أعلنت "جائزة الشيخ زايد للكتاب" أسماء الفائزين فى دورتها الثالثة عشرة للعام 2018/2019 التى ضمّت خمسة كُتاب وأدباء عالميين إلى جانب مركز بحوث عربى، تكريماً لنتاجهم الإبداعى والفكرى المتميز الذى يعكس نهجاً فلسفياً وفنياً يسهم فى إثراء حركة الكتابة الأدبية والثقافة العربية.
فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الآداب كتاب السيرة الذاتية "الذات بين الوجود والإيجاد" الصادر عن المركز الثقافى للكتاب للنشر والتوزيع عام 2018، للكاتب بنسالم حمّيش من المغرب وهو مفكر وأديب، والكتاب سيرة ذاتية له يعرض فيها شذرات من حياته روائيا ومؤلفا، كما يتناول من خلالها مواقف فكرية بلورها عبر مراحل من الكتابة.
ويقول بيان الجائزة "يؤكد الكتاب العلاقة المتلازمة بين مسارى "الوجود"، المفردة التى حملت أبعادها الفلسفية تأثراً بعدد من الرواد ومسار "الإيجاد" الذى تضطلع به الذات فى جدالها مع الشؤون الحياتية والثقافية المختلفة. ويجمع العمل بين الأبعاد الإبداعية المتكئة على خبرة فنية للمؤلف والأبعاد الحوارية المكتسبة لدى الأكاديمى الناقد، فالكتاب يحمل العمق المعرفى والحضارى الذى يقود إلى إعادة القراءة والتفاعل معه.
وبنسالم حميش، مفكر وأديب مغربي، ووزير الثقافة السابق بالمملكة المغربية، حاصل على دكتوراه الدولة من جامعة باريس فى الفلسفة، ويكتب بالعربية والفرنسية فى البحث والإبداع، ترجمت بعض رواياته إلى عدة لغات، ومن أشهر رواياته "العلامة" التى تتناول سيرة ابن خلدون، وهو أيضاً محاضر فى عدة ملتقيات عربية وأوروبية وأمريكية. حصل على الجائزة الكبرى لأكاديمية تولوز الفرنسية عام 2011. وصلت روايته "معذبتي" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.
ومنحت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع أدب الطفل والناشئة للكاتب حسين المطوع من الكويت، عن قصة "أحلم أن أكون خلاط إسمنت" من منشورات دار الحدائق عام 2018، التى تعالج مسألة الهدم والبناء على نحو ذكى من خلال سيرة "هدام" الذى أمل فى التحول إلى خلاط إسمنت، وبين الرغبة والواقع تتولد حكايات ومفارقات وتحولات تكشف العلاقة بين الأمرين على نحو ذكى وتضفى على الأشياء طابع الأنسنة الممتع، حيث كانت لغة النص جميلة، والتحولات كثيرة والرسومات مناسبة وواعية وتجيء ضمن بنية سردية متقنة.
وحسين المطوع كاتب ومصور فوتوغرافى كويتى من مواليد سنة 1989، حاصل على بكالوريوس الأدب والنقد من قسم اللغة العربية بجامعة الكويت، درس الفلسفة كتخصص مساند فى المرحلة الجامعية، بدأ حياته شاعراً عام 2009 وشارك فى العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية.
وفى عام 2015 بدأ بكتابة القصة القصيرة وهى السنة التى فاز فيها بالمركز الأول بمسابقة "شاعر الجامعة وقاصها" على مستوى جامعة الكويت، ومن بعدها اتجه لكتابة القصة والرواية حيث نشر روايته الأولى "تراب" فى نهايات سنة 2017. ومن ثم أصدر قصته الفائزة بهذه الدورة والموّجهة للأطفال بعنوان "أحلم أن أكون خلاط إسمنت" عام 2018.
وفاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع المؤلِّف الشاب الباحث الجزائرى الدكتور عبد الرزاق بلعقروز عن كتابه "روح القيم وحرية المفاهيم نحو السير لإعادة التّرابط والتكامل بين منظومة القيم والعلوم الاجتماعية"، من منشورات المؤسّسة العربية للفكر والإبداع، 2017. والكتاب دراسة فلسفية فى اشتقاق المفاهيم والقيم المرتبطة بها وخاصة مفهوم العقل وتطوره تبعاً للمقاربات المنهجية الفلسفية التى تتناوله. وهى تحاول الانتقال بالعقل من ضيق المفاهيم العلمية الرياضية الديكارتية الصارمة إلى رحابة القيم الروحية والمعنوية والعاطفية واتساعها.
تدل الدراسة على تمرس مؤلفها بمناهج النظر الفلسفية متمثلاً للمفاصل الكبرى فى تطور مفهوم العقل فى الفلسفة الأوروبية. الدراسة مكتوبة بلغة واضحة وأسلوب علمى دقيق.
والدكتور عبدالرزاق بلعقروز: باحث جزائرى حاصل على دكتوراه العلوم وفلسفة القيم والمعرفة. أستاذ محاضر فى قسم الفلسفة بجامعة سطيف-2 فى الجزائر. خبير محكم وعضو الهيئة العلمية لمجلة الجمعية الجزائرية للدّراسات الفلسفية. لديه عدة كتب منها: "تحولات الفكر الفلسفى المعاصر أسئلة المفهوم والمعنى والتواصل"، صادر عن منتدى المعارف فى بيروت عام 2018، وكتاب "من أجل المعرفة: مفاتحات حوارية مع الذّات والكتاب،" من منشورات الوطن، الجزائر عام 2017.
كما فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الفنون والدراسات النقدية الباحث اللبنانى الدكتور شربل داغر عن كتاب "الشعر العربى الحديث: قصيدة النثر" من منشورات منتدى المعارف عام 2018. ويعمل الباحث فى هذا الكتاب على دراسة قصيدة النثر فى تطورها وخصائصها العامة من خلال محمد الماغوط وأنسى الحاج وغيرهما. لغة الكتاب علمية تتخللها شواهد فى مجمل صفحات الكتاب.
وشربل داغر، أستاذ فى جامعة البلموند فى لبنان، وخريج جامعة السوربون الجديدة، ويحمل شهادتَى دكتوراه فى الآداب العربية الحديثة وفى فلسفة الفن وتاريخه. له ما يزيد على ستين كتاباً باللغتين العربية والفرنسية. أمّا فى الأدبيات فله العديد من المنشورات منها، "العربية والتمدن فى اشتباه العلاقات بين النهضة والمثاقفة والحداثة"، من منشورات دار النهار للنشر، مع منشورات جامعة البلمند عام 2009، وكتاب "الشعر العربى الحديث: قصيدة النثر" الفائز هذا العام بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وهو من منشورات منتدى المعارف، بيروت عام 2018.
أما جائزة الثقافة العربية فى اللغات الأخرى فذهبت للباحث الأكاديمى فيليب كينيدى من المملكة المتحدة، عن كتابه "الانكشاف فى الموروث السردى العربي" من إصدارات دار نشر جامعة ادنبره، 2016. حيث توقف الكتاب عند دراسة لحظة الانكشاف وأثرها فى النصوص السردية العربية. ومؤلّفه فيليب كينيدى مختصّ بالأدب العربى القديم، ويتناول فى الكتاب نصوصاً واعمالاً أدبية تراثية، ويتتبّع "الانكشاف" فى مختلف النصوص، ويدرسها دراسة مقارنة تتّسم بحيوية ووضوح كبيرين.
وفيليب كينيدي، أستاذ من المملكة المتحدة، متخصص فى دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية، حاصل على شهادة الدكتوراه فى الشعر العربى الكلاسيكي، والماجستير فى دراسات الشرق الأوسط، ويعمل على إنجاز "مخطوطة كتاب" بعنوان "التقديرات الإسلامية" وهى دراسة تصنيفية لنظرية المعرفة السردية التى تركز على القرون الوسطى.
وفى فرع النشر والتقنيات الثقافية، فاز بالجائزة المركز العربى للأدب الجغرافى "ارتياد الآفاق" فى دولة الإمارات العربية، وهو مركز بحثى عربى مستقلّ وغير ربحى تأسّس سنة 2000، تابع لدارة السويدى الثقافية فى أبوظبي. ويعنى المركز بأدب الرّحلات والأدب الجغرافيّ، وينشر نصوصا قديمة وحديثة ذات أهمية فى هذا المضمار، إلى جانب نشر الرحلات العربية القديمة فى طبعات محقّقة تصحبها مقدّمات أو دراسات وافية. كما يقدّم نصوصاً لرحلات معاصرة قام بها كتّاب عرب، وتضمّ إصداراته ترجمات لرحلات قام بها رحّالة وأدباء أجانب إلى العالم العربيّ، وبدأ المركز مؤخّراً بالسعى إلى نشر الرحلات والدراسات الجغرافية المخصّصة لدولة الإمارات العربية المتّحدة بما يتيح سدّ ثغرة واضحة فى هذا الميدان الأدبى والمعرفى المهمّ. كما أنشأ المركز منذ سنوات جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافى التى تُمنَح لأفضل الكتب المؤلّفة أو المحقّقة أو المترجمة فى حقل اختصاصه.
المركز العربى للأدب الجغرافى "ارتياد الآفاق": مبادرة ثقافية إماراتية أسسها قبل سنوات الشاعر والأديب الإماراتى محمد بن أحمد السويديّ، واشتمل مشروعه على إنشاء دار ثقافية هى "دارة السويدى الثقافية" التى نشرت عدداً كبيراً من الرحلات العربية القديمة والحديثة فيما يزيد على ستين كتاباً، كما انطلقت من هذا المشروع الرائد مبادرة ملهمة أخرى هى تأسيس "المركز العربى للأدب الجغرافيّ"، التى تمنح سنويًّا "جائزة ابن بطوطة" لأفضل الإصدارات فى مجال سرديات الرحلة ونقدها، ومن إنجازات المركز العربى للأدب الجغرافى إصدار " ببليوغرافيا" شاملة تتمثل فى كتيب مصغر يضمُّ كلّ ما أنجز فى مجال المطبوع الرحلى تحقيقاً ونقداً وإبداعاً، إلى جانب استقطاب الكفاءات لإنجاز مشروعات رصينة من خلال الندوات العلمية الكبرى التى يعقدها المركز العربى للأدب الجغرافى سنويًّا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة