تمر اليوم الذكرى الـ224 على رحيل الخديوى إسماعيل، خامس حكام مصر من أبناء الأسرة العلوية، وصاحب النهضة المعمارية والحضارية الكبيرة، وصاحب الفضل فى دخول العديد من المظاهر الثقافية والفنية البلاد لأول مرة، إذ رحل فى 2 مارس من عام 1895م.
تولى إسماعيل عرش البلاد لمدة أكثر 16 عاما، من 18 يناير 1863 إلى أن خلعه عن العرش السلطان العثمانى تحت ضغط كل من إنجلترا وفرنسا فى 26 يونيو 1879م، تاركا السلطة لنجله الأكبر توفيق، والتى شهدت فترة حكمه الاحتلال الإنجليزى للبلاد، والذى استمر لنحو 72 عاما.
وبحسب الكاتب والمؤرخ حسين كفافى فى كتابه "الخديوى إسماعيل ومعشوقته مصر"، فإن إسماعيل ترك مصر فى أوائل يوليو عام 1879 إلى منفاه الاختيارى بين نابولى والآستانة والتى استغرقت نحو 16 عاما، مشيرا إلى أنه عند مغادرة الخديو للبلاد على متن الباخرة المحروسة، ودعه العديد من طوائف الشعب، فى حرارة كبيرة.
وأضاف الكاتب إلى إسماعيل عانى فى منفاه مما تعانيه مصر، وشعر بالحسرة على البلاد التى طالما أحبها فشد الرحال إلى الآستانة، عله يكون قريبا من مصر، وأن يقترب أكثر من السلطان العثمانى، فكانت اقامته فى قصر الأميرجان المطل على البوسفور بالقرب من قصر طوب كابى حيث الباب العالى والصدر الأعظم، لكن الإمبرطورية العثمانية كانت ترى أن قرب إسماعيل أو بعده لا يغير من الامور شىء.
وظلت مصر تئن من الظلم وتوفيق يعانى من الكمد، إلى أن رحل الأخير ولم يكن قد بلغ الأربعين من عمره، ولم يستطع أن يرى حفيده عباس وهو يصل إلى كرسى الحكم، وظل وحيدا يسمع عن حال البلاد وهى تتردى، ولم يستطع أن يفعل شىء وهو ما أثقل كاهله وزاد من وطأة سنى العمر والشيخوخة وتبعها المرض، وما يلبث برغم ضراوة روح التحدى التى كان يتحلى بها أن تتضافر كل هذه الظروف التى ذكرناها لتزهق روحه بعد سبعة أعوام من تولى حفيده حكم مصر.