"بيوت الله" تبحث عن الحماية.. هجوم نيوزيلندا يربك دوائر لندن الأمنية.. تزايد الهجمات العنصرية بحق المسلمين البريطانيين.. والطعن والاعتداءات اللفظية عرض مستمر.. وخطة تأمين المساجد.. ومخاوف من "اليمين المتطرف"

الخميس، 21 مارس 2019 04:18 ص
"بيوت الله" تبحث عن الحماية.. هجوم نيوزيلندا يربك دوائر لندن الأمنية.. تزايد الهجمات العنصرية بحق المسلمين البريطانيين.. والطعن والاعتداءات اللفظية عرض مستمر.. وخطة تأمين المساجد.. ومخاوف من "اليمين المتطرف" هجوم نيوزيلندا
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يمر كثير من الوقت على هجوم إرهابى شنه يمينى متطرف ضد مصلين بمسجدين فى نيوزيلندا وقت صلاة الجمعة، ليقتل 50 شخصا بينهم نساء وأطفال، إلا وشهدت بريطانيا هجوما مماثلا يستهدف مصلين كذلك بعد صلاة الجمعة فى شرق لندن بعدما حاول رجلان مسلحان يحملان أسلحة ومطرقة مضايقتهم، وبالفعل أصابا رجلا بجروح فى الرأس.

 

ويبدو أن هذا لم يكن الهجوم الوحيد الذى استهدف مسلمين فى جميع أنحاء المملكة المتحدة وسط تحذيرات من قبل الشرطة بشأن تنامى تهديد اليمين المتطرف الذى اعتبره تقييم سرى لمكتب مجلس الوزراء أطلعت عليه صحيفة صنداي تايمز ، يقول "إن أقصى اليمين الآن يمثل تهديدًا أكبر من الإرهاب الإسلامي في بعض أنحاء بريطانيا."

وأوضحت الصحيفة ذاتها أن المتطرفين الجدد من النازيين يثيرون قلقاً أكبر من الجهاديين بالنسبة للشرطة في المناطق التي تضم لينكولنشاير وديربيشاير وليسترشاير ، وذلك وفقًا لما جاء في إفادة موجزة لكبار المسئولين في مجلس الوزراء الشهر الماضي ، وهو ما دفع ضباط الشرطة المسلحة أيضًا لتعزيز الدوريات الإضافية حول المساجد الرئيسية في المملكة المتحدة خلال شهر رمضان.

كما حذر، من ناحية أخرى، وزير الدولة لشئون الأمن في بريطانيا، بن والاس، من أن هجوم نيوزيلندا الإرهابي، الذي أودى بحياة العشرات من المُصلين المسلمين، من الممكن أن يحدث أيضا في المملكة المتحدة.

ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن والاس قوله، إن الحكومة البريطانية كانت تبحث مسألة زيادة تمويل الأمن لحماية المساجد والمراكز الإسلامية الاجتماعية، في ظل تزايد التطرف اليميني في بريطانيا، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت سلسلة من الحوادث التي تم استهداف المُسلمين من خلالها، وقد شملت: مهاجمة إمام مسجد لندن بمطرقة، والاعتداء على سائق سيارة أجرة في "روتشديل"، إلى جانب التهديدات المنتشرة على الإنترنت المتعلقة بإطلاق النار.

كما أوضح أن حادث الطعن، الذي وقع في حي ستانويل في "ساري" جنوب غرب لندن، السبت الماضي، قد صُنف كحادث إرهابي، حيث نفذه أحد أفراد اليمين المتطرف، الذي شوهد وهو يهتف بشعارات عنصرية، حاملًا مضرب بيسبول وسكين.

وأضاف والاس أن المجلس الإسلامي البريطاني حث الحكومة على المطالبة بالتزام طويل الأمد يهدف إلى زيادة التمويل الأمني، في ظل التزايد الكبير في جرائم الكراهية المرتكبة بفعل التعصب الديني، حسبما نقلت الصحيفة البريطانية.

وذكرت الصحيفة أن الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني هارون خان، أكد في خطابه لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن هناك شعور واضح بالخوف من احتمالية شن هجمات مشابهة، مُضيفًا أنه على مدار أيام الأسبوع، وخاصة أيام الجمعة، تشهد المساجد إقبالًا كبيرًا من المُصلين في جميع أنحاء المملكة المتحدة؛ مما يجعل خطر حدوث هجمات مماثلة في المملكة المتحدة احتمالًا مؤكدًا، خاصة في ظل المناخ الراهن، الذي يشهد نمو تيار اليمين المتطرف في بريطانيا.

ومن ناحية أخرى، أحصت هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى بعض الهجمات والاعتداءات العنصرية التى زادت نسبتها فى بريطانيا ، بعد هجوم نيوزيلندا، فبعد اعتقال شخص يبلغ من العمر 50 عاما فى بلدة ستانويل في مقاطعة ساري جنوب شرقي انجلترا،  بعد أن طعن شابا يبلغ من العمر 19 عاما مطلقا عبارات وصفت بالعنصرية بعد  "استلهامه الأفكار اليمينية المتطرفة"، تعرض سائق سيارة أجرة إلى اعتداء لفظي باستخدام عبارات عنصرية مما دفع الشرطة إلى اعتقال شخصين هما رجل وامرأة يبلغان من العمر 33 و34 عاما بتهمة ارتكاب اعتداءات ذات دوافع عنصرية قيل إنها تتعلق بهجمات نيوزيلندا.

وفي حادث منفصل، ألقت الشرطة القبض  على امرأة تبلغ من العمر 38 عاما في روشديل القريبة من مانشستر، بالتهمة نفسها بعد أن نشرت تعليقات عبر الانترنت حول هجمات نيوزيلندا.

 

وفى أكسفورد وسط انجلترا، قالت الشرطة إن عبارات وشعارات مرتبطة باليمين المتطرف صبغت على جدران قرب مدرسة في المدينة "قد تكون لها علاقة بهجمات نيوزيلندا"، فى الوقت الذى لم تستطع فيه الشرطة القبض على مرتكبى حادث المطرقة يوم الجمعة الماضية، بحسب بى بى سى.

وحث وزير الداخلية ساجد جاويد المواطنين على "رفض الارهابيين والمتطرفين" الذين يسعون إلى إحداث شرخ في المجتمع البريطانى.

ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن القادة المسلمين من جميع أنحاء العالم اتهموا وسائل الإعلام الرئيسية والسياسيين والأكاديميين بالمساهمة في الظروف التي تغذي "الإسلاموفوبيا"، والعنف الإرهابي ضد مجتمعاتهم مثل الهجومين الذين استهدفا مسجدين يوم الجمعة في كرايستشيرش ، نيوزيلندا ، واللذان أودا بحياة 50 شخصًا.

ووقع أكثر من 350 شخصية إسلامية بارزة من دول من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا على رسالة وجهت إلى الجارديان، تربط أعمال مرتكب هجوم نيوزيلندا، وهو برينتون تارانت الأسترالى البالغ من العمر 28 عامًا، بأجواء من "كراهية الإسلام ".

تقول الرسالة: "هذا التعصب يغذيه بعض الأكاديميين القاسيين والسياسيين المتهورين فضلاً عن وسائل الإعلام التى تمنح مساحة بانتظام لأولئك الذين يشوهون الإسلام والمسلمين دون عقاب ، متنكرين وراء قشرة موضوعية."

وأضافوا فى رسالتهم "لم تبدأ مذبحة المسلمين بمجرد إطلاق الرصاص من فوهة بندقية تارانت. وبدلاً من ذلك ، كانت هذه المذبحة تعد منذ عقود طويلة من الزمن: مستوحاة من تقارير وسائل الإعلام المعادية للإسلام ، ومئات وآلاف الأعمدة من الكراهية المطبوعة في الصحافة ، والعديد من السياسيين الذين يكرهون المسلمون والتعصب الأعمى لوسائل التواصل الاجتماعي."

وكتبوا لـ"الجارديان" مضيفين: "لقد تم تصوير المسلمين باستمرار باعتبارهم نتاج مجتمعات مشبوهة ، أجانب لهم آراء بربرية تشكل تهديدًا لمجتمعنا. نحن الآن نحصد النتيجة الرهيبة للرهاب الإسلامي النظامي والمؤسسي المحبوك في العديد من قطاعات مجتمعاتنا. "










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة