محمد حبوشه

"السيسي" يوجه رسائل إنسانية قوية للمصريين

الجمعة، 15 مارس 2019 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا أخشى عليكم من الخارج أبدا، ولكن أخشى عليكم من الداخل ومن أنفسنا" .. هذا نص ما قاله الرئيس السيسي فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، مؤكدا "إن  الخسارة من 2011 حتى 2015 ضخمة.. وهنفضل ندفع ثمن كبير جدا لتعويضها"، كما حذر في الوقت ذاته من تزييف وعى الأجيال الجديدة قائلا: "فيه أجيال كانت صغيرة فى 2011 دلوقتى أعمارهم 16 سنة وميعرفوش آثار الأحداث وقتها.. ومسئوليتنا كلنا وكل أب وأم يخلوا بالهم من ولادهم".. وقولوا لأولادكم: "لا تعبثوا بأمن البلد دى مش بعد كل اللى اتعمل ده هنيجى نخربها تانى.
 
جاءت رسائل "السيسي" القوية في تلك الندوة كجرس إنذار بعد كل تلك الجهود الحثيثة التي سعت من خلالها القيادة السياسية إلى تصحيح المسار وتوفير حياة أفضل للمصريين، عندما أشار في خطابه: "عاملين شغل بـ 4 تريليونات جنيه.. وهتشوفوا مرفق نقل جديد فى 2020، وعلى هذا الأساس كلف "كامل الوزير" بمسئولية وزارة النقل.. والوزير يرد : "أنا تحت رجل مصر فى أى وقت"، ما يدل على حسن الاختيار لرجل أنجز كثيرا في مجالات الحياة المدنية من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ويعول عليه كثيرا في تحسين خدمات السكة الحديد خلال الفترة القادمة.
 
والواقع أن هنالك مواقف مشهودة ولاتنسى في هذه الندوة، لأنها تعبر عن أصالة الرئيس المصري، حين صافح السيدة "غالية السيد محمد خليفة"، وقبل يديها ورأسها، وهى من محافظة المنوفية مواليد 1914؛ أي تبلغ من العمر 105 أعوام، وأم لشهيدين الأول بحرب اليمن 1962، والثاني أحد أبطال حرب أكتوبر شهيد الطلعة الجوية عام 1976، وكانت السيدة العجوز قد طلبت مصافحة الرئيس السيسي، كما أهداها الرئيس درع التكريم، ودار حوار ودي بينهما، كما توجه الرئيس السيسي لتحية السيدة "شيماء عبد السميع"، زوجة الشهيد البطل عقيد أركان حرب "مصطفى الوتيدي"، حيث قدم الرئيس التحية والتقدير للشهيد وزوجته.
 
ولم ينسى الرئيس التحية لمدينة السويس، تلبية لرغبة "آدم أشرف" الطفل المعجزة الذي قدم أبيات شعر في حق الشهيد حازت على إعجاب الجميع، وتأثر الرئيس بحديث "سحر الحبشي" والدة الشهيد البطل الجندي "محمد صبري عبد العال"، عن ذكريات ابنها، كما ألقت والدة الشهيد أبيات شعر عن الشهيد، وبكى الرئيس السيسي وضيوف الندوة التثقيفية، وتوجه الرئيس السيسي لتحية والدة الشهيد.
 
وقد شاهد الرئيس "السيسي" فيلما تسجيليا بعنوان "رسالة شهيد" تناول نماذج مشرفة لبطولات وتضحيات أبناء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين قدموا أرواحهم ودمائهم دفاعًا عن الوطن وحماية شعبة العظيم، كما جسد الفيلم الذى أستخدمت فيه أحدث تقنيات التصوير والإخراج مسيرة عطاء هؤلاء الأبطال فى حربهم ضد الإرهاب الأسود لتظل دائمًا ذكراهم العطرة نبراسا يضئ الطريق للأجيال القادمة، حيث استعرض رسائل الشهداء العظماء، من خلال كلمات آباء وأمهات وزوجات الشهداء، وتفاعل الرئيس والجميع مع رسائل الشهداء، وذرفت عيون الحضور الدموع متأثرين بشجاعة وقصص الأبطال، وعلى الفور قام الرئيس بتقبيل أيدي ورأس أمهات وأبناء الشهداء عدة مرات في مواقف مؤثرة خلال منحهم دروع التكريم.
 
وفي نفس السياق أعجبتي جدا محاضرة أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق ورئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب اوالتي جاءت بعنوان "الوعى والإيمان" أشار فيها الى مختلف العوامل المؤثرة على تشكيل الوعى الحقيقى لدى الانسان، وهى الزيادة السكانية والتفاوت الثقافى بين الفئات وإختلاف القيم بين مجتمع وآخر وإختلاف مستويات التعليم، كما استعرض المؤسسات والجهات التى تساهم فى بناء الوعى ومنها التعليم والمؤسسات الدينية والثقافية والشبابية والإعلام، كما تناول العلاقة بين الوعى والإيمان مؤكدًا أن الوعى الحقيقى يصل للإيمان الصحيح وهو السبيل للحفاظ على الأوطان، كما تناول تطور وسائل الإعلام الإلكترونى وخطورتها على تشكيل الوعى، مؤكدًا أن الوعى الحقيقى هو الطريق الصحيح للإنتصار فى كل المعارك التى يخوضها الوطن على عكس الوعى الزائف الذى يدمر الأوطان.
ومن خلال متابعتي لوقائع الندوة أتوقف بقدر من التأمل والتحليل لملمحين رئيسيين يشيران إلى أن مصر تسير على الطريق الصحيح، أولها تكريم الشهداء الذين بذلوا الدماء من أجل هذا الوطن، كما جاء على لسان العميد "ياسر وهبة" في احتفالات يوم الشهيد والذي جاء مواكبا للندوة التقيفية، حيث قال خلال كلمته الافتتاحية: أن هناك صفحات سطرها رجالا رحلو عن عالمنا بأجسادنا، إلا أن أطيافهم تسير حولنا، ونستلهم من سيرتهم العطرة نورا نسير على دربه، مشيرا إلى أن يوم 9 مارس من كل عام يذكرنا بيوم مشهود فى عصرنا، والذى استشهد فيه الجنرال الذهبى الفريق أول "عبد المنعم رياض".
 
أما الملمح الثاني الذي لاحظته من خلال هذه الندوة هو أن الرئيس: أعطى للنقل واحدا من أفضل ضباط القوات المسلحة المصرية - ولقد سعدت كثيرا عندما تعهد الوزير الجديد، الذي يلقب بـ"رجل المهام الصعبة"، بالنهوض بكل هيئات وزارة النقل، قائلا: "هنثبت لكل المصريين إن احنا مش وحشين وإن احنا ناس مصريين وطنيين بنحب بلدنا زى كل المصريين فى كل قطاعات الدولة"، مضيفا "مش هنام وهنواصل الليل بالنهار، وهايلاقونى فى وسطهم يوم الجمعة الصبح، وهايلاقونى فى وسطهم بالليل والفجر، وان شاء الله هنثبت لسيادتك ولكل المصريين، ان مصر لما يتوفر ليها قيادة سياسية واعية عاوزة تغير بلدها كل المصريين هايقفوا وراها.
 
أعلم علم اليقين أن كامل الوزير، وزير النقل الجديد، تولي ملفا في غاية الصعوبة، وربما ليس الأمل بالنسبة له، فهى حقيبة ثقيلة من أجل الارتقاء بمؤسسات الدولة، ومن ثم سيواجه الكثير من التحديات بالوزارة، لكن تبقى عقيدة رجال القوات المسلحة المسلحة أنهم يخاطرون بأنفسهم من أجل تقدم الدولة، وصحيح أن السكة الحديد ترحب به في وقت غاية في الصعوبة، فهناك تأخر فى القطارات والمواطنين يفترشون السكك الحديدية بعد توليه الحقيبة الوزارية، وربما لايكون ذلك مقصودا بالطبع في منطقة مستحيلة ومشكلة كبيرة، لكن عزائي الوحيد أن كامل الوزير شجاع ولها، وهو من أحسن وأفضل الرجال بما هو معروف عنه من الصبر والجلد وتحدي المستحيل، كما شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية في دأبه وتفانيه في خدمة هذا الوطن، خاصة في القطاع المدني الذي شهد قفزات كبيرة تحققت في زمن قياسي يشهد له بالكفاءة.
 
كما أن السيرة الذاتية السيرة الذاتية للوزير الجديد "ابن محافظة الدقهلية" تشهد على تلك الكفاءة النادرة.. وفقه الله في مهمته.. ويتبقى لنا تحية مقرونة بالعزوالفخار لشهداء الجيش والشرطة.
 
 
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة