سلطة الأمومة.. الجميلات يصنعن الملوك والرؤساء.. 7سيدات أهدين مصر وأمريكا وروسيا والهند أبرز حكامها وصانعى نهضتها ..نازلى وزهرة وست البرين وفهيمة شريكات 45 سنة من حكم مصر.. وآن دانهام تهدى واشنطن أول رئيس أسود

الخميس، 21 مارس 2019 01:00 م
سلطة الأمومة.. الجميلات يصنعن الملوك والرؤساء.. 7سيدات أهدين مصر وأمريكا وروسيا والهند أبرز حكامها وصانعى نهضتها ..نازلى وزهرة وست البرين وفهيمة شريكات 45 سنة من حكم مصر.. وآن دانهام تهدى واشنطن أول رئيس أسود الرؤساء
كتبت - - شيماء سمير - نورا طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البدء كانت الأنثى، فحتى لو كانت الحكايات الدينية وقصص بداية الخلق تتحدث عن إنشاء آدم سابقا على حواء، فإن كل من تلوا «آدم» من ذكور كانوا صنيعة النساء، فالأمهات مصانع الحياة وماكينات إنتاج الرجال.
فى عيد الأم تتقدم ملايين النساء لتحتل مقدمة الصورة، فكلهن ناجحات وصاحبات فضل لا حدّ له، لكن فريقا منهن توفرت لهن من الظروف والسياقات ما سمح بأن يشاركن بدور أكبر فى هذا العالم، وأن يصنعن رجالا شاركوا فى قيادة مجتمعاتهم إلى مساحات أبعد مما كانت عليه، وبين أبرز الملوك والرؤساء والحكام فى العقود الأخيرة، تتألق 7 سيدات جئن من خلفيات مختلفة، كلها لم تخل من التعقيد والضغط، لكنهن حملن على عاتقهن مهمة صناعة رجال غيروا وجه مجتمعاتهم.

نازلى.. حملت فاروق إلى العرش ودقت أول مسمار فى نعشه

ولدت نازلى صبرى فى 25 يونيو 1894 لعائلة من أصول تركية فرنسية، فوالدها عبد الرحيم باشا صبرى وزير الزراعة الأسبق، ووالدتها توفيقة شريف، وجدها لأمها محمد شريف باشا وزير الخارجية ورئيس الوزراء، كما أنه حفيد سليمان باشا الفرنساوى الذى جاء إلى مصر مع الحملة الفرنسية، ثم اعتنق الإسلام وأصبح قائداً ومدرباً فى الجيش المصرى. 
 
 
درست «نازلى» فى مدارس فرنسية بالإسكندرية، وبعد وفاة والدتها التحقت بمدرسة داخلية فى باريس لمدة عامين، وعقب عودتها اضطرت للزواج من ابن عمها التركى خليل صبرى، وهو الزواج الذى لم يستمر سوى 11 شهرًا، لتجلس بعدها فى منزل صفية زغلول وتقابل ابن شقيق سعد زغلول وترتبط به حتى نفيه قبيل ثورة 1919، بعدها التقت الملك فؤاد فى دار الأوبرا فى مايو 1919، كان يكبرها بـ20 سنة، إلا أنها لم تمانع فى الزواج منه، وحدث الزواج بعد أيام، وعاشت فترة طويلة من الضغط لإنجاب الابن، حتى جاء فاروق وأصبحت أم ولى العهد.
 
الملك-فاروق-وامه
 
كانت ولادة فاروق سبب انتقال «نازلى» من العباسية إلى القصر الملكى، وحصولها على لقب الملكة، لتنجب بعدها 4 بنات: فوزية وفائزة وفائقة وفتحية، وكان الملك فؤاد شديد الغيرة عليها، ويقال إنه صفعها ذات مرة وحبسها فى جناحها لأسابيع، وزعم أنها حاولت الانتحار بجرعة زائدة من الأسبرين.
 
بعد وفاة الملك فؤاد فى أبريل 1936 شعرت نازلى بالحرية لأول مرة، وكان لها دور كبير فى أن يصبح ابنها فاروق ملكا، فوقتها لم يكن بلغ السن القانونية، فعُين الأمير محمد على توفيق وصيا عليه، ورغم طمعه فى الحكم نجحت «نازلى» فى الحفاظ على العرش، إذ استصدرت فتوى من الإمام المراغى بأنه يجوز للإنسان التصرف فى أمواله عند بلوغ 15 سنة، حتى يتسلم فاروق الحكم.
 
ارتبطت بعلاقة عاطفية مع أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكى لمدة 9 سنوات، وحاولت طرد المطربة أسمهان من مصر بسبب غيرتها عليه وما أُشيع عن علاقتها بها، ومع انطلاقها وتحررها فى حياتها بدأت الخلافات تنشأ بينها وبين ابنها فاروق، فسافرت إلى القدس ونزلت فى فندق الملك داود، وانتشرت وقتها قصص عن علاقاتها الفاضحة مع العرب والأجانب، فأرسل إليها النحاس باشا وزوجته لإقناعها بالعودة لمصر، لكنها اشترطت استقبالها بشكل رسمى بحضور الملك بنفسه، ورضخ فاروق، لكن نزواتها أعادت أجواء التوتر مرة ثانية.
 
فى 1950 حرمها فاروق من حقوقها وألقابها، بسبب زواج أخته فتحية من القبطى رياض غالى وتغيير دينها بدعم من أمه، بعدها اعتنقت نازلى المسيحية وغيرت اسمها إلى «مارى إليزابيث»، وأثر هذا التصرف على شعبية الملك فاروق حتى أنه كان المسمار الأول فى نعش سلطته. وعاشت نازلى وفتحية فى قصر كبير بـ«بيفرلى هيلز» اشترته عام 1955، ثم انتقلتا إلى شقة صغيرة فى «لوس أنجلوس»، وعاشتا حياة الفقراء، وحضرت جنازة ابنها فاروق فى 1965 بالعاصمة الإيطالية روما، ولأنها كانت غارقة فى الديون اضطرت لعرض مجوهراتها فى مزاد بقاعة «سوثبى»، ومنها تاج آرت ديكو الرائع «720 ماسة بوزن 274 قيراطا» وقلادة مصنوعة عام 1938، ورغم حصيلة المزاد ظلت تعانى من الديون. وفى 1976 أطلق رياض غالى الرصاص على الأميرة فتحية ليقتلها بعدما أدمن الخمر والمخدرات، ثم حاول الانتحار برصاصة فى الرأس، إلا أنه لم يمت وحكم عليه بالسجن 15 سنة، وبعدها توفيت نازلى فى 29 مايو 1978 بمدينة لوس أنجلوس فى ولاية كاليفورنيا وعمرها 83 سنة، ودُفن الثلاثة فى إحدى كنائس لوس أنجلوس.

زهرة عثمان.. أم الجمهورية تربى 9 أطفال بـ2 جنيه

نشأت زهرة محمد عثمان، والدة الرئيس الراحل محمد نجيب، فى أسرة ذات طابع عسكرى ملتزم، إذ كان والدها محمد عثمان بك ضابطا كبيرا فى الجيش برتبة أميرالاى، وكانت أمها مصرية من المحلة الكبرى، وذلك كما ذكر الرئيس الراحل فى مذاكرته المنشورة بعنوان «كنت رئيسا لمصر».
 
 
عاشت «زهرة» مع عائلتها ظروفا صعبة، إذ لم يكن هناك من يعينها بعد استشهاد والدها وأشقائه الضباط على يد أنصار المهدى فى السودان، فاضطرت والدتها للعمل فى خياطة ملابس الدراويش والصوفيين لتدبير نفقات المنزل، وبعد سنوات تزوجت الابنة من الضابط يوسف نجيب فى العام 1900، وأنجبت ثلاث أبناء كان محمد نجيب أكبرهم، والثانى على نجيب الذى عمل ضابطا بالجيش حتى يوليو 1952، ثم سفيرا لمصر فى سوريا، والأخير الدكتور محمد نجيب، وأنجبت 6 بنات: دولت، وذكية، وسنية، وحميدة، ونعمت ونجية. تحملت «زهرة» عناء الترحال بين البلدان فى السودان، التزاما بضرورات عمل زوجها، وأحيانا كانت تقضى أياما بمفردها مع الأبناء لتكون الأب والأم، وبعد وفاة زوجها فى الـ43 من عمره كان أكبر الأبناء لم يتجاوز 13 سنة، فتولت تربيتهم اعتمادا على 196 جنيها مكافأة نهاية الخدمة وجنيهين و30 مليما قيمة المعاش الشهرى، وسبعة جنيهات و50 قرشا حصيلة إيجار المنزل المؤجر لنادى الموظفين.
 
نجيب
 
انتقلت للعيش مع ابنها الأكبر، الضابط محمد نجيب، وفى أحد الأيام دُعيت هى وابنتها لحضور حفل شاى لأسر ضباط الحرس، بمناسبة افتتاح البرلمان فى قصر عابدين، لكن بدلا من دخول مقر الحرس دخلت الحرملك بالخطأ، واستقبلتهما الملكة نازلى، ظنا منها أن محمد نجيب أحد باشوات مصر، وأعطتهما الهدايا ووعدتها بالزيارة، وعندما عادت إلى المنزل علمت بالخطأ الذى ارتكبته دون قصد، ويحكى محمد نجيب فى مذاكرته: «فى هذه الليلة بكت أمى على الخطأ الذى وقع، وتصورت أنهم سيعاقبوننى على ذلك»، لكنه أوضح حقيقة الخطأ لضابط البوليس الذى أدرك الموقف، وظلت إلى جواره حتى اندلعت ثورة يوليو، وأصبح أول رئيس لمصر.

ست البرين.. السودانية الطيبة تخوض رحلة الموت من أجل «السادات»

اسمها «ست البرين»، أبوها خير الله السودانى، جاء إلى مصر للعمل لدى أحد أعيان المنوفية، وبعد سنوات نجح فى شراء قطعة أرض فى قرية ميت أبو الكوم، بنى عليها بيتا وتزوج سيدة مصرية تدعى «بمبة»، أنجب منها ثلاث بنات: نظلة، وآمنة، وست البرين التى صنعت جانبا مهما من تاريخ مصر.
 
 
تزوجت «ست البرين» من محمد محمد السادات، وأنجبت عددا من الأبناء كان منهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ولظروف عمل والده فى السودان كانت عندما يحين موعد الولادة تسافر إلى مصر فى باخرة نيلية وتتحمل المشقة والتعب حتى تصل إلى محطة القطار بأسوان، ومن هناك تسافر إلى «ميت أبو الكوم» لتضع مولودها، فى رحلة وصفها الرئيس الراحل فى كتابه الشهير «البحث عن الذات»، بأنها «رحلة الموت»، وبعدما تُكمل فترة الرضاعة كانت تترك الطفل مع جدته وتعود إلى زوجها فى الخرطوم.
 
ست-البرين-ام-السادات
 
فى العام 1924 عادت «ست البرين» مع زوجها إلى القاهرة، وسكنا فى منطقة كوبرى القبة مع الجدة والأبناء، وهنا عاشت «مأساة»، كما وصفها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب»، إذ تحولت إلى خادمة منزل لـ«فطوم» و«أمينة» الزوجتين الثانية والثالثة لمحمد السادات، وهو ما أثر فى نفسية الطفل «محمد» الذى لم يكمل السادسة من عمره، فكان يفضل قضاء معظم وقته صامتا فى الغرفة التى تسكنها أمه وبقية إخوته، لكنها رغم تلك الضغوط نجحت فى لعب دور مهم فى تربيته وتشكيل شخصيته التى ساعدته على أن يكون قائدا وزعيما قويا فيما بعد.

فهيمة حماد.. الصعيدية التى صنعت زعيما خالدا

كانت فهيمة حماد ابنة تاجر فحم من الإسكندرية، تزوجت الحاج عبد الناصر حسين الذى تعود أصوله إلى قرية «بنى مر» بمحافظة أسيوط، ورغم بساطة دخله وتواضع مستوى معيشته تحملت معه عبء الحياة والأبناء. أنجبنت «فهيمة» أول أولادها، جمال عبد الناصر حسين، وكانت أما حنونا وداعمة بقوة، وعندما انتقلت الأسرة إلى منطقة الخطاطبة بسبب عمل الوالد فى مركز البوستة، ظل جمال فى مدرسته الابتدائية بالإسكندرية، وكان ما يهون عليه الفراق أن يكتب الخطابات لأمه معبرا عن محبته واشتياقه لها، حتى يحين موعد العطلات الصيفية ليذهب إلى أسرته.
 
وعندما عاد الطفل البالغ من العمر 8 سنوات إلى بيته، فوجئ برحيل أمه وهى تضع شقيقه الرابع «شوقى»، بعد أخويه الليثى وعز العرب، كان ذلك فى العام 1926، ورغم الرحيل المبكر ظل أثرها فى شخصيته قائما وممتدا، بينما تزوج أبوه سيدة أخرى تدعى «عنايات الصحن»، لم تكن علاقته بها جيدة، وهو ما زاد ارتباطه بأمه حتى بعد رحيلها.
 
ظل جمال عبد الناصر متأثرا بوفاة والدته التى كان يحبها كثيرا، ولم يغب ذكرها عن لسانه طوال الوقت، وحتى بعدما أصبح رئيسا للجمهورية كان سهلا رؤية الدموع فى عينيه كلما حضره ذكرها أو تحدث عنها، حسبما أورد الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل فى كثير من كتبه ومقالاته، إذ كان مقربا من عبد الناصر، ومطلعا على كثير من جوانب حياته.

آن دونهام.. امرأة أهدت الولايات المتحدة أول رئيس أسود 

رغم كونها سيدة عادية وغير استثنائية بالمرة، إلا أنها أهدت الولايات المتحدة الأمريكية أول رئيس أسود فى تاريخها، إنها الأمريكية آن دونهام، والدة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.
 
ولدت «آن» فى 1942 وتوفيت عام 1995 فى ولاية كنساس، وهى من أصل إنجليزى، التقت زوجها الكينى حسين أوباما فى العام 1960 فى فصل اللغة الروسية بجامعة «هاواى»، إذ كان طابا أجنبيا يدرس فى منحة تعليمية، ليتزوجا فى العام التالى، قبل ولادة طفلهما بستة أشهر فقط.
 
اوباما-وامه
 
انتقلت آن دونهام مع زوجها بعد أسابيع قليلة من ولادة «باراك» إلى جامعة واشنطن، وعاشا عاما كاملا معا، أكمل الأب خلاله دراسته للاقتصاد وتخرج فى يونيو 1962، ليحصل على منحة من جامعة «هارفارد» لنيل الماجستير، قبل أن ينفصل عن زوجته فى مارس 1964 ويعود إلى كينيا، مستكملا حياته حتى رحل فى العام 1982.
 
ألحقته والدته بالمدارس الأندلسية حتى العاشرة من عمره، وتولت تربيته هى وزوجها الإندونيسى على المرونة وتقبل الآخر وإجادة التعامل مع الناس على تنوعهم، وفى العام 1971 عاد إلى «هونولولو» للعيش مع جديه لوالدته، مادلين وستانلى دونهام، والتحق بمدرسة إعدادية هناك وظل لديهما حتى حصل على الشهادة الثانوية، ورغم عودته للعيش مع أمه وأخته غير الشقيقة فى «هاواى» ثلاث سنوات بين 1972 و1975، إلا أنه قرر العودة لجديه مرة أخرى فى وقت لاحق، بينما كانت أمه طالبة دراسات عليا فى الأنثروبولوجى بجامعة هاواى.
 
عادت الأم وابنتها إلى إندونيسيا بعد 1975 لتتمكن من العمل المديدانى فى مجالها، وقضت معظم العقدين التاليين هناك، وبينهما انفصلت عن زوجها فى العام 1980، وذهب أوباما لزيارتهما هناك فى 1981، وزار أصدقاء الدراسة لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يعود لحياته ودراسته مرة أخرى، وبعدها حصلت والدته على الدكتوراه فى 1992، وتوفيت فى 1995 بعد معاناة مع مرض سرطان الرحم والمبيض.
 
«إنها مثل الأمم المتحدة الصغيرة».. هكذا وصف باراك أوباما أسرته خلال مقابلة أجريت معه عام 2006، فلديه أخت غير شقيقة من أمه فى إندونيسيا، و7 إخوة من والده فى كينيا، وله جذور فى أيرلندا، وجداه لأمه لهما تاريخ مرتبط بأسلاف أمريكا الأصليين، ورغم هذا التنوع الواسع، إلا أن آن دونهام تظل الشخص الأكثر تأثيرا فى حياة باراك أوباما، سواء باختيار أب أفريقى مسلم له، أو باصطحابه لإندونيسيا، أو تربيته على التنوع وقبول الآخر، والأهم أنها أهدت أمريكا أول رؤسائها السود.

هيراباين مودى.. بصمة لامعة على وجه أكبر ديمقراطية فى العالم

عاشت هيراباين مودى حياة صعبة وقاسية فى بلد يظلله الفقر، فلم تختلف حياتها فى مدينة مهسانا بمقاطعة جوجارات عن حياة مئات الملايين فى عموم الهند، وكان شعار أسرتها العمل والكفاح، من أجل توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
 
تزوجت «هيراباين»، وأنجبت ابنها ناريندا مودى الذى أصبح رئيسا للوزراء وشريكا فى تطوير أكبر وأضخم ديمقراطية فى العالم، كان والده بائع شاى فى محطة القطار، لذا تربى الطفل الصغير وأشقاؤه على تحمل المسؤولية، فيذهب إلى المدرسة صباحا ويساعد والده فى عمله مساء، إلى جانب اهتمامه بالاطلاع والقراءة وتطوير معارفه ومهاراته.
 
ام-ناريندرا-مودى
 
اهتمت الأم بتربية أبنائها على حب العلم والمعرفة، وعلى الأخلاق والقيم وتجنب الكذب، وكان «ناريندا»، يحكى أنه عندما التقى والدته البسيطة فى قرية راسيان التى تعيش فيها مع شقيقه الأصغر، وبسبب عمرها وتواضع مستواها المعرفى لم تكن تعرف طبيعة عمله، طلبت منه أن يعدها بألا يتلقى أى رشوة أو يرتكب أية خطيئة، وعندما علمت بخبر فوزه فى الانتخابات احتضنته ووزعت الحلوى على القرية بأكملها.

ماريا بوتينا.. الرقيقة التى روضت الدب الروسى العجوز

كان الدب الروسى فى عنفوانه عندما وُلد الطفل الصغير «فلاديمير»، لكن علامات الشيخوخة كانت قد بدأت فى الظهور على ملامح الإمبراطورية الآخذة فى القوة منذ الثورة البلشفية فى 1917، وبين ولادة بوتين فى 1952 ووصوله للسلطة فى العام 2000، كان لأمه «ماريا بوتينا» دورا كبيرا فى صياغة شخصيته وصولا إلى ترويض الدب العجوز، واستعادة مجده.
 
ام-بوتن
 
وُلد فلاديمير فى مدينة سانت بطرسبرج، تاليا لشقيقين رحلا مبكرا: فيكتور وألبرت، وكانت والدته «ماريا إيفانوفنا بوتينا» عاملة فى مصنع، ووالده مجنداً فى البحرية السوفيتية، ويعمل فى أسطول الغواصات خلال أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، فى وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية، ثم نُقل إلى الجيش النظامى، وأصيب بجروح خطيرة فى 1942، بينما قُتلت جدته لأمه على أيدى المحتلين الألمان فى منطقة «تفير» عام 1941، واختفى أخواله على جبهة الحرب. بدأ «بوتين» دراسته القريبة من منزله فى 1960، واحدا من 45 تلميذا فقط، وفى الثانية عشرة بدأ ممارسة رياضتى السامبو والجودو، وحصل على الحزام الأسود فى الأخيرة، وكان يرغب فى محاكاة ضباط المخابرات كما صورتهم السينما السوفيتية، فدرس الألمانية فى مدرسة سانت بطرسبرج الثانوية حتى أتقنها بطلاقة، وكانت والدته مسيحية أرثوذكسية مخلصة، ووالده ملحد، ومع التزام والدته ومداومتها على زيارة الكنسية، واهتمامها بالطفل وتربيته، نجحت فى صياغة شخصية محافظة وملتزمة وذات طابع جاد، بعدما عمدته سرا، هروبا من اضطهاد الحكومة للمتدينين، وظلت تصحبه للكنيسة وتنقله سرا أيضا للخدمات. عمل «بوتين» فى المخابرات السوفيتية، ثم سلك طريق السياسة، وترقى فيه حتى وصل إلى الرئاسة فى العام 2000، مصطحبا معه البصمة الأبرز فى حياته، بصمة والدته ماريا بوتينا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة