استطاعت مواقع التواصل الاجتماعى الهيمنة وفرض نظامها الاحتكارى على الجميع، وصار ذلك يهدد ثوابت مجتمعية فى العالم، هذا ما يتحدث عنه "توم ويلر"، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية السابق فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى كتابه الجديد "من جوتنبرج إلى جوجل.. تاريخ مستقبلنا".
والكتاب يلقى الضوء على 500 سنة من الثورات المعلوماتية، وعلى أبرز التحديات التى تطرحها الشبكات الجديدة اليوم، وكيف تتكرر هذه التحديات عبر التاريخ، كما يقدم الكتاب فرصة لمواجهة هذه التحديات.
يبدأ رئيس الاتصالات الفيدرالية السابق، كتابه بـ يوهان جونتبرج، مخترع المطبعة فى نهاية القرن الخامس عشر، والذي عمل على مجموعة من الابتكارات العلمية أحدثت ثورة فى طريقة صناعة الكتب.
استطاع جونتبرج تحويل الجهد البشرى إلى نشاط متشابك وابتكر حلقة وصل بين المعرفة والعلم الحديث، ومن هنا فتحت ثورته الطريق لطباعة نظيفة ورخيصة، ومن هنا تزايدت الكتب حول العالم.
ويرى الكاتب تاريخيا أن المشاريع الكبرى فى زمن مبكر مثل خطوط السكك الحديدية، أدت إلى ظهور احتكارات قامت بها بعض الشركات مثل ستاندرد أويل، لكن مع مرور الوقت تفككت هذه الشركة، وفى وقتنا الحالى نرى شركات التكنولوجيا أمثال فيس بوك وجوجل تسير على خطى شركة ستاندر اويل.
يقول الكتاب، إن الجميع يتذكر بدايات شركات جوجل وفيس بوك وغيرها، لقد كان عرضا بسيطا معناه أن المستخدمين سيتبادلون بعض معلوماتهم، لكن عندما أصبح الطلب متزايدا على هذه المعلومات فكرت هذه الشركات فى السيطرة وتحقيق دخول مادية كبرى.
ويرى الكتاب أن هذه الشركات نجحت أكثر من توقعاتها لقد صارت "متوحشة" بعدما جمعت قواعد بيانات ضخمة واستغلوها للسيطرة على السوق، لذا وجبت متابعة هذه الشركات، والحاجة إلى استيراد مفاهيم تعزيز المنافسة وحماية المستهلك وفقا للأنظمة التشريعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة