أين الفيس بوك اليوم؟.. خبراء يجيبون: بدأ اجتماعيا وتحول ثقافيا حتى أصبح أكبر منصة للفبركة ونشر الشائعات والفيديوهات المغلوطة.. ويطالبون بضرورة التوعية بكيفية استهلاك المعلومات الموجودة على السوشيال ميديا

الأحد، 17 مارس 2019 02:00 ص
أين الفيس بوك اليوم؟.. خبراء يجيبون: بدأ اجتماعيا وتحول ثقافيا حتى أصبح أكبر منصة للفبركة ونشر الشائعات والفيديوهات المغلوطة.. ويطالبون بضرورة التوعية بكيفية استهلاك المعلومات الموجودة على السوشيال ميديا مارك زوكربيرج
كتب أحمد عرفة – محمد صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى عام 2005، خرج إلى العلم ابتكار جديد أدهش العالم، كان من اختراع مارك زوكربيرج، وزملائه فى جامعة هارفارد، يدعى "فيس بوك"، كان الهدف من هذه الوسيلة الجديدة التى لاقت رواجا كبيرا منذ ظهورها هو التواصل الاجتماعى بين الأصدقاء، وتكوين أصدقاء جدد، وتبادل الآراء والتثقيف عبر صفحات تستهدف التوعية والتثقيف.

وعند نشأة "الفيس بوك " فى عام 2005، بدأ كوسيلة للتواصل الاجتماعى بسيط ومحدود جدا فيما بين الأقارب والأصدقاء، واستخدامه كوسيلة اجتماعية، وبصورة تدريجية تحول الاستخدام الاساسى لـ"الفيس بوك " من كونه منصة اجتماعية، إلى منصة ثقافية واجتماعية حيث أصبح وسيلة لنشر الأمور الثقافية والفنية والرياضية بين المستخدمين، وتم تشدين صفحات لتقديم محتوى ترفيهى مثل " الكوميكس " وذلك مع ظهور التقنية الجديدة التى أتاحها الفيس بوك والمتمثلة فى إمكانية إنشاء صفحات.

 

ومع هذا التطور بدأت بعض الشركات فى استخدام الفيس بوك واستغلال التفاعل فى طرق الدعاية والإعلان، ولكنه سرعان ما تحول إلى منصة تستخدمه بعض الكيانات والسياسيين، حيث تم بعد ذلك قيام بعض الكيانات السياسية بدفع مبالغ لبعض أصحاب الصفحات التى تتمتع بعدد كبير من المتابعين لتبنى فكرة معينة ونشرها، والهدف من ذلك هو نشر الشائعات والأكاذيب وتزييف الحقائق بهدف الإضرار بالأمن القومى لبعض الدول مستغلين فى ذلك عدم وعى الجمهور.

 

خبراء يؤكدون أن "الفيس بوك " أصبح منصة لنشر الشائعات، حيث أن الخطة الشيطانية التى تنفذها جماعة الإخوان اعتمدت على شراء بعض الصفحات الفنية والمنوعات التى تتمع بعدد كبير من المتابعين، وبدأت تستغلها لترويج الشائعات ونشر الفيديوهات المفبركة، والترويج لأفكار الإرهابية وتجنيد الشباب.

 

وأكد الخبراء، أن الفيس بوك اعظم اختراع مخابراتى على مستوى العالم، كما أنه يساء استغلاله من بعض الشخصيات لنشر الشائعات والفوضى وأى نوع من أنواع الهراء لكسب المتابعة واستغلالها لإدعاء الشهرة.

وفى البداية، قال وليد حجاج خبير أمن المعلومات والمعروف إعلاميا بـ" صائد الهاكرز " أن النشأة الأولى لـ" الفيس بوك " كان بهدف التواصل اجتماعى و، حيث كان فكرة لطالب للتواصل مع زملاءه فى الجامعة، ولكنه سرعات ما انتشر بشكل كبير وأصبح يمثل أكبر منصة للتواصل.

وأضاف حجاج فى تصريح لـ" اليوم السابع " أن الفيس بوك حاليا أصبح منصة خصبة لبعض الجهات لاستخدامه فى تهديد الأمن القومى داخل بعض الدول وجمع المعلومات عن بعض الدول، موضحا أن هناك بعض الاقاويل التى تؤكد أن الفيس بوك اعظم اختراع مخابراتى على مستوى العالم، خاصة وأنه يتم استخدامه بشكل مجانى مما اتاح الفرصة لاستخدامه من الجميع وفى نفس الوقت يتم تطويره بصورة مستمرة من خلال بعض التقنيات الجديدة التى تعمل على نفسية المستخدمين لنشر اكبر قدر من المعلومات.

وأشار حجاج إلى أنه مع الانتشار الواسع للفيس بوك تولدت وتواجدت شركات جديدة تكون مهمتها جمع المعلومات وتصنفها وتتخذ قراراتها وفقا للمعلومات، متابعا أن تزايد عدد المستخدمين على الفيس بوك جعله وسيلة تستخدم فى الدعاية لمنتجات الشركات المختلفة.

وتابع خبير أمن المعلومات، أن السوشيال ميديا مجتمع يمثل بشر، ومن هناك نجد البعض يستخدمه لانتهار الفرص فى الدعاية أو تجميع المعلومات عن الدول لاستهداف الأمن القومى والوطنى لدول أخرى، متابعا أن الفيس بوك أكبر دولة سكانية على مستوى العالم خصوصا وأنه لا توجد دولة واحدة يتخطى عدد سكانها 2 مليار.

واستطرد صائد الهاكرز، أن الفيس بوك باعتباره دوله يتواجد فيه عدد كبير من المستخدمين، وبالتالى يساء استغلاله من بعض الشخصيات لنشر الشائعات والفوضى وأى نوع من أنواع الهراء لكسب المتابعة واستغلالها لإدعاء الشهرة، لافتا إلى أنه تم استحداث وظائف جديدة بعد انتشار الفيس بوك، تتمثل فى وجود نوع من أنواع النصب والاحتيال على مواقع السوشيال ميديا، خاصة فى ظل وجود تهافت من بعض الشخصيات الحصول على أكبر عدد من المتابعين، مما خلق سوق من النصب والاحتيال فى سرقة حسابات وصفحات لبيعها فضلا عن انتحال صفة لبعض الأشخاص، بجانب استخدامه كمجال لتصفية الحسابات.

وبدوره قال جمال مختار خبير أمن المعلومات، أن الفيس بوك وسيلة لزيادة العمليات الإرهابية والتواصل بين المنظمات والعصابات الذين يعتبرون الفيس وسيلة غير خاضعة لرقابة الحكومات والدول، موضحا أن اللجان الالكترونية التابعة للإخوان واسرائيل بلجانها الالكترونية التى تتحدث اللغة العامية المصرية، يعملون دائما على أن يضعفوا مصر.

وأضاف مختار فى تصريح لـ" اليوم السابع" أن الفيس بوك كان فى البداية جبهة اجتماعية ولكن بعد ثورة يناير تم التركيز على أن يكون وسيلة سياسية يتم استغلالها لتحقيق مصلحة سياسية، من خلال فبركة الفيديوهات والأحاديث الصوتية بما يضر بأمن الدول، خصوصا وأن وسائل الفبركة أصبحت تتم من خلال برامج ومتاحة للجميع.

وتابع خبير أمن المعلومات، أن حدود مصر الالكترونية لا تقل خطورة عن حدود مصر الجغرافية ويجب على الدولة التركيز بنسبة أكبر فى حماية الحدود الالكترونية لأنه منصة شائعات كبيرة يجب التصدى لها وكذلك يتم استخدامه من جانب هاكرز لاختراق للخصوصية، وقد يستخدم فى اختراقات اقتصادية التى لا تقل أهمية عن حروب الحدود.

واستطرد خبير أمن المعلومات أن الفترة الحالية بدأت تنتشر الالعاب الالكترونية عبر منصات الفيس بوك ويتم استخدامها فى التطبيع والعمليات الإرهابية، متابعا الفيس بوك أصبح منصة لتدمير الشباب ووضع السموم فى عقولهم بأن الجريمة تفيد.

من جانبها أكدت داليا زيادة، رئيس ومؤسس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن الفيسبوك هو منصة إلكترونية للتدوين الشخصى ولا يمكن اتهامها هى بنواقص مستخدميها، الذين يستخدمونها لإثارة الفتن والأكاذيب وأهمها عدم قدرتنا على التفرقة بين الحوار الافتراضى على السوشيال ميديا والحوار الحقيقى على أرض الواقع، مما حول هذه المنصات لأداة سهلة فى يد مثيرى الشائعات ومحدثى الفتن، وترتب على ذلك حالات استقطاب شديدة كانت تهدد أمن البلاد فى أكثر من حادث سياسى مرت به مصر فى السنوات العشر الماضية.

وأضاف رئيس ومؤسس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أنه يجب أن يكون هناك مجهود موسع لتوعية الناس العاديين بكيفية استهلاك المعلومات الموجودة على السوشيال ميديا، خصوصاً الفيسبوك بما أنه ذات شعبية كبيرة فى مصر، وتوعية الناس بكيفية فهم الأخبار وقياس مصداقيتها وكيفية حتى بناء نوع من المصداقية لأنفسهم لدى متابعيهم.

وبشأن المسؤول عن إعادة الفيس بوك لدوره فى التوعية والتثقيف، قالت داليا زيادة، أن إعلام الدولة هو المسؤول بالدرجة الأولى، بجانب الهيئات الإعلامية العاملة حالياً هى على قمة المسئولين عن توعية الناس بهذا الأمر.

وفيما يتعلق بمدى إمكانية إعادة "فيسبوك" لدوره القديم، قالت رئيس ومؤسس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أنه يتم من خلال استعادة قدرة المستخدمين المصريين على التفرقة بين الواقع والعالم الافتراضى وقياس صحة المعلومات التى تستهلكها أو تنشرها، ففيسبوك لن يتغير بالعكس اتوقع أنه سيزيد من أدواته لجذب الناس للعالم الافتراضى أكثر، لهذا ما نستطيع التحكم فيه هو المتلقى.

وأشارت داليا زيادة، إلى ضرورة بذل مجهود موسع لتوعية الناس العاديين بكيفية استهلاك المعلومات الموجودة على السوشيال ميديا، خصوصاً الفيسبوك بما أنه ذات شعبية كبيرة فى مصر، وتوعية الناس بكيفية فهم الأخبار وقياس مصداقيتها وكيفية حتى بناء نوع من المصداقية لأنفسهم لدى متابعيهم.

بدوره أكد الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن مواقع التواصل الاجتماعى تمثل منصات عامة ومجانية وحرة تجاوزت فى وظائفها التواصل الاجتماعى وحدود التعبير عن الرأى إلى أن صارت وسيلة للتأثير الاجتماعى والسياسى من خلال ما تتمتع به من سمات تتمثل فى المرونة، والمجانية بشكل نسبى، والتفاعلية والإتاحة المستمرة بين كافة الأوساط والفئات المجتمعية الأمر الذى جعلها الفاعل الأكثر تأثيرا فى موجات الحراك الجماهيرى التى شهدها العالم كله وليس العالم العربى فقط خلال السنوات الأخيرة.

 

وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن الوظائف الأساسية للفيس بوك تتمثل فى كونه وسيلة للتواصل الاجتماعى والتعرف على العالم الخارجى ومعرفة الجديد بين راغبة التعلم والاستفادة العلمية، لكن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات "فيس بوك" فى غير محلها إلى الحد الذى صار عنده وسيلة تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتنة بين الأفراد والجماعات بل والدول.

 

وتابع طه على: ربما يرجع السبب وراء ذلك الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعى إلى الفوضى التى أصابت المجتمعات العربية فى أعقاب ما يعرف بـ "الربيع العربي" حيث كسرت كافة الحواجز والقيود فبات النقد العشوائى يستهدف كافة ثوابت الثقافة العربية، فالرموز الدينية نفسها باتت عرضة للنقد العشوائى بسبب عشوائية استخدام تلك المنصات الإلكترونية الجديدة، ومثال على ذلك كتب عظيمة الشأن فى التراث الإسلامى كصحيح البخارى ومؤسسات كالأزهر الشريف وحتى الكنيسة لم تسلم من النقد العشوائى لدى البعض عبر "فيس بوك وغيره"، بجانب ذلك، هناك صعوبة فى السيطرة على تلك العشوائية فى النشر عبر "فيس بوك" وإلا ستصبح الدولة التى تمارس السيطرة عليه من ضمن الدول التى تكبح الحريات وصولا إلى تأثر سمعتها عالميا.

 

ولفت الباحث فى علم الاجتماع السياسى إلى أن من بين الأسباب أيضا لسوء استخدام "فيسبوك" هو تراجع المستوى التعليمى، وسطحية الخطاب الدينى بالإضافة إلى تراجع الذوق العام فى المجتمع، أيضا من بين أسباب استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى غير موضعها، كما أن ما تمر به المجتمعات العربية من تحولات جذرية على خلفية تغير الثقافة العامة للشباب الذى ينخرط بشكل غير منضبط فى حركة "عولمية" يعزز الاستخدام السيئ لمنجزات العولمة التكنولوجية وفى مقدمتها "فيس بوك" وغيره.

 

وحول سبل مواجهة سوء استخدام "فيسبوك"، أشار الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن سوء استخدام فيسبوك يعكس أزمة هوية يمر بها المجتمع العربى بشكل عام وهو ما يفرض على الدولة أينما كانت أن تراقب ذلك الأمر جيدا سواء من خلال الأساليب التقنية مثل السيطرة على تلك المواقع، ومراقبة المحتوى بما يتماشى مع ثوابت الثقافة المصرية فيما يحمى الهوية المصرية من أى تأثيرات خارجية وذلك بتحجيم الانفلات السائد فيها حتى وأن تعارض ذلك مع اتجاهات الرأى العام العالمى، فمتطلبات الأمن القومى تعلو على ما سواها من دعاوى عالمية للحريات لا تراعى خصوصية المجتمعات.

 

واستطرد طه على: كما لا يغيب دور الإعلام عن مواجهة تلك الظاهرة، وكذلك الخطاب الدينى الذى ينبغى أن يتضمن التركيز على الجوانب الاخلاقية بشكل أكبر مما هو عليه حاليا، كما أن المجتمع بكافة مؤسساته مطالب بمواجهة تلك الظاهرة وفى القلب منه مؤسسة الأسرة التى تعد صمام الأمان والظهير الأساسى فى مواجهة تلك المشكلات وذلك من خلال التربية والتوجيه.

 

فى إطار متصل أكد الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك أهداف من انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بعضها أهداف عامة منها المعرفة والتثقيف وتبادل الاّراء والأفكار والخاصة بإبداء كل فرد لرأيه وفكره بدون قيود فى ظل الحجب والحظر ولكن لكل دولة تجربتها الصين مثلا لها فيس بوك خاص بها وروسيا وهناك عشرات من الدول تضع ضوابط الاستخدام بل وقررت وضع ضوابط ومعايير لا علاقة لها بتقييد الرأى.

 

وأضاف استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الهدف الرئيسى من هذا الأمر منع استخدامه وتوظيف مواقع التواصل لأعمال غير مشروعة وهو ما برز فى توظيف أجهزة المعلومات للفيس بوك بل وتويتر وهناك مواقع أخرى غير شهيرة تصل إلى 50 موقعا تعتمد على بث الشائعات والأخبار الملونة والمدسوسة والسعى لمعرفة توجهات الرأى العام وحالة الرضاء الشعبى والإحباط والقبول للحكومات، وغيرها من أساليب أجهزة المعلومات وقد نجحت فى هذا الأمر بعض الأجهزة فى مرحلة ما قبل الربيع العربى فى نسخته الأولى، وفى الوقت الراهن لتكرر الأمر.

 

ولفت طارق فهمى، إلى أن بث الشائعات وفلترة الأخبار يحتاج إلى مهارة كبيرة وقدرات لا تتوفر للعامة، متابعا: فما لنا فى البيئات غير المثقفة وفِى تزايد نسبة الأمية، موضحا أن الحل وضع الضوابط والتشريعات العاجلة مع العمل على توفير المعلومات المتاحة بصدور قانون تداول المعلومات سريعا، والشفافية وسرعة التعامل مع الاكاذيب والأخبار التى تمس الأمن القومى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة