير بالقرب من محطات المترو والقطارات.
بيزنس الدراجات تطور بشكل لافت فى ميلانو حتى أخذ منحنى مختلفا تماماً، حيث يقوم بعض المهاجرين والشباب الإيطالي بتأجير دراجة طوال اليوم والعمل فى توصيل طلبات الطعام والمنتجات الخفيفة إلى المنازل، ليتحصلوا على مكاسب وعمل شبه يومى فى ظل زيادة كبيرة في طلبات التوصيل للمنازل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة