"مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار".. كتاب عمره 700 سنة عن "الأرض وهيئتها

الأحد، 17 مارس 2019 06:00 ص
"مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار".. كتاب عمره 700 سنة عن "الأرض وهيئتها غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبى كتاب "مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار" للكاتب ابن فضل الله العمرى، ومن تحقيق عبد الله بن يحيى السريحى، ضمن مشروع "إصدارات" فى إدارة النشر.
 
صدر الكتاب فى جزأين هو الطبعة الثانية للقسم الجغرافى من موسوعة جغرافية وتاريخية وأدبية شاملة عن العالم العربى والإسلامي، تتكون من ثمانية وعشرين جزءاً، لشهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمرى (المتوفى سنة 749ه/ 1349م).
 
مسالك
 
وتأتى الطبعة الجديدة بعد مرور ما يزيد على عشر سنوات على نشر طبعته الأولى، ويقع هذا القسم الجغرافى من الموسوعة فى مجلدين، أو سفرين حسب تعبير المؤلف، الأول يحمل عنوان "الأرض: هيئتها وأبرز معالمها وآثارها"، والثانى بعنوان "الأرض: وصف جغرافيتها ومسالكها". 
 
وخصّص الكاتب القسم الأول من الكتاب لذكر الأرض وما اشتملت عليه برّاً وبحراً وهو نوعان؛ النوع الأول فى ذكر المسالك والنوع الثانى فى ذكر الممالك، ويضم النوع الأول منه عدة أبواب، فيناقش الباب الأول مقدار الأرض وحالها وأسماءها وصفاتها، وفى أسماء التراب والغبار والرمال وصفات كل منها، وفى أحوال الأرض. بينما يتناول الباب الثانى الأقاليم السبعة وتقسيمها فى عُرف الجغرافيين المتقدّمين، عارضاً أقدم خارطة جغرافية عربية للعالم وهى "الخارطة المأمونية" التى رسمها الجغرافيون العرب للخليفة المأمون، وينتقل الباب الثالث إلى البحار وما يتعلق بها، ويركز الباب الرابع على القِبْلة وكيفية الاستدلال عليها بطرق مختلفة. فى حين يتناول الباب الخامس الطرق وتعاريجها.
 
ويضم القسم المخصص للممالك فى الكتاب خمسة عشر باباً تتناول ممالك مختلفة عرفها العالم فى ذلك الوقت مثل مملكة الهند والسند، وممالك بيت جنكيزخان، ومملكة الجيل، ومملكة الجبال، ومملكة الأتراك بالروم، ومملكة مصر والشام والحجاز، ومملكة اليمن، وممالك المسلمين بالحبشة، وممالك مسلمى السودان على ضفة النيل الممتد إلى مصر، كما يشير إلى العرب الموجودين فى تلك الفترة وأماكنهم ومضارب أخبيتهم ومساكنهم.
بينما يتناول القسم الثانى من الكتاب سكان الأرض من طوائف وأمم، وفيه يناقش الإنصاف بين المشرق والمغرب، والديانات المختلفة وهى ست نِحل وأربع مِلل، وفق ما يذكر. وطوائف المتديّنين، والدول التى كانت قبل الإسلام، والدول الكائنة فى الإسلام. كما يشير إلى عجائب المخلوقات فى البر والبحر، وغرائب العادات والتقاليد عند بعض الشعوب والمجتمعات.
وفى استعراضه لمصادر الكتاب؛ يشير محقّقه عبدالله بن يحيى السريحى إلى أنّ المؤلف استقى مصادره من النقل عن المؤلفات المدونة، مثل كتاب "نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق" للشريف الإدريسي، وكتاب "المسالك والممالك" لأبى عبيد البكرى وغيرهما.
 
 كما اعتمد المؤلف فى بعض المواد على المصادر الشفوية المتمثلة فى الرواية والسماع من أهل الاختصاص فى الموضوع، أو ممن شاهد الأحداث والوقائع، أو عرف البلدان واطلع على أخبارها، حيث أفاد المؤلف من عمله فى دمشق أو فى بلاط السلطان الناصر قلاوون الصالحى (المتوفى فى سنة 741ه) فى الاتصال بالعلماء والوفود والتجار القادمين إليه من بلدان مختلفة.
ويوضح السريحى أنه خلال عمله فى تحقيق الكتاب حاول تخليصه من الشوائب والأخطاء التى شابت مخطوطة الكتاب وأغلبها يرجع إلى المصادر التى نقل عنها المؤلف، فبعضها كانت جيدة، ومن ثم نسبة الأخطاء فيها محدودة، وبعضها الآخر كان سقيماً مليئاً بالتحريف والتصحيف، وبعضها الآخر مكتوب بلغة عامّيّة ركيكة. والسبب الثانى يعود إلى طبيعة المادة الجغرافية والفلكية "القديمة" التى تشكل معظم مادة هذا الكتاب، حيث تكثر فيها لأسماء الأعجمية فإذا لم يكن المؤلف على معرفة بمثل هذه الأسماء لا يستطيع أن يجتهد فى فهمها وتصويبها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة