تضم آلاف الصحف والكتب..

صور.. أقدم مكتبة منزلية بالصعيد فى بنى سويف عمرها 60 عاما.. تعرف عليها

الجمعة، 01 مارس 2019 03:00 ص
صور.. أقدم مكتبة منزلية بالصعيد فى بنى سويف عمرها 60 عاما.. تعرف عليها
بنى سويف - أيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" مكتبتى المنزلية تجاوز عمرها 60 عاما ، وأوصيت عائلتى بتحويلها الى مكتبة شعبية بعد رحيلى "، بهذه الكلمات بدأ  محمد إبراهيم عويس  موجه بالتعليم الأزهرى سابقا ، أمين حزب التجمع ببنى سويف ، حديثه عن مشواره مع القراءة وامتلاكه مكتبة بإحدى شقق منزل عائلته.

 وأضاف: ولدت فى أسرة ميسورة الحال لوالدين يعملان ، فى هيئتين حكوميتين وكانت جدتى من المتعلمات ، والمهتمات بالثقافة وتعهدتنى برعايتها وزرعت بداخلى حب العلم والحرص على التثقيف وحفظ القرآن ، إذ بدأت فى نهاية المرحلة الإبتدائية شراء الكتب والصحف من 5 قرش مصروف يومى ، أوزعه مابين شراء الكتب التى بلغ ثمنها وقتها قرشين ، والصحف والسندوتشات والمشروبات الغازية ، لتناقشنى جدتى فيما أقرأه.

وتابع محمد إبراهيم : مرت سنوات حرصت خلالها على توفير النقود من  مصروفى لشراء الصحف يوميا وكذلك الكتب ،كما ساهم انضمامى لمنظمة الشباب فى الاتحاد الاشتراكى خلال الثانوية العامة    فى تثقيفى سياسيا واختيارى لأنواع مختلفة من الكتب داخل مكتبتى .  وحصلت على الثانوية العامة بمجموع يؤهلنى للالتحاق بكليات القمة ولكن دخلت كلية الشرطة نزولا على رغبة والدى الذى أصبح وقتها  نائبا بمجلس الأمة "النواب حاليا " ولم تستمر دراستى بالكلية سوى أسبوع  فقط لالتحق بكلية الآداب قسم التاريخ وفقا لرغبتى ما جعلنى اقتنى أنواعا جديدة من الكتب التاريخية خلال تلك الفترة  .

 

واستطرد قائلا : " التحقت بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية  منذ عام 1973 الى 1976 وتعد هذه الفترة من أفضل أيام حياتى  والتى غرست داخلى  معنى الانتماء للوطن والدفاع عن أرضه ، واقتنيت وقتها الكثير من الكتب السياسية والقانونية والدينية ، وفى بداية الثمانينيات بدأت دراسات عليا فى التاريخ  ، بجامعة عين شمس بالقاهرة ، واشتريت وقتها كثيرا من الكتب النادرة التى تباع على سور الجامعة ، ثم سافرت مرتين  إلى الخليج العربى برفقة زوجتى وأبنائى  ، المرة الأولى منتصف الثمانينيات لأعمل بدار نشر  بالسعودية وعدت بكتب تزن  970 كيلو جرام ، والثانية أوائل التسعينيات فى عمان وعدت أيضا بمكتبة كاملة عن دول الخليج العربى وحضارة الهند ، وخلال ثمان  سنوات قضيتهما  بعيدا عن مصر كلفت أحد اصدقائى من المسيحيين المقيمين ببنى سويف بشراء الصحف يوميا وكذلك كتب الشعراء  والاحتفاظ بها حتى عودتى فى الأجازات السنوية  .

وأوضح محمد ابراهيم ، أنه على مدى 60 عاما ظل يشترى ثمان صحف ومجلات يوميا ،  علاوة على الكتب المتنوعة  ، من مصادر مختلفة منها جميع معارض الكتب ،  ما جعله  يقتنى مكتبة تضم  الالاف من الصحف والمجلات من بينها أول عدد من الاهرام  ، و  كذلك مجلة روزا اليوسف صبيحة ثورة يوليو 52 ، فضلا عن صحف تضم فى اعدادها ، تغطية مباريات كأس العالم سنة 1960 ، وتنحى عبد الناصر عن الحكم عقب نكسة 67  ، وأحداث حرب أكتوبر المجيدة منذ أول يوم للمعركة ، واغتيال السادات ، كما تحتوى المكتبة على سلسلة تفاسير القرآن الكريم وفقه السنة ، ونسخ من الأناجيل ، وكذلك دساتير مصر خلال المائة سنة الأخيرة ، والمؤلفات الكاملة لكثير من الشعراء منهم " أحمد رامى ، جميل بثينة ، وفاروق جويده " ، وأيضا الطبعة القديمة لمجلدات الأغانى للأصفهانى ، والسيرة الهلالية ، و المجموعة الكاملة لكتاب وصف مصر  لجمال حمدان ، و أعمال جميع أدباء ومفكرى مصر أمثال حسانين هيكل ونجيب محفوظ ، وكذلك خطب الزعيم عبد الناصر مسجلة على شرائط كاسيت ،  كما تحتوى المكتبة بعضا من صحف الخليج مثل القبس الكويتية ، وأيضا أول اصدار لصحف التسعينيات والألفية الثانية فى مصر  مثل اليوم السابع ، علاوة على محاضر جلسات مجلس محلى محافظة بنى سويف على مدى 40 سنة قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011 .

وأردف محمد إبراهيم : حظيت  برؤية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مرتين الأولى عام 59 عندما كنت تلميذا بمدرسة الشعب الابتدائية فى بندر بنى سويف ، والتى تعمل والدتى معلمة بها ، وكان عبد الناصر يستقل قطارا إلى الصعيد وفى كل محافظة يقف القطار دقائق ليرد عبد الناصر تحية المواطنين ، وحملنى عامل بالمدرسة  لاتمكن من ملامسة يد عبد الناصر أثناء وقوف القطار أمام المدرسة ، أما المرة الثانية فقابلته واستمعت إلى حديثه عن قرب خلال إحدى اجتماعات منظمة الشباب فى الستينيات ، كما التقيت الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال اجتماعه بالشباب عقب توليه رئاسة الجمهورية اوائل السبعينيات   .

ويواصل محمد إبراهيم حديثه قائلا " هناك كتب لم يتعد ثمنها خمسة جنيهات فى السبعينات وتطبع الآن بـ 20 جنيها بسبب غلاء أسعار الورق ومواد الطباعة خلال العشر سنوات الماضية، وساهمت ثقافتى  وإطلاعى على الصحف والكتب فى تشكيل شخصيتى سياسيا وفكريا  ، إذ كنت أعمل موجها بمنطقة بنى سويف الأزهرية ،قبل بلوغى سن المعاش ، ومراسلا صحفيا لجريدة الأهالى وتم  اختيارى أمينا لحزب التجمع بالمحافظة ، فضلا عن عضويتى بمجلس محلى المحافظة  . 

وقال محمد ابراهيم :  زار مكتبتى  المنزلية التى تحتل كتبها شقة كاملة بمنزل عائلتى ،وتعد الأقدم فى صعيد مصر  - الشاعر  أحمد فؤاد نجم و الملحن الشيخ إمام ، والسياسى الدكتور رفعت السعيد ، و النائبين البدرى فرغلى وأبو العز الحريرى ، كما استغل  كثير من الباحثين  المكتبة فى الاطلاع على الكتب الخاصة برسائل الماجستير الأدبية والسياسية ،  ونصيحتى للشباب أن ينهلوا من الثقافة قدر استطاعتهم ويحاولوا اقتناء الكتب بأنواعها المختلفة  لإعادة تجربتى فى إنشاء مكتبة منزلية ،  إذ اتفقت مع أبنائى وأشقائى على اختيار  أمين للمكتبة بأجر شهرى يتولى أرشفة وإعادة تنظيم محتوياتها التى لم أتمكن سوى من أرشفة نصفها ، كما يرعى المكتبة لتظل مفتوحة لجميع المواطنين ، مكتبة شعبية ومصدرا للثقافة وعلما ينتفع به حتى بعد انتقالى إلى الرفيق الأعلى  . 

أرشفة نصف محتويات المكتبة
أرشفة نصف محتويات المكتبة

 

الزميل أيمن لطفى مع صاحب المكتبة
الزميل أيمن لطفى مع صاحب المكتبة

 

جانب من المكتبة المنزلية
جانب من المكتبة المنزلية

 

جانب من المكتبة
جانب من المكتبة

 

صاحب اقدم مكتبة منزلية
صاحب اقدم مكتبة منزلية

 

صاحب المكتبة يحمل صورة للعدد الاول من الأهرام
صاحب المكتبة يحمل صورة للعدد الاول من الأهرام

 

صحف وكتب ومجلدات فى اجدى حجرات المكتبة
صحف وكتب ومجلدات فى اجدى حجرات المكتبة

 

كتب وشرائط كاسيت بالمكتبة
كتب وشرائط كاسيت بالمكتبة

 

محمد ابراهيم عويس  مع محرر اليوم السابع
محمد ابراهيم عويس مع محرر اليوم السابع

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة