أقوى أم فى مصر.. والدة مريم حولت ابنتها من طفلة متلازمة داون لبطلة العالم فى السباحة وفنانة تشكيلية.. هناء: عالجنا مشكلة الكلام بالغناء والرسم.. وتؤكد: دخولها الكلية معجزة جت فى وقتها.. فيديو وصور

الخميس، 21 مارس 2019 03:05 م
أقوى أم فى مصر.. والدة مريم حولت ابنتها من طفلة متلازمة داون لبطلة العالم فى السباحة وفنانة تشكيلية.. هناء: عالجنا مشكلة الكلام بالغناء والرسم.. وتؤكد: دخولها الكلية معجزة جت فى وقتها.. فيديو وصور والدة مريم
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعرت بحركة غير طبيعية فى بطنها ومعها تحركت كل إنذاراتها الداخلية، تسارعت ضربات قلبها واعتلت الابتسامة وجهها رغم الألم، لأنها كانت تعلم أن الوقت قد حان لتصبح أما فلم تعد أمنيتها مجرد حلم ستتحول لحقيقة قريبا بعد أن فقدت حملها الأول مسبقا، ولم تستطع أن تحظى بتجربة الأمومة، وما بين فرحة الأمل والخوف والرجاء سارعت مع زوجها للمستشفى لتنجب جنينها الذى ما أن خرج للحياة إلا واكتشفت أنه فتاة جميلة يرتسم على وجهها ابتسامة مثل والدتها ويخرج لسانها بشكل ملحوظ من فمها حتى ضحك الجميع من حولها وقالوا لها "بنتك هتبقى فتانة يا هناء".
 
 
هناء أمين أصبحت والدة مريم وجيه وأخيرا تحقق الحلم الذى طالما تمنته بكل ما تحمل بداخلها من مشاعر واستعدت له بكل طاقتها، لكن هناك جزءا لم تراه فى حلمها وهو أن تلد طفلة من أطفال "متلازمة داون".
 
عندما صارحها زوجها بالحقيقة التى عرفها من الأطباء قالت له "يعنى إيه بنتى متلازمة داون"، لم تكن تعرف شيئا عن المرض لكنها تلقت الصدمة بهدوء وخرجت من مفاجأتها سريعا لتبحث عن الأطباء من أجل بنتها التى ولدت بثقب فى القلب ومشكلات بالجهاز الهضمى، ولأن الحياة اختبارات وتحديدات واجهت هناء اختبارها الثانى عندما ذهبت لطبيب أطفال فبدلا من أن يقدم لها حلولا وصف طفلتها بالـ"متخلفة عقليا"، وعرض عليها التخلص من الطفلة بحقنة هواء والانتهاء من كل هذه المشكلات، فتركته باكية لا تصدق أنها النهاية.
 
ومع هذه اللحظة تحديدا كانت بداية رحلة والدة مريم مع تأهيل طفلتها لتواجه الحياة ليس فقط صحيا، لكن أيضا نفسيا واجتماعيا، ذهبت الوالدة لطبيب آخر أعطاها الأمل الذى منعه السابق، وساعدها فى المرور من هذه المرحلة الصحية الصعبة، وتابعت الطفلة خطوة بخطوة وهى تكبر ويكبر معها الأمل والحب، كانت تنظر لطفلتها وتقول "متخافيش يا مريم طالما أنا معاكى .. هنعمل كل حاجة ومش هنوقف".
 
توالت الاختبارات الواحد تلو الآخر فى التعليم ومعاملة المحيطين ومشكلات التخاطب والكثير من هذه التحديات التى كانت تنتصر عليها بالصبر، فعندما عادت لها مريم باكية يوما من المدرسة بعد أن واجهت التنمر من جانب زملائها فى الفصل الذين ضربوها عند غياب المدرسة التى تتابعها، ذهبت هناء لسحب ملف ابنتها وحولتها لمدرسة فكرية وتابعت تعليم بنتها بنفسها اهتمت فقط بتنمية مهاراتها فيما تجيده ولعل الرسم كان موهبتها الحقيقية الذى أخذت تنمو فيها خطوة بخطوة مع بداية شرائها للألوان وملاحظتها شغف بنتها بالتلوين لتدريبها على رسم الأشكال المختلفة.. وهنا تقول هناء "كانت مشكلتى الوحيدة أن مريم مش هتدخل الكلية بس ربنا كبير ووقف جنبها ودخلت الكلية فى ميعادها كمان".
 
هناء وابنتها
هناء وابنتها
 
قصة دخول مريم للكلية كانت معجزة إلهية حقيقية كما توصفها الأم قائلة قدمت لمريم فى مسابقة "موهوب مصر" وفازت كأكثر فنانة موهوبة بين غيرها من ذوى الاحتياجات الخاصة، وكمان خدت منحة لدخول كلية الفنون الجميلة مقدمة من وكيل الكلية دكتور أشرف رضا عشان تتعلم الرسم التشكيلى بدقة واحترافية"، ولم تحصل مريم على هذه الجائزة فقط فى الفنون لكنها أيضا فازت فى ملتقى أولادنا للفنون لذوى القدرات الخاصه بمشاركة 36 دولة فى الفنون التشكيلية.
 
أما عن مشكلة التخاطب فتخطتها الوالدة بالغناء، قائلة "بنحب نغنى مع بعض لصابر الرباعى ومريم بقت بتعرف تنطق الكلام أحسن وهى بتمشى على الموسيقى، ومحاولاتنا فى الرسم دايما خلتنا بنتفاهم أكتر برسم الناس حوالينا والوشوش وهى بتضحك".
 
صورة أم مريم رئيسية
 
واجهت مريم مشكلة كبيرة مع وزنها المتزايد دون توقف، والذى جعل والدتها تهتم بتمارين للفتاة لإنقاص وزنها، ومنها اختارت لابنتها رياضة تناسبها وهى السباحة التى تمكنت منها مريم ولم تعد مجرد رياضة تحافظ على وزن مناسب وصحة جيدة، لكن وصلت فيها لعدة بطولات مهمة، فحصلت على 40 ميدالية بين ذهبية وبرونزية فى مسابقات دولية، منها تميزها فى دورة الأولومبيات الأخيرة لذوى الاحتياجات الخاصة وحصولها على عدة ميداليات بها، ومن هنا تحديدا تحولت مأساة طفلة صغيرة لا يتقبلها المجتمع إلى بطلة مصرية وفنانة تشكيلية ترسم اسمها بألوان من الأمل والبهجة استطاعت والدتها أن تمنحها اياها.
 
مريم وجيه ليست الوحيدة التى تعانى من "متلازمة داون"، فهذا المرض يشكل 25% من مجموع الأمراض الوراثية التى تنتج عن وجود خلل فى الكروموسومات، لكنها من القليلين الذين استطاعوا من خلال الدعم أن يتعايشوا بطريقة أفضل صحيا، وكذلك يحققون إنجازات على المستوى العالمى وليس فقط المحلى.. فليس فقط وراء كل رجل ناجح امرأة لكن وراء كل ابنة ناجحة والدة آمنت بقدرات طفلتها.
 

صورة أم مريم رئيسية

صورة مريم ووالدتها
 مريم ووالدتها

 
مريم
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة