موريتانيا.. قصر رئاسي فى شباك المؤامرة القطرية ـ التركية.. رعاة الإرهاب يدعمون مرشح حزب الإخوان لانتزاع السلطة.. صحف ترصد 12 مليون دولار تمويلات.. ومراقبون: الرئيس قطع طريق التصيد برفض "الولاية الثالثة"

الخميس، 21 مارس 2019 12:00 م
موريتانيا.. قصر رئاسي فى شباك المؤامرة القطرية ـ التركية.. رعاة الإرهاب يدعمون مرشح حزب الإخوان لانتزاع السلطة.. صحف ترصد 12 مليون دولار تمويلات.. ومراقبون: الرئيس قطع طريق التصيد برفض "الولاية الثالثة" الغزوانى ورئيس موريتانيا
كتبت ـ هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

انتخابات موريتانيا
انتخابات موريتانيا

 

"الإخوان تسببوا فى جميع المآسى التى وقعت فى البلدان العربية، وينفذون أهداف اسرائيل المتمثلة فى تدمير الدول العربية  وعزلها وإضعافها، من خلال ما سمى بثورات الربيع العربى، بمساعدة دول قطر وتركيا التى يظهر دعمها المالى المستمر والعلنى " .. هكذا صرح  الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، ليؤكد أن الإخوان فى دولته يخلطون  الأوراق للوصول إلى مآربهم فى التمكين ورئاسة الدولة، مستغلين الأموال التى يتلقونها من قطر وتركيا، وإنشاء مؤسسات تعليمية تبث أفكار الجماعة، وهيئات خيرية تستغل حاجة الكثيرين، من أجل السيطرة على مراكز القوة بالمجتمع.

وفى ضربة مؤلمة للجماعة ، أربك ولد عبد العزيز مشروع الإخوان وقطر، حين  أعلن منتصف يناير الماضى، وقف مبادرة تعديل الدستور التى كان برلمانيون قد  أطلقوها من أجل السماح لترشحه لولاية ثالثة،  احتراماً لدستور البلاد، لكنه أشار إلى حقه في ممارسة السياسة في بلاده من خلال حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية " وهو الحزب الحاكم حالياً، فرشح وزير دفاعه الجنرال محمد ولد الغزواني .

 
الغزوانى  بجوار الرئيس الحالى
الغزوانى بجوار الرئيس الحالى

مرشح القصر

وكان إعلان الحزب الحاكم في موريتانيا، ترشيح وزير الدفاع محمد ولد الغزواني لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، هو أولى  محطات السباق فى   الاستحقاق الانتخابى، حيث  اعتبر محللون سياسيون فى موريتانيا، أن نجاح الأغلبية السياسية بقيادة الحزب الحاكم في إعلان اسم المرشح في "وقت مبكر" كان أهم نقاط القوة، التي حققتها هذه الأغلبية في طريقها إلى كرسي الرئاسة.

    

وكان رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد محمد كشف في تغريدة له على حسابه الشخصي في "تويتر" أن اختيار وزير الدفاع الحالي محمد ولد الغزواني يشكل ما وصفه بـ"أفضل خيار لاستمرار المشروع الوطني، الذي يقوده الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز".

 

كما لقي قرار الحزب الحاكم في موريتانيا ترشيح وزير الدفاع محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني للانتخابات الرئاسية 2019 ترحيباً وإشادة واسعة في صفوف السياسيين والطبقة الحاكمة في البلاد.، حيث استقطب دعم عدد  كبير من أحزاب الأغلبية والمعارضة.

 

فيما قرر المكتب التنفيذى للتجمع الوطنى للإصلاح والتنمية، "تواصل"   دعم المرشح محمد ولد بكر،بناء على اتفاق  مع الأحزاب  المعارضة الداعمة له ، رغم أن رئيس الوزراء الموريتاني السابق سيدي محمد ولد بوبكر، أعلن  ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو  المقبل بصفته "مرشحا مستقلا"، حيث يستطيع الحصول على القدر الاكبر من الأصوات دون أن يتم إلصاق انتماءه بالجماعة.

أحزاب المعارضة تفرقت أصواتها بين المرشحين

أما أحزاب المعارضة، فتفرقت أصواتها لدعم  عدد من المرشحين الذين أعلنوا خوض غمار الانتخابات الرئاسية منهم رئيس حركة إيرا،  بيرام ولد  أعبيدى ، والذى أعلن ترشحه،  بعد إطلاق سراحه سبتمبر 2018 و يحظى  بدعم من حزب الصواب، و " تيام صمبا"  زعيم حزب القوى  التقدمية للتغير  غير المرخص،  والذى أعلن ترشحه، بعد انسحاب حزبه من  التحالف الانتخابى للمعارضة، وهم أحزاب الحرية والمساواة والعدالة .

فيما تم تداول أسماء  مرشحين آخرين لم يتم  إعلانهم رسميًا وهم  الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف ، وعلى مستوى المعارضة  يتردد اسم رجل الأعمال المقيم فى المنفى  محمد ولد بوعماتو.

فيما قال لو غورمو عبدول، القيادي في حزب اتحاد قوى التقدم المعارض، إن الحزب قرر ترشيح رئيسه محمد ولد مولود للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن انقسمت المعارضة بين دعم سيدي محمد ولد ببكر ومحمد ولد الغزواني.

 

تفتيت أصوات

ويملك حزب "تواصل" قناة تليفزيونية، يتلقى فريق عملها تدريبات مكثفة فى قناة "الجزيرة" القطرية، وكذلك يشرف على عدد من المواقع والصحف الإخبارية منها" الأخبار" و" السراج"، وقد ظهرت قوته، حين أجرت موريتانيا مؤخرا انتخابات تشريعية ومحلية أسفرت عن فوز الحزب الحاكم بأغلبية كبيرة، في حين برز حزب "تواصل" كأقوى أحزاب المعارضة.

 

تمويلات مشبوهة

وفى تقرير لصحيفة " البديل" الموريتانية، أشارت إلى أن  الحزب الإخوانى فى موريتانيا  يتلقى بانتظام تمويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولار من جهات ومنظمات إخوانية فى قطر وتركيا ، يتم تحويلها عن طريق بعض تجار التنظيم فى موريتانيا وأنجولا، وأنه يمتلك هيئات تتكفل بالعمل الفعلى لجمع المال وتسهيل أعمال الحركات الإرهابية ، مستغلًا هامش الحرية للمجتمع المدنى ، فى حين تفوض القيادة السرية التى تتولى مركزة القرار والثروة ، الواجهة السياسية "تواصل" لتوزع الأدوار على أذرع التنظيم الإعتبارية والاستراتيجية والسياسية والنقابية والمالية والخيرية والروحية.

 

وأضافت  الصحيفة فى تقريرها، أن التنظيم يسيطر على مؤسسات تجارية كبيرة ، ويباشر تسيير ميزانيات ضخمة تطال جميع المجالات التجارية من صيدليات ومحطات بنزين ومحلات بيع الملابس والمواد الغذائية ووكالات تأجير السيارات وبيع العملات الصعبة فى السوق السوداء، موضحة، أن   التنظيم استصدر فتوى بضرورة دفع أموال الزكاة فى صناديق لتمويل الحزب ، وأصبحت زكاة المنتسبين ، خصوصا من كبار التجار ، توجه إلى تمويل الحزب بدل صرفها على فقراء المسلمين .

 

فيما قالت صحيفة "الجمهورية" الموريتانية أن حزب "تواصل" تلقى 12 مليون دولار لتمويل الحملة الانتخابية من جهات ومنظمات إخوانية فى قطر وتركيا، تم تحويلها على حسابات بعض تجار التنظيم فى موريتانيا وأنجولا.

مرشح توافقى

الغزوانى،  ينحدر من أسرة علمية وصوفية معروفة في موريتانيا، ويبلغ  من العمر 63 عاماً، متزوج وأب لخمسة أبناء، ويصفه المقربون منه بأنه  هادئ وكتوم ، عسكري محترف ومثقف، يحظى بثقة واحترام أغلب أفراد المؤسسة العسكرية، وقد  انخرط في صفوف الجيش الموريتاني متطوعا عام 78،   وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات القانونية، وماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية، وعدة شهادات عسكرية ودورات تدريبية في مجال الحروب.

 

في عام 1987 كان مرافقاً عسكرياً للرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع، قبل أن يعود ليطيح به في انقلاب عسكري عام 2005، لعب فيه دوراً محورياً ولكنه بقي في الظل أمام بروز اسم صديقه محمد ولد عبد العزيز.

وبعد انقلاب 2005 تولى "الغزواني" إدارة الأمن الوطني، وكان عضواً في " المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية " الذي أدار البلاد، وقاد فترة انتقالية أسفرت عن انتخاب أول رئيس مدني في تاريخ البلاد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الذى عينه قائدا للأركان الوطنية عام 2008، ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بين " ولد الشيخ عبد الله " وأصدقائه العسكريين وفي مقدمتهم "عزيز" و"الغزوانى" ، لتنتهي الأمور بانقلاب عسكري قاده الرجلان عام 2008.

ومنذ ذلك الوقت والرجلان يحكمان البلد بقبضة قوية، حيث تولى ولد الغزواني رئاسة المجلس الأعلى للدفاع عام 2009، وتولى بعد ذلك قيادة الأركان العامة للجيوش 2013، بينما نزع  "عزيز" البدلة العسكرية وارتدى ربطة العنق ليدير البلاد من القصر الرئاسي.

 

أما ولد بوبكر فقد تولى  رئاسة الوزراء بين 1992 و1996 في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع،  كما ترأس الحكومة في فترة انتقالية إثر انقلاب عام 2005 تولّى بموجبه سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الرئاسة، كما كان ولد بوبكر سفير سابق لبلاده في عدة عواصم آخرها القاهرة، ومندوب سابق لموريتانيا في جامعة الدول العربية.

 

الإخوان والنظام.. مواجهة ممتدة

وكانت السلطات الموريتانية قد وجهت ضربة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية بقرار إغلاق جمعية "المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم" التى تم إنشاؤها عام 2008، التى استخدمها التنظيم لتحقيق مصالحه السياسية.

 

وقد أطلق ناشطون موريتانيون أخيرا حملات لفضح حزب "تواصل" الإخواني، الذى قدموا أدلة على تلقيه  تمويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات من جهات ومنظمات إخوانية فى قطر وتركيا، مستغلة هامش الحرية المتاح فى موريتانيا لمنظمات المجتمع المدني.

 

ووفقا لهؤلاء الناشطين فإن التنظيم يسيطر على مؤسسات تجارية كبيرة، وله ميزانيات ضخمة،كما تتبعه هيئة فتوى تجمع له أموال الزكاة ، فضلا عن مؤسسات لغسيل الأموال وإغراء الشباب فى الأوساط الاجتماعية الفقيرة والمهمشة لتجنيدهم لاحقاً فى صفوف التنظيم.

 

وقد ارتفعت الأصوات فى موريتانيا أخيرًا بالدعوة إلى حل حزب "تواصل" الإخواني، نظرا لما يمثله من خطر على الديمقراطية ووحدة المجتمع.

 

 

 

 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة